يا عيوني :"إذا نجوت، فاذكري حبي لك"
أم توفيت في الزلزال
"عندما وجدناها، كانت ميتة بسبب ضغوط الدار المنهارة، تبدو راكعة، جسمها زاحف إلى الأمام، ويداها تسندان جسدها وتبدو جاثية حالة السجود." قال أحد عمال الإغاثة. هذه الأم قد لفظت النفس الأخير حين وجدوها.
تحت الأنقاض بمحافظة بيتشيوان، وجد فريق الإغاثة جثة أنثى. بعد ابتعاد الفريق عنها بمسافة طويلة، بدا رئيس الفريق مدركا لشيء ما فهرع إليها مسرعا. ومد يده تحت الجثة المغطاة بالأنقاض ووجد طفلة صغيرة، فصاح:" هناك طفلة! وما زالت حية !"
إثر جهود شاقة أنقذ الفريق الطفلة، وهي مستلقية تحت لحاف صغير أحمر اللون وعليه زهور صفراء، يبدو أنها في الشهر الثالث من العمر. وقد نجت بفضل حماية أمها.
بينما قام الطبيب المرافق بالفحص الصحي للطفلة، ووجد تحت اللحاف هاتفا محمولا. نظر الطبيب إلى شاشة الهاتف بلا وعي، فوجد رسالة قصيرة تمت كتابتها:" حبيبتي الغالية، إذا نجوت، فاذكري حبي لك." نقل الهاتف بين الناس، فسالت دموع كل من قرأ الرسالة.
هذه الأم تحملت صرعات الموت بجسمها النحيل، وأبقت أمل الحياة لطفلتها.
وبمواجهة الكارثة الكبرى، خلقت الأمومة معجزة لا يمكن تحقيقها!
يا بني
خذ يدي بقوة
الطريق إلى الجنة حالك
أخشى أن رأسك سيصطدم
أسرع، خذ يدي بقوة
لأصحبك في السير
يا ماما
أخاف أن الطريق الى الجنة حالك
لا أستطيع رؤية يديك
منذ سلبت الجدران المنهدمة الشمس
لن أرى الحنان فى عينيك
يا بني
امش
الطريق أمامك
بدون حزن
لا توجد هناك كتب بدون نهاية
وقبضات أبيك
احفظ
احفظ ملامح ماما وبابا
فنسير معا في الآخرة
ماما
لا تقلقي
فى الطريق الى الجنة بعض الزحام
ومعي كثير من زملائي وأصدقائي
نقول:
لا نبكي
أم أي واحد منا هي أمنا
وولد أي أم هو ولد كل الأمهات
في الأيام التي لا أوجد فيها
أعط الحب لأطفال يحيون
ماما
لا تبكي
الدموع لا تضيء مسلكنا
دعينا نمشي ببطء
ماما
سأذكر ملامحك أنت وبابا
وكذلك موعدنا:
نسير معا في الآخرة
الترجمة: طالب بجامعة الدراسات الدولية ببكين لي هاي تشو ( ليالى )