CRI Online

حق التعليم لكل طفل تبتي

cri       (GMT+08:00) 2010-03-23 15:51:53






ينتمى الأستاذ توردنغكتشو إلى القومية التبتية، وقد عمل في جامعة التبت لأكثر من عشرين سنة. وبخصوص الموضوع عن التربية والتعليم في منطقة التبت الذاتية الحكم، تحدث الأستاذ توردنغكتشو بحماس مع مراسل إذاعة الصين الدولية عن التغيرات الكبيرة في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة، وقال بكل سرور إن الهدف المتمثل في منح التعليم المجاني للأطفال قد تحقق الآن بصورة أساسية في المنطقة.

وقبل التحرير السلمي للتبت خلال خمسينات القرن الماضي، لم توجد أية مدرسة حديثة رسمية في التبت بأسرها، كان نظام الأقنان الإقطاعي الذي كان يدمج بين الدين والسياسة قد أسفر عن وقوع التبت في وضع متخلف ومنعزل على مدى طويل، وقبلت المدارس التي أنشأتها المعابد والحكومة المحلية، أطفال الرهبان والنبلاء فقط. وفي ذلك الوقت، وصلت نسبة الأطفال الملتحقين بالمدارس إلى ما أقل من 2% فقط، ونسبة الأمية بين الشبان والشابات إلى 95%.

وبعد التحرير السلمي للتبت، قدمت الحكومة المركزية المزيد من الاستثمارات في تطوير التربية والتعليم في هذه المنطقة، بالإضافة إلى تنفيذ الكثير من السياسات التفضيلية بصورة متواصلة. الآن، قد شهدت منطقة التبت تغيرات قياسية في مجال التربية والتعليم. وفي هذا الصدد، قال الأستاذ توردنغكتشو:

"إننا نولي اهتماما كبيرا لتطوير التربية والتعليم في التبت، وخاصة إدارة التعليم الأساسي. على سبيل المثال، إذا توقف طالب عن الدراسة خلال مرحلة التعليم الإلزامي، فسيتعرض والداه والمسؤولون المعنيون من المدرسة والصف ومصلحة التربية والتعليم المحلية للعقوبات. وفي الوقت الحالي، قد تحقق بشكل أساسي تعميم التعليم الإلزامي في منطقة التبت الذاتية الحكم."

وقال الأستاذ توردنغكتشو إنه في المناطق الزراعية والرعوية في التبت، لا يجرؤ أحد على إجبار طفله بالتوقف عن الدراسة لرعي الأغنام، مهما قلّت الأيدي العاملة في البيت. وبفضل تنفيذ السياسات التفضيلية لتطوير التعليم في التبت، تحقق بصورة أساسية الهدف المتمثل في أن كل طفل يلتحق بالمدرسة خلال فترة التعليم الإلزامي في المنطقة.

وأظهرت الإحصاءات أنه خلال الفترة من عام 2001 حتى عام 2006، استثمرت الصين 2.3 مليار يوان صيني في تنمية التعليم في منطقة التبت، وإلى جانب ذلك، عملت الأجهزة المعنية على ترميم المدارس الابتدائية والثانوية المتداعية وبناء الحرم الجديد لجامعة التبت وتنفيذ مشروع التعليم الحديث عن بعد في المدارس الابتدائية والثانوية، الأمر الذي أسهم في تحسين الظروف التعليمية في المنطقة. ويمتلك الأستاذ توردنغكتشو الذي عمل في مجال التعليم لفترة طويلة، انطباعات عميقة حول تحسن الظروف التعليمية، إذ قال:

"إن الحكومة الصينية بذلت جهودا مادية ومعنوية كبيرة في توطين الرعاة وتحسين البنيات التحتية في المناطق الزراعية والرعوية في منطقة التبت. وتجدر الإشارة إلى أن المباني في المدارس تعد من أجمل وأفضل العمارات في كل أنحاء التبت. وهذه هي أكبر التغيرات التي تابعتها مباشرة خلال عشرين سنة منصرمة منذ التحاقي بالمدرسة حتى اليوم."

