أعزائي، مرحبا بكم مرة أخرى في برنامجنا الخاص بزلزال سيتشوان. وفي الدقائق التالية نروي لكم قصة حقيقية وقعت في ميدان الزلزال حول إنقاذ طفلة في الثالثة من العمر بعد أربعين ساعة منذ وقوع الزلزال تحت حماية والديها المتوفيين.
في صباح ال14 من مايو الجاري أي بعد يومين على الزلزال الذي ضرب محافظة ون تشوان بمقاطعة سيتشوان، وفي محافظة بي تشوان قرب محافظة ون تشوان، تم إنقاذ طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات واسمها سوانغ شين يي والتي كانت تحت أنقاض إحدى الغرف المنهارة، تم إنقاذها أخيرا بعد أربعين ساعة من صراعها مع الموت وتحت حماية والديها المتوفيين، وتم نقلها بسيارة الإسعاف إلى المستشفى.
عندما دخل مراسلنا في ال13 من مايو الجاري لأول مرة إلى محافظة بي تشوان التي أصبحت أنقاضا، وجد عددا من أعضاء فريق الإغاثة يحيطون بركن غرفة مدمرة، وتحت الغرفة شخصان بالغان من الضحايا وتحت جسميهما بنت لها عينان كبيرتان. وذكر جنود وضباط في الفوج المدرع لفرقة الجيش الأحمر الصيني التي تشارك حاليا في عمليات الإغاثة أنهم وجدوا في الساعة الثامنة من صباح ال13 من هذا الشهر هذه الطفلة، ولكن بسبب أن الجدار المنهار غطى بكامله الطفلة ووالديها المتوفيين وعدم وجود وسائل مناسبة عندهم، لم يستطعوا إنقاذ هذه الطفلة في حينه.
ولاحظ المراسل ميدانيا أن هذا الجدار انتقل بأربعة أو خمسة أمتار عن الجدران الأخرى التي في نفس الصف وضغط بشدة على هذين البالغين، أما رجلي الطفلة، فتحت جسميهما، ولم تنقل أبدا. وخمن الناس بالتتابع بأن البالغين اللذين كانا يحميان الطفلة هما والداها بالتأكيد، وأمام الكارثة، ضحى والدا الطفلة بحياتهما من أجل سلامة طفلتهما.
هبطت الأمطار الغزيرة بعد ظهر ال13، وسرعان ما ستر أعضاء فريق الإغاثة الطفلة بقماش مانع من الأمطار ووضعوا بجانبها الحليب والمعكرونة سريعة التحضير.
ولم تنقطع الأمطار في تلك الليلة، وعندما وصل المراسل صباح اليوم التالي مرة أخرى إلى محافظة بي تشوان، أصبحت أحوال الانهيار في بعض الأماكن أشد. ولكن المراسل وجد بدهشة وسرور أن العديد من أعضاء فريق الإغاثة ما زالوا موجودين في المكان الذي رأى الطفلة فيه في اليوم السابق، مما دل على أن الطفلة ما زالت حية!
وأكثر شيء إرضاء أن أعضاء فريق الإغاثة القادمين من مقاطعة لياو نينغ أتوا بآلة القطع وغيرها من المعدات الخاصة وفتحوا فتحة في الجدار. وكانت الجدران الأخرى على وشك الانهيار، وبينما كان أعضاء الفريق يحاولون تحريك البلاطة بسرعة، دعموا الجدران بالأعمدة الخشبية للحيلولة دون جرح الطفلة ومن حولها بسبب انهيارها. وأثرت أصوات بكاء الطفلة بين حين وآخر خلال عملية الإنقاذ على جميع الموجودين هناك، وكان لا يمكن لأعضاء الفريق تحريك البلاطة بقوة بسبب عدم معرفتهم ما إذا كان ذلك سيجرح رجلي الطفلة أم لا.
وفي الساعة التاسعة والدقيقة ال40 تقريبا من ال14، ومع هتافات الناس، حمل أحد أعضاء فريق الإغاثة الطفلة من الجدار على وشك الانهيار، كان قد مضى أكثر من أربعين ساعة على وجودها تحت أنقاض الزلزال، ونجحت الطفلة القوية في مكافحة ليلة الأمطار والزلازل الارتدادية الأخرى وهزمت أخيرا الموت.
ولاحظ المراسل أن الطفلة التي تم إنقاذها قريبا لها ضفيرتان، وعلاوة على ندبة متجمدة بحجم عملة معدنية على جبهتها اليمنى، لم يكن هناك إلا بعض الغبار على وجهها، وكانت ملامحها محبوبة جدا. ولكن رجلها اليمنى أصيب بجرح خطير بسبب تعرضه للضغوط لمدة طويلة. وحمل أعضاء الفريق فورا الطفلة على النقالة متوجين إلى الطريق الصالح لمرور سيارة الإسعاف خارج المدينة.
وفي الطريق، بدا أن عقل الطفلة سليم تماما حيث قالت للمراسل إن عمرها بلغ ثلاث سنوات واسمها سونغ شين يي.
وفي الساعة التاسعة والدقيقة ال55، ولحسن الحظ لقيت الطفلة جنديا طبيا حيث ضمد وثبت بشكل بسيط رجلها اليمين. وقال لأعضاء فريق الإغاثة المرافقين لها إنه يجب إيصالها بسرعة إلى المستشفى لإجراء العملية الجراحية، إلا فإنها ستواجه خطر قطع الرجل.
وفي الساعة العاشرة والدقيقة العاشرة، ولحسن الحظ مرة أخرى وجدت الطفلة عدة أطباء، حيث قاموا بالفحص والعلاج بشكل دقيق للطفلة باستخدام معداتهم الطبية المتوفرة نسبيا.
وفي الساعة العاشرة والدقيقة ال15، وصلت النقالة إلى مقطع من الطريق، وما إن عبرت النقالة هذا المقطع، حتى وجدت سيارة الإسعاف. وكان هناك مجموعة من الناس، وتوجه حاملو النقالة بسرعة إلى الأمام حينما صاحوا بصوت عال كالمعتاد "لو سمحتم، لو سمحتم"، وأفسح الناس عن الطريق، ولاحظ المراسل أن أحد المتواجدين من بين هؤلاء الناس كان رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو الذي وصل إلى هناك لتفقد المناطق المنكوبة.
ووصل ون جيا باو إلى جانب الطفلة وعبر عن تعاطفه اللطيف، ولكن بسبب عجل أحوال المرض، لم تتوقف النقالة لمدة طويلة وواصلت طريقها إلى الأمام. وبعد دقيقتين فقط أي في الساعة العاشرة والدقيقة ال17، نقلت الطفلة إلى سيارة الإسعاف القادمة من مستشفى شيا خه بمدينة لو يانغ وأرسلت إلى المستشفى للعلاج.
الطفلة سونغ شين يي البالغة من العمر ثلاث سنوات فقط غير محظوظة، ولكنها محظوظة أيضا في الوقت نفسه. لأن الكارثة الطبيعية اختطفت حياة والديها، ولكن بعد وفاة والديها، فإن الإغاثة الدافئة من أبناء الشعب في كل أنحاء البلاد ستشعرها حتما بالعواطف العائلية من قبل البلاد والمجتمع.