CRI Online

القاعدة التجارية للمزارعيين التايوانيين في تشوجو

cri       (GMT+08:00) 2010-04-06 16:00:34






مستمعينا الأعزاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته! طابت اوقاتكم بكل خير! ومرحبا بكم فى حلقة جديدة من برنامجنا الاسبوعى: اقتصاد وتجارة .هذه أجمل تحية لكم من القسم العربى بإذاعة الصين الدولية . وفى حلقة اليوم ، نقدم لكم فى زاوية ( آخر التطورات فى مجال الاقتصاد والتجارة فى المناطق المحلية الصينية ) تقريرا بعنوان: القاعدة التجارية للمزارعيين التايوانيين في تشوجو

تعتبر مدينة تشوجو في مقاطعة تشجانغ من إحدى المدن الزراعية الكبرى في بر الصين الرئيسي، وتتصف بمصادر طبيعية غزيرة وبيئة ممتازة للاستثمار، الأمر الذي جذب العديد من رجال المال والأعمال من جميع انحاء العالم للاستثمار فيها، ومنهم رجال الأعمال التايوانيين أيضا. وخلال السنوات الأخيرة ازدادت الشركات الاستثمارية التايوانية في مدينة تشوجو إلى الضعف وانتشرت بشكل واسع.

في عام 1993 كانت شركة خاشينغ للزراعة وتربية الحيوانات في جيانغ شان الواقعة في مدينة تشوجو في مقاطعة تشجانغ من أولى الشركات التايوانية المستثمرة. وبعد ذلك توالت المؤسسات الاستثمارية التايوانية في مدينة تشوجو. ومع نهاية عام 2008 وصل عدد المؤسسات الاستثمارية التايوانية إلى عشر مؤسسات، وأصبح حجم الاستثمار لهذه المؤسسات يزداد مع مرور الوقت، حيث كانت المبالغ المالية في بداية الاستثمار لاتتعدى مائة إلف يوان صيني وحافظت على التطور والتقدم لتتجاوز مائة مليون يوان.

ولقد كانت شركة باوداو المحدودة الشاملة للتنمية الزراعية إحدى هذه الشركات، فقد تأسست في ديسمبر 2006 وشارك في إنشائها 8 من المستثمرين التايوانيين، واليوم وبعد مرور 3 سنوات من التطوير فإن منتجاتها المجهزة يتم تصديرها إلى أوروبا والولايات المتحدة.

وقد أخبر مساعد رئيس مصلحة الزراعة ببلدية تشوجو مراسلنا أن التطور السريع التي تشهده هذه المؤسسات لم يحمل مصادر الثراء لرجال الأعمال التايوانيين فحسب بل أسهم في تحول الانماط الزراعية المحلية، كما عمل على زيادة دخل المزارعين، حيث قال:

"إن سير عملية الانتاج تقترب من طموحاتنا، إن مانقوم بإنتاجه الآن من زهور الزنابق يحصل على منافسة شديدة في البر الرئيسي الصيني، لهذا فقد أدخلنا المؤسسات التايوانية، ولقد كانت هناك عوائد اقتصادية و اجتماعية ضخمة بعد هذا التعاون."

إن مدينة تشوجو تتميز بتوفر أشعة الشمس على مدار السنة، كما أن أمطارها غزيرة وهو ما يجعل رجال الأعمال التايوانيين يصلون إليها من أجل هذه البيئة الأحيائية، ولم تكن كمية الاستثمار في مجال الزراعة ضخمة في بداية الأمر، إلا أنه في العام الماضي تم بناء المنتزهات السياحية الريفية (لاو نونغ جيا) في مدينة فوتشو والتي وصل مجموع قيمة الاستثمار فيها 50 مليون يوان. فهي مؤسسة متخصصة بالسياحة الطبيعية والإستراحات الريفية، ولقد أخبرنا مدير الشركة السيد باي جوي جين أنه في عام 2007 وخلال دراسته لبيئة الاستثمار في البر الرئيسي استقر برأيه مباشرة على هذه البيئة

"إن الظروف البيئية المحلية ممتازة للغاية، بالإضافة إلى التربة هنا والموارد البشرية، كما أنها تقترب كثيرا من السوق الشرقي للصين وهو سوق كبير للغاية، إن تشوجو مكان حيوي للتبادلات الإقليمية، ولديك مساحات واسعة من الاختيارات، كما أن نوعية وجودة التربة هنا ممتازة جدا وهو مايصب في مصلحتنا"

حاليا تغطي الفترة الاولى من المشروع أكثر من 30 هكتارا، وقد تم الانتهاء من إنشاء مركز للزهور من الدرجة الأولى في مقاطعة تشجانغ، ومركز لتربية البذور ،ومركز إزالة السموم والنمو السريع للنباتات، وحقق النجاح في تربية البذور والشتلات الخاصة، ويتم أرسال المنتجات المجهزة إلى سوق البر الرئيسي. ولقد قال مدير الشركة باي جوي جين إن الشركة تقوم بتوريد 30 إلى 50 ألفا من الزهور الطازجة إلى الاسواق كل يوم، وبالرغم من ذلك لازالت المنتجات لاتلبي الاحتياجات المطلوبة.

