بكين 17 مارس (شينخوا) نفى حاكم التبت استخدام القوة القاتلة فى التعامل مع اعمال العنف التى وقعت يوم الجمعة فى لاسا، وقال انه يشعر "باستياء بالغ" ازاء تشويه عصبة الدلاى لاما لما حدث.
صرح الحاكم بذلك خلال مؤتمر صحفى هنا اليوم (الاثنين).
وقال تشيانغ با بونتسوج رئيس حكومة منطقة التبت ذاتية الحكم "انه طوال العملية، فإن قوات الامن لم تحمل او تستخدم اية اسلحة مدمرة، وانما تم استخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع، ومدافع المياه".
وصرح للصحفيين: "لقد قمنا بذلك من اجل الحفاظ على الاستقرار الاجتماعى، والدفاع عن النظام الشرعى للبلاد، وحماية المصالح الجوهرية للشعب".
واكد المسئول التبتى ان عدد الوفيات جراء اعمال الشغب وصل الى 13، متجاوزا الرقم الرسمى السابق والذى بلغ عشرة أشخاص.
وقال "ان 13 مدنيا بريئا قتلوا. وان البعض مزق اربا أو أحرق حتى الموت، والبعض الاخر اختنق وسط النيران"، واضاف ان بعض انباء وسائل الاعلام حول عدد القتلى والتى تراوحت ما بين 30 الى 80 كان مبالغا فيها.
واضاف "ان الوسائل التى اتبعها الغوغاء كانت فظيعة ووحشية"، مستشهدا ببعض الحوادث التى سجلت مثل صب البنزين على الاشخاص واشعال النار فيه، وقطع جزء من لحم احد رجال الشرطة.
وذكرت الأنباء ان 61 من رجال الشرطة اصيبوا، من بينهم ستة حالتهم خطيرة. وقيل ان ثلاثة اشخاص قفزوا من المبانى لتجنب الاعتقال.
واشار المسئول الى انه طوال الأحداث، التزم رجال الامن العام والشرطة المسلحة بضبط النفس، واظهروا روحا حرفية عالية، والتزاما بالقانون.
وفى 14 مارس، شملت اعمال العنف المعارك، وتدمير الممتلكات، والنهب، والحرائق العمد فى المناطق الحضرية فى لاسا.
يذكر ان اعمال الشغب التى وصفتها السلطات بانها مخطط لها وموجهة من الذين يدعمون الدالاى لاما، لم تلحق فقط خسائر فادحة بالحياة والممتلكات فى المدينة، واما اخلت بشدة بالنظام الاجتماعى.
وذكر مسئولون ان المشاغبين اشعلوا النار فى اكثر من 300 موقع، من بينها مساكن و214 من المحال التجارية، وحطموا واحرقوا 56 سيارة، وهاجموا مدارس و بنوك ومستشفيات ومحال تجارية ومكاتب حكومية ومنشآت ومكاتب اعلامية تابعة للدولة.
واضاف "ان حفنة من الانفصاليين ومنتهكى القانون قاموا باعمال متطرفة بهدف خلق دعاية لتخريب الاستقرار الذى تحقق بجهد جهيد خلال هذه الفترة الحاسمة للاعداد لدورة بكين الاولمبية".
وقد شكلت حكومة المنطقة فورا قوة خاصة لاخماد الحرائق، وانقاذ الجرحى، وتدعيم حماية المستشفيات والمدارس والبنوك والمكاتب الحكومية.
واصدرت سلطات تنفيذ القانون فى التبت مذكرة يوم السبت حثت فيها المشاركين فى اعمال العنف على الاستسلام حتى منتصف ليلة الاثنين، وتعهدت بمعاملة الذين يستسلمون باللين.
وقال تشيانغ با "ان هؤلاء الاشخاص لا يفلتون من العقاب طبقا للقانون فى اى دولة" .واضاف انه "بالنسبة لمرتكبى المخالفات الصغيرة واظهروا الندم عليها، فسوف نقوم بتوعيتهم، اما الذين بدأوا وارتكبوا جرائم خطيرة خلال احداث الشغب، فسيلقون العقاب الشديد طبقا للقانون".
استياء ازاء تشويه الدالاى لما حدث
كما انتقد الحاكم رواية اتباع الدلاى لاما عن الاحداث، والتى أوردتها بعض وسائل الاعلام الغربية، قائلا انهم خلطوا الحق بالباطل حين وصفوا احداث الشغب بانها كانت "مظاهرة سلمية"، وشوهوا الجهود التى قامت بها أجهزة تطبيق القانون المحلية للحفاظ على النظام بوصفهم لها بانها كانت "عملية قمع لمظاهرة سلمية".
واضاف "اننى أشعر بالإستياء حين اسمع ان زمرة الدالاى والبعض فى الغرب يصفون احداث العنف الوحشى بانها (تظاهرة سلمية). بل ومما يثير السخرية ان هؤلاء يشوهون الجهود التى يقوم بها المسئولون عن تطبيق القانون للحفاظ على سلامة المواطنين والحفاظ على النظام الاجتماعى بوصفهم لها بانها (اجراءات قمع لتظاهرة سلمية)".
وانتقد تشيانغ با بونتسوج التغطية الغربية للأحداث قائلا "اننى اود ان اعرف ما اذا كانت هناك حكومة تنادى بالديمقراطية وتدعو الى حكم القانون يمكن ان تتسامح ازاء اعمال العنف هذه".
واضاف تشيانغ با انه لم يتم مطالبة الرعايا الاجانب والشركات الاجنبية بمغادرة التبت أو البقاء فيها. و"لكن هذا ليس بالوقت المناسب للمجىء الى التبت نظرا لدواعى السلامة".
وقال جو جيان هوا، مدير مكتب الشئون الخارجية بالمنطقة، أن المكتب علق اصدار التصاريح للاجانب للسفر الى التبت. وان احدا من الأجانب لم يصبه اذى خلال احداث الشغب يوم الجمعة الماضى. و"انهم جميعا تلقوا حماية جيدة."
وأضاف انه بالنسبة للاجانب الذين يرغبون فى المغادرة، فان المكتب سوف ينسق مع ادارات الطيران المدنى والسكك الحديدية والطرق السريعة من اجلهم.
واعلن مسئولون ان الشوارع الرئيسية للمدينة الهضبة المخربة تم تنظيفها، وعادت امدادات الطاقة الى كافة ارجاء لاسا، واعيد فتح المحال التجارية والوكالات الحكومية والمدارس اليوم الاثنين.
واضاف تشيانغ با "ان الوضع فى لاسا بدأ يعود الى طبيعته، وان جهودنا اثبتت فعاليتها"، مؤكدا ان نوايا الانفصاليين لزعزعة استقرار التبت لن تفوز مطلقا بقلوب وعقول ابناء التبت، ومن ثم فان مصيرها الفشل.
وقال "اننى اؤمن بأن حكومة المنطقة ذاتية الحكم تحت قيادة الحكومة المركزية قادرة تماما على حماية الاستقرار الاجتماعى، وهيبة القانون، وضمان حماية سلامة ومصالح كافة اهالى التبت.