حصول العالمين البارزين الصينيين على الجائزة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا

عقد في يوم الاثنين الماضي (11 يناير) بقاعة الشعب الكبرى ببكين مؤتمر لتوزيع الجوائز الوطنية الصينية للعلوم والتكنولوجيا لعام 2009، حيث منح الرئيس الصيني هو جين تاو هذه الجائزة الأعلى على المستوى الوطني لعالم الرياضيات قو تشاو هاو وعالم الفضاء سون جيا دونغ اللذين قدما مساهمات بارزة في الابتكار العلمي والتكنولوجي.

هذا ويعد عالم الفضاء سون جيا دونغ العالم الثاني في هذا المجال والذي حصل على هذه الجائزة، وذلك بعدما أحرزها المخطط الأول لصنع المركبة الفضائية المأهولة السيد وانغ يونغ تشي في عام 2003. وبدأ سون جيا دونغ منذ خمسينات القرن الماضي في إجراء البحوث والدراسات التكنولوجية الفضائية، حيث لعب دورا مهما في تصميم أول قمر اصطناعي صيني "دونغ فانغ هونغ – 1" وأول قمر صيني لاستكشاف الكرة القمرية "تشانغ أ – 1" وغيرهما من البرامج الفضائية الهامة على المستوى الوطني.

أكد سون جيا دونغ في كلمته أثناء حصوله على الجائزة أن هذه اللحظة التاريخية في حياته العلمية تعكس التطور السريع للشؤون الفضائية الصينية، حيث قال:

"خلال العقود الخمسة الماضية منذ بدء تجاربي في بحوث التكنولوجيا الفضائية، شاركت في العمليات العظيمة لتطور الشؤون الفضائية في بلادنا والتي اعتمدت على الأساس العلمي المتخلف والصناعي الضعيف. غير أننا نظل نعتمد على قوتنا المستقلة ونصر على الجهود الدؤوبة، وتغلبنا أخيرا على صعوبات كثيرة واستوعبنا التكنولوجيا المحورية والحاسمة في هذا المجال، الأمر الذي حقق اختراقا كبيرا. وإن الإنجازات الفضائية الحالية في بلادنا هي نتاج لجهود العلماء خلال هذه السنوات."

أما الفائز الآخر على هذه الجائزة فهو عالم الرياضيات من الأكاديمية العلمية الصينية السيد قو تشاو هاو الذي حقق نتائج مثمرة في مجالات الهندسة التفاضلية والمعادلة التفاضلية والفيزياء الرقمي وغيرها، وألف 130 أطروحة خاصة في هذه المجالات، الأمر الذي جعله يحظى بإشادات دولية واسعة وعالية. كما أعد تسعة علماء أكفاء للأكاديميتين العلمية والهندسية الصينية، باعتباره أستاذا كبيرا في جامعة فودان بشانغهاي شرقي الصين.

جدير بالذكر أن عدد الحاصلين على الجائزة الوطنية الصينية للعلوم والتكنولوجيا لا يتجاوز اثنين، ومن المضروري أن حقق الحاصل احرازا هاما في التكنولوجيا العلمية الحديثة وتطور العلوم والتكنولوجيا، أو حقق انتاجية اقتصادية واجتماعية كبيرة في الابتكار العلمي والتكنولوجي وتحويل نتائج العلوم والتكنولوجيا وقطاع التكنولوجيا العالية. وبلغت قيمة الجائزة 5 ملايين يوان صيني، ومنذ إقامة هذه الجائزة في عام 2000 حصل 16 عاملا عليها.

وذكر رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو في كلمته أمام مؤتمر توزيع الجوائز أن الأزمة المالية العالمية لم تنته، وإذا أراد المجتمع الدولي التغلب على هذه الأزمة وتحقيق الانتعاش الاقتصادي، فإنه يعتمد على القوة التكنولوجية، مؤكدا أن الابتكار العلمي والتكنولوجي ليس سلاحا قويا لمكافحة الأزمة المالية فحسب، بل قوة دافعة دائمة لضمان الازدهار الاقتصادي أيضا، حيث قال:

"من أجل مواجهة الأوضاع الجديدة التي تجمع بين الفرص والتحديات، تتنافس دول العالم في البحوث التكنولوجي لتحقيق التطور الاقتصادي. أما بالنسبة لنا، فمن الضروري أن ننتهز فرصا صالحة لنلحق بمسيرة الدول المتطورة ونكون روادا نواكب الثورة التكنولوجية الحديثة في العالم، من أجل دفع الاقتصاد الصيني إلى طريق التقدم."

وأضاف ون جيا باو أن الصين ستعمل على تعزيز استثماراتها في مجال البحوث التكنولوجي وتحسين النظم والآليات المتعلقة بهذا المجال لتهيئة جو علمي ومناسب لتشجيع العلماء على تحقيق المزيد من النتائج التكنولوجية المبتكرة.

وإلى جانب ذلك نالت أكثر من 370 نتيجة علمية وتكنولوجية الجائزة الوطنية الصينية للعلوم الطبيعية والجائزة الوطنية للابتكار التكنولوجي والجائزة الوطنية للتقدم العلمي والتكنولوجي، وحصل 7 علماء من كل من الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا واليابان وكوبا على الجائزة الصينية للتعاون الدولي.