وأضاف قائلا إن مؤسسته شهدت تطورا سريعا في البر الرئيسي، والفضل في ذلك يرجع إلى الدعم القوي الذي تقدمه الحكومة المحلية.

"لقد قامت الحكومة بمساعدتنا وقدمت لنا مايقارب من 45 هكتارا من الأراضي الزراعية، كما قامت بتوفير المرافق الاساسية، مثلا طرق الحراثات ( معابر مخصصة للحراثات في الريف)، والمرافق الهندسية للري، كما قامت الحكومة بتجهيز الكهرباء لنا، وكل هذه التسهيلات الحكومية التي قدمتها لنا حكومنتا كانت بمثابة مساعدات عظيمة لنا، وإلا سوف نواجه مشكلة توفير المرافق لاسيما ونحن لانعرف المحليين في هذا المكان."

وغير هذا كله فإن الهيئة المحلية للزراعة وأسهمت في تنظيم التعاون بين مؤسسة "لاو نونغ جيا" والمزارعين المحليين والذي من شأنه أن يوسع نطاق الانتاج. وحاليا يشارك أكثر من 100 مزارع في عملية الانتاج بمشروع (لاو نونغ جيا)، وقد توقع السيد باي جوي جين رئيس مجلس إدارة المؤسسة أن عدد المزارعين الذين سيشاركون في عملية الانتاج العام المقبل سوف يتجاوز 1000 مزارع. حيث ستزداد قيمة الانتاج والتجارة عدة أضعاف.

لقد لنجاح الاستثمارات الزراعية لرجال الأعمال التايوانيين في تشوجو، صدى كبير لدى التايوانيين، الأمر الذي زاد من حماسة الاستثمار لرجال الأعمال التايوانيين، ولقد أخبرنا نائب رئيس مصلحة الزراعة في تشوجو السيد شو دانغ فو أن مدينة تشوجو تقوم حاليا بتخطيط بناء (القاعدة التجارية للمزارعيين التايوانيين) كتجاوب لحماس الاستثمار الذي يظهره رجال الأعمال التايوانيون، إذ قال:

"لقد قمنا باستغلال فرصة قرار مجلس الدولة بإدراج تشوجو ضمن المناطق التنموية في غربى مضيق تايوان، وقمنا بتقديم تقرير طلب إلى الهيئات الزراعية لتأسيس (القاعدة التجارية للمزارعيين التايوانيين)، والمخطط جاهز لذلك، وجميع الهيئات الاخرى قد بدأت في الاستعداد قبل فترة من العمل الفعلي. وبموحب المخطط فإن القاعدة ستكون بمثابة مركز واحد مع ثلاث مناطق مجاورة وموقع هذه المركز سيكون في بلدة ليان هوا بمنطقة تشوجيانغ، حيث تبلغ مساحة المخطط 1000 هيكتار."

يعتقد كبير الخبراء التايوانيين البروفسور ليوى مينغ شيونغ في جامعة جيا يي أن الحالة الراهنة للزراعة في البر الرئيسي الصيني تتحول إلى مستوى أعلى، فالسوق لديه الآن أنواع من الزهور النادرة والفواكة العالية الجودة. كما أن موارد تشوجو البيئية غنية للغاية. وقال إن التعاون الزراعي بين مدينة تشوتشو و تايوان يتمتع بآفاق رحبة وواسعة، وهاهو يقول:

"يجب أن يطور المزارعون التايوانيون أعمالهم في بر الصين الرئيسي بحجم كبير وبشكل منظم ومتسلسل مع بعضهم، فهناك من يتخصصون بالمواد والمعدات الزراعية، وهنا من يتخصصون بمواد التغليف، والأخرون بالتسويق، وهكذا ستكون عملية التنفيذ سريعة، كما أن النجاح سيكون أسهل"

تقوم مدينة تشوجو حاليا بحماسة غير مسبوقة على بناء القاعدة التجارية للمزارعين التايوانيين. أن الظروف البيئية الجميلة وأسس الانتاج الجيدة، بالإضافة إلى السياسة التفضيلية تجاه القاعدة التجارية للمزارعيين التايوانيين سيؤدي إلى موجة ساخنة أخرى من الاستثمارات التايوانية. إن تشوجو ستصبح جنة المستثمرين التايوانيين، كما ستصبح من المدن المتطورة الجديدة في العصر الحديث في مجالات الزراعة والسياحة.

أعزائي المستمعين إلى هنا تنتهي حلقة اليوم من البرنامج الاسبوعي (اقتصاد وتجارة) من إعداد أنور أحمد وتقديم سحر، شكرا على حسن متابعتكم، وحتى الملتقى معكم في حلقة جديدة من البرنامج في الاسبوع القادم لكم منا أرق التحيات وأطيب المنى وإلى اللقاء.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي