تصادف نهاية كل العام انتهاء الفترة الدراسية للمدارس الصينية، وفي حجرة درس بجامعة هايديان للمسنين ببكين انتهى درس الخطوط الأخير، وجلب طالب علمه الخطي وسأل الأستاذ بعض الأسئلة، وأجابه الأستاذ وأرشده بكل دقة. واختلافا عن المدارس الأخرى فإن أعمار الطلاب هنا تجاوزت 70 عاما وعمر الأستاذ 86 عاما. تأسست جامعة هايديان للمسنين ببكين في عام 1984 وهي أول جامعة تقبل المسنين في بكين، وتطورت الجامعة من 6 صفوف في البداية إلى أكثر من 60 صفا الآن وقد تخرج منها أكثر من 30 ألف شخص منذ تأسيسها قبل 25 عاما. وتتميز الجامعة بتعليم فن الخطوط والرسوم ومعظم الأساتذة فيها خطاّطون ورساّمون، وقال تشو شي جيون مدير الجامعة: "مهمة جامعة هايديان للمسنين هي تعليم فن الخطوط والرسوم أي الخط والرسم الصيني والخطوط والرسوم في جامعتنا من الدرجة الأولى في بكين وحتى البلاد، وتعليم الخطوط كامل وأنواع الرسوم كثيرة بما فيها رسم المناظر والأزهار والطيور والشخص." المسن قاو جينغ تسنغ البالغ أكثر من 70 عاما من العمر دارس في صف الخطوط وكان معلما قبل تقاعده، واستغل معظم وقته في دراسة الخطوط والرسوم بعد التقاعد، وبدأ قاو جينغ تسنغ الدراسة هنا ابتداء من عام 2000، وقال إن النفقة الدراسية لكل فترة دراسية بين 200 و300 يوان صيني ويوجد 20 مرة من الدروس وساعتان لكل مرة، وقال المسن: "بعد وصولي إلى هنا وجدت الأمر جيدا والتعليم طيب في هذه الجامعة والزملاء راضون لذلك الطلاب هنا كثيرون." لقد مضى 25 عاما منذ تأسيس جامعة هايديان للمسنين ولم تقدم الجامعة مضامينا معيشية وافرة للمسنين فحسب بل درسوا الكثير فيها أيضا. واستقدمت الجامعة أكثر من 20 معلما ومعظمهم الخطاطون والرسامون المشهورون في مدينة بكين، وبحث مكتب التعليم والبحوث الذي يتكون من هؤلاء المعلمين الخطة التعليمية وقال تشو شي جيون: "وفقا لتعليم الخطوط والرسوم وطلب وزارة التعليم والتربية الصينية وضعنا مجموعة أولى لمنهاج التعليم في عام 1987، وحتى العام الماضي عدلنا المنهاج ثلاث مرات لتحسينه." إن الطلاب هنا مسنون متقاعدون ويحتاجون إلى المزيد من المساعدة والرعاية في الدراسة، لذلك خصصت الجامعة مسؤولا واحدا لكل صف، ولو ياو وو مسؤول من المسؤولين ويرى أن عمله هو تقديم خدمات للمسنين حيث قال: "مضى أكثر من عام واحد فقط منذ تولي مسؤول الصف وأعمل رئيسيا مساعدا للمعلم، وأعددت الأشياء المحتاج إليها قبل الدروس، والعمل الثاني هو إدارة الأعمال اليومية في الصف مثل تنظيم بعض النشاطات." لم تهدف جامعة هايديان للمسنين ببكين إدخال الفرح على نفوس المسنين في حياتهم اليومية فحسب بل جعلتهم يدرسون بعد التقاعد وعلّموا ما درسوه للأحفاد والحفيدات مما جعلنا نشاهد صورة عائلية متناغمة.
