بكين 19 مارس (شينخوا) قال مسئولون بالحكومة المحلية فى التبت ان أعمال الشغب التي اندلعت في المناطق التي يسكنها التبتيون في مقاطعتي سيتشوان وقانسو المجاورتين للتبت تتصل اتصالا وثيقا بالاضطرابات العنيفة في لاسا الجمعة الماضي وأنها من ترتيب عصبة الدالاي .
شهدت محافظة أبا الجبلية فى شمال غرب سيتشوان قيام مثيرى الشغب بمهاجمة المتاجر والمكاتب الحكومية بعد ظهر يوم الأحد في حين شهدت محافظات شياخه وماتشيوى ولوتشيوى وجونه ومدينة خهتسو بناحية قان آن التابعة لمنطقة التبت ذاتية الحكم جنوب مقاطعة قانسو اضطرابات مماثلة منذ يوم السبت الماضي.
وفي كلتا المقاطعتين هتف مثيرو الشغب بشعارات "الاستقلال للتبت" وحملوا الصخور وقنابل البنزين المصنوعة يدويا أو لوحوا برايات "حكومة التبت في المنفى" واجتاحوا المكاتب الحكومية ومراكز الشرطة والمستشفيات والمدارس والمتاجر والأسواق.
وذكرت أنباء ان ضباط شرطة وعاملين بالحكومة أصيبوا على أيدى مثيرى الشغب.
وقال تشانغ يوى شنغ المتحدث باسم الحكومة الاقليمية في قانسو اليوم (الأربعاء) "ان سلسلة أعمال الشغب لم تحدث مصادفة وانما كانت منسقة وتتصل اتصالا وثيقا باضطرابات لاسا".
وقال ان "تلك الاعمال التخريبية منظمة بشكل جيد وتم اعدادها سلفا ومنبعها عصبة الدلاي لاما الذين لهم دافع خفى هو الاخلال بدورة الالعاب الاوليمبية ببكين وتدمير السلام والاستقرار وتقسيم البلاد"
وقالت مصادر بحكومة قانسو انه بدأ بالفعل توزيع منشورات في منطقة قان آن تحمل محتويات "استقلال التبت" يوم 10 مارس الجارى وهو نفس اليوم الذي بدأت فيه "مسيرة التبت" عبر الحدود مع الهند ونفس اليوم الذي قام فيه 300 راهب من معبد دربونج بمسيرة في اتجاه منتصف مدينة لاسا.
وقالت مصادر لوكالة أنباء ((شينخوا)) ان معظم مثيري الشغب هم رهبان زائرون كانوا يقيمون في دير لرهبان اللاميين بمنطقة قان آن.
وقال ماو شنغ وو رئيس ناحية قان آن التي أصيب فيها ثمانية من رجال الشرطة وثلاثة موظفين حكوميين انه "بالحكم من المؤشرات يمكن القول ان أعمال التخريب منظمة ومدعومة من الانفصاليين في الصين وفي الخارج لتقويض النظام الاجتماعي".
وقال تشانغ يوى شنغ ان الحكومات المحلية اتخذت إجراءات للحفاظ على النظام الاجتماعي وحماية أمن الشعب بعد حدوث أعمال الشغب، كما قاموا بتكثيف حماية المستشفيات والمدارس والبنوك والوكالات الحكومية.
وأضاف لقد "تمكن ضباط الشرطة وقوات الشرطة المسلحة من السيطرة على الوضع وتعاملوا مع الحدث وفقا للقانون".
عاد النظام الاجتماعي في المحافظات المتضررة لطبيعته إلا أن المواطنين المحليين قالوا انهم لا يزالون يشعرون بالخوف.
وفي شارع تشيانغتانغ ، أحد اكثر المناطق تضررا خلال اضطرابات محافظة أبا بمقاطعة سيتشوان شوهد أصحاب المتاجر وهو لا يزالون ينظفون آثار الدمار صباح اليوم (الأربعاء).
وقال بنغ يونغ فان مالك مركز يونغلي للتسوق الذي بدا يائسا وهو يسترجع أحداث يوم الأحد العنيف انه فقد أكثر من 5 مليون يوان (ما يقرب من 707 ألف دولار امريكي) على شكل ممتلكات خلال أحداث الشغب.
وقال الرجل البالغ من العمر 54 عاما والذي ربط رأسه بالشاش "لم اعد امتلك شيئا الآن سوى الملابس التي ارتديها."
اجتاحت مجموعة تضم نحو 100 من مثيري الشغب مركز التسوق الذي يمتلكه بنغ حوالي الساعة 12.30 بعد ظهر يوم الأحد.
وقال بنغ "قاموا بتحطيم الأرفف باستخدام القضبان الحديدية والصخور ونهبوا البضائع ثم سكبوا البنزين على البضائع التي لم يتمكنوا من حملها وأشعلوا فيها النار."
وقام رجل الأعمال بإحضار خزانة تحولت إلى قطعة من الصلب المشوه من مخزن خلف مركز التسوق لكي يراها الصحفيون من وكالة انباء ((شينخوا) ).
وقال "عثرت على تلك الخزانة بعد أن رحل مثيرو الشغب وتحول 186 ألف يوان إلى رماد."
وقال "مارست عملي هنا لمدة 18 عاما وكان عملي مزدهرا كيف كان يمكنني أن أتنبأ بمثل تلك الكارثة؟"
يكافح السكان في لاسا وقان آن وأبا لاستعادة الوضع الطبيعي بعد سلسلة من اعمال العنف المنسقة.
واظهرت احدث الاحصاءات التي اجرتها حكومة منطقة التبت ان 325 شخصا اصيبوا خلال اعمال الشغب في حين لقي 13 مدنيا مصرعهم.
وصل عدد مثيري الشغب الذين قاموا بتسليم انفسهم للشرطة بحلول الساعة العاشرة مساء اليوم إلى أكثر من 170 شخصا.