CRI Online

التجارة الصينية الخارجية تتعافى بشكل نشط، ونمط التنمية لا يزال في حاجة إلى التغيير

cri       (GMT+08:00) 2010-05-18 09:55:04






سيداتي وسادتي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته! طابت أوقاتكم بكل خير! ومرحبا بكم فى حلقة جديدة من برنامجنا الاسبوعى: اقتصاد وتجارة. فى حلقة اليوم، نقدم لكم فى ركن ( الاوضاع العامة فى مجال الاقتصاد والتجارة ) تقريرا بعنوان:

التجارة الصينية الخارجية تتعافى بشكل نشط، ونمط التنمية لا يزال في حاجة إلى التغيير

انتهت الدورة الـ107 للمعرض التجاري الصيني للإستيراد والتصدير (معرض غوانتشو التجاري) في التاسع عشر من الشهر الجاري، وأظهرت المعلومات الواردة عن المعرض عن زيادة كبيرة لرجال الأعمال الأجانب مقارنة مع المعرض السابق، كما ازدادت كميات عروض الطلب، وهو ما عزز ثقة المؤسسات الصينية من تعافي التجارة الخارجية الصينية. وأشارت شخصيات اقتصادية من وزارة التجارة الصينية إلى أنه يجب على الصين سرعة تغيير نمط التنمية للتجارة الخارجية، وسرعة التحول نحو دولة تجارية قوية.

أُسس المعرض التجاري الصيني لإستيراد وتصدير المنتجات التجارية والمعروف بمعرض غوانغتشو التجاري في عام 1957م، ويتم عقده مرتين في موسمي الشتاء والخريف سنويا، ويعتبر هذا المعرض في الوقت الحالي هو الأطول تاريخا والأوسع نطاقا في الصين حول التجارة الدولية بشكل شامل.

وقد بلغ عدد أكشاك الشركات التجارية المشاركة خلال الