يانغ لي يو – عالم بحوث الطاقة الشمسية

ابتداء من نهاية القرن الماضي وبسبب الارتفاع المستمر لأسعار النفط والغاز الطبيعي والفحم وزيادة التلوث البيئي، اهتمت مختلف الدول بالطاقات المتجددة الخضراء ونال استثمار واستغلال الطاقة الشمسية اهتماما ملحوظا. وأجرى العالم الصيني يانغ لي يو الكثير من البحوث على تكنولوجيا بطارية الطاقة الشمسية خارج البلاد لمدة طويلة وامتلك 18 براءة اختراع، وعاد إلى الصين في عام 2006 وأسس شركة تشنغتاي المحدودة لعلوم وتكنولوجيا الطاقة الشمسية لتصميم وصنع بطاريات تعمل على استغلال الطاقة الشمسية وقد حققت نجاحا كبيرا. ويتطلع يانغ لي يو إلى أن تحظى شركة تشنغتاي بمكانة رائدة في مجال الطاقة الشمسية خلال 5 إلى 10 سنوات.

وخلال محادثات مع وزير التجارة الأمريكي جاري لوك مؤخرا أعرب الوزير الأمريكي عن رغبته الشديدة لانجازات شركة تشنغتاي في تكنولوجيا الطاقة الشمسية، وفي الحقيقة أن يانغ لي يو قد بحث الطاقة الشمسية لمدة 20 سنة واقترب من هذا القطاع في الولايات المتحدة، وقال العالم:

"قد رأت مجموعة من الرواد الأمريكيين مستقبل الطاقة الشمسية في عامي 1984 و1985 وعرف هذا القطاع عبر هولاء العلماء قبل 20 عاما ودخلت هذا القطاع بلا تردد."

وبسبب الانخفاض المستمر لأسعار النفط حينذاك لم يتطور قطاع الطاقة الشمسية بصورة سريعة، وحاول يانغ لي يو مرتين ولكن لم ينجح.

المرة الأولى في نصف التسعينات وكانت شركة بي بي سولار البريطانية فكرت في استثمار محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في التبت الصينية، ولكن لم تقم الصين حينذاك وزارة الطاقة واحتاج مشروع الطاقة الشمسية إلى المراجعة والإدارة المشتركة من خمس وزارات وذلك صعب جدا، وكانت ظروف الشبكة الكهربائية في التبت صعبة في ذلك الوقت، ولم يتحقق هذا المشروع الكبير.

والمرة الثانية في عام 2004 وكان عمل يانغ لي يو في مختبر سارنوف الصناعي أدار هيئة البحوث للمواد والتكنولوجيا الجديدة، وحاول تحويل التكنولوجيا الجديدة للمختبر إلى الصين لتحقيق الاستغلال التجاري، لكن شككت قيادة الشركة مشكلة حقوق الملكية الفكرية في الصين وقلقت على مصالح الشركة، لذلك لم ينجح هذا المشروع أيضا.

وتلقى يانغ لي يو الدعوة من نان تسون هوي مدير عام مجموعة تشنغتاي بتشجيانغ قبل ثلاث سنوات وعاد إلى الوطن بلا تردد. وتعتبر المجموعة مؤسسة رائدة في قطاع المعدات الكهربائية المنخفضة الجهد في الصين وهي من المؤسسات العشر الأهلية الكبرى، وأمام المستقبل المشرق للطاقة الجديدة تخطط المجموعة للتحويل من قطاع المعدات الكهربائية، وفي هذا المجال الجديد تحتاج المجموعة إلى خبير حقيقي. ويثق يانغ لي يو بأن صناعة الطاقة الجديدة ستصبح اتجاها أكثر نموا في مجال الطاقة خلال 10 إلى 20 عاما.

وتأسست شركة تشنغتاي المحدودة لعلوم وتكنولوجيا الطاقة الشمسية رسميا في مدينة هانتشو في أكتوبر عام 2006 وتمارس الشركة تصميم وصنع بطارية الطاقة الشمسية لدخول الجيل الثاني لقطاع بطارية الطاقة الشمسية بالأغشية الرقيقة. وتطورت الشركة تطورا سريعا تحت قيادة يانغ لي يو وأعلنت الشركة الربح في عام 2008 ووصلت قدرة انتاج البطارية ببلّورية سليكون إلى مائة ميغاواط.

وأمام الأزمة المالية الدولية لم تتوقف شركة تشنغتاي المحدودة بل عززت نسبة البحوث، وأنتجت الشركة في فبراير الماضي الدفعة الأولى من بطارية الطاقة الشمسية بالأغشية الرقيقة وذلك يرمز إلى دخول انتاج بطارية الطاقة الشمسية في الصين من عهد بلورية سليكون إلى الأغشية الرقيقة.

وقال يانغ لي يو إنه من المتوقع أن التكاليف لتوليد الكهرباء ببطارية الطاقة الشمسية بالأغشية الرقيقة متوازنة مع الكهرفحمية بحلول عام 2015 ويكون استغلال الطاقة الشمسية بصورة شاملة إمكانية، وكان يانغ لي يو فرحا وواثقا بتطور هذا القطاع.