لا أحد يناديني "أماه" بعد الآن

"حتى لا توجد أم تندب بسبب فقدان ولدها"

الشرطية جيانغ مين بمصلحة الأمن العام في مدينة بنغتشو

في الساعة الثالثة عند فجر اليوم السابع عشر من شهر مايو، في مأوى بعد الزلزال، جيانغ مين شرطية بمصلحة الأمن العام في مدينة بنغتشو. احتضنت طفلا صغيرا مجب وحنان وصعب عليها أن تترك الطفل، ونظرت إليه مرة بعد أخرى، وسألت زميلتها تشانغ ين:" هذا الطفل في الثانية من عمره، أ ليس كذلك؟ " " تقريبا. " كان الطفل في سن مشابهة لابنة جيانغ مين الصغيرة. بعد أن وضعت الطفل في الفراش، غابت عن وعيها وسقطت مغشيا عليها عند مدخل الخيمة اذ لم تغمض عينيها لبضعة أيام.

هي ابنة فقدت أمها، وفى الوقت نفسه أم فقدت ابنتها.

" يا أماه، أشتاق إليك"

"يا عيوني، كونى مطيعة، سأخذك إلى المدرسة فى بنغتشو اذا كبرت"

حدث ذلك فى الساعة الثانية عشرة ظهر الثاني عشر من شهر مايو، هذه المرة إتصلت فيها جيانغ مين بابنتها المحبوبة التي تشتاق إليها ليلا ونهارا والتى تسكن في بيتشوان. بعد ساعتين، أصبحت المسافة بين جيانغ مين وابنتها طويلة مثل الدهر. لم تتح لها فرصة للوفاء بوعدها لابنتها العزيزة بعد. في هذه الكارثة لقى عشرة أفراد من أسرتها مصرعهم، بينهم جدها وجدتها وأمها وابنتها...

وبأمر صارم من الطبيب المسؤول، نقلت جيانغ مين المغمى عليها إلى المستشفى لأخذ حقن، ولكن ما إن استيقظت حتى طلبت العودة إلى النقطة المتنقلة فورا. " أنا فى حالة جيدة، لا يمكني أن أشغل سريرا في المستشفى، ولا يمكنني أن أتوقف عن العمل." أخيرا أصرت جيانغ مين على العودة إلى المأوى الموجود في مدرسة تين بنغ.

" فى ذلك الوقت، عاد زوجي إلى البلدة، وكنت أتمنى أن يعود عليّ بشيء، ولكن لا شيء بقي إلا الخراب. كم أود أن أقول لأمي، يا أماه ! سامحيني! لم أعد إليك حتي الآن." قالت جيانغ مين مواصلةً: لا أحد ينادينى "أماه" بعد الآن، سأسعى بقدر استطاعتي لإنقاذ الأولاد من خطر الزلزال حتى لا توجد أم تندب بسبب فقدان ولدها.

الترجمة: طالب بجامعة الدوراسات الدولية ببكين يو جيه في (جعفر)