والجدير بالذكر أن إدارات التربية والتعليم التبتية تولي اهتماما كبيرا بالتعليم والتدريس باللغة التبتية. ومن أجل تعميم اللغة والكلمة التبتية، أسهمت الحكومات المحلية التبتية على مختلف المستويات في إعداد خمس مجموعات من مواد اللغة التبتية التي تشمل الكتب المدرسية وبرامج التدريس والمرجعيات للمعلمين من المدارس الابتدائية حتى الجامعات. وفي هذا الصدد، قال الأستاذ توردنغكتشو:

"تم تعميم التعليم باللغتين على نطاق واسع في المناطق الزراعية والرعوية في التبت، بالفعل، يتكلم الناس في هذه المناطق باللغة التبتية بصورة رئيسية، وفي الوقت نفسه، يتعلم الطلاب اللغة الصينية واللغة الانجيليزية في بعض المناطق ذات الظروف التعليمية الناضجة. وكمثال آخر، من الضروري للطلاب في جامعة التبت ومنهم الطلاب من قومية الهان، أن يتعلموا اللغة التبتية أولا، ويشاركوا في الامتحانات حول مستوى اللغة المحلية، لذلك، أصبحت نسبة تعميم التعليم باللغة التبتية مرتفعة جدا."

قال الأستاذ توردنغكتشو إن التربية والتعليم في التبت أسهمت في إرث الثقافة التبتية وتطويرها بصورة أفضل، مشيرا إلى أن مميزات المنظومة التعليمية في التبت تكمن في الاهتمام بتعزيز التعليم الأساسي وتنفيذ التدريس باللغتين بصورة مرنة لتربية الأكفاء المؤهلين في المزيد من المجالات، مؤكدا أن هذه المنظومة التعليمية تتفق مع الظروف الواقعية في منطقة التبت الذاتية الحكم.

وأشار توردنغكتشو إلى أن معظم الخريجين في التبت يعملون في المدارس بالمناطق الزراعية والرعوية والإدارات الحكومية القاعدية، ويصبح بعض الخريجين موظفين حكوميين من خلال الامتحانات الحكومية، ويعمل الآخرون في الشركات. وبالنسبة إلى جامعة التبت التي عمل فيها الأستاذ توردنغكتشو، فإن نسبة توظيف الخريجين تجاوزت 80%.

بالرغم من تحقيق الإنجازات الكبيرة في مجال التربية والتعليم في التبت، ولكن الأستاذ توردنغكتشو أكد أن الكثير من الصعوبات ما زالت موجودة في تنمية المنظومة التعليمية، حيث تعتبر كيفية رفع جودة التعليم إحدى المشاكل التي تحتاج إلى حل سريع. وفي هذا الصدد، قال الأستاذ توردنغكتشو:

"أولا، نتحدث عن جودة التعليم الأساسي، بالنسبة لنا، إن مستوياتنا العلمية منخفضة نسبيا، والتدريبات المهنية عندنا ليست كثيرة. وأعتقد أن رفع مستويات المعلمين هو حلقة حاسمة في رفع جودة التعليم، فمن الضروري تعزيز تدريبهم باستمرار، وإلى جانب ذلك، لا يمكن نسخ الأساليب التعليمية التي تنفذ في بر الصين الرئيسي وخارج الصين، لتطوير التعليم في التبت، بل من الضروري تطويره وفقا للظروف المحلية الواقعية هناك."

وقال الأستاذ توردنغكتشو إن الاعتماد على النفس لا يلبي احتياجات تطوير التعليم في التبت، مؤكدا ضرورة أن يشارك المزيد من الأكفاء رفيعي المستوى في بناء التبت، بالإضافة إلى الدعم المالي من البلاد.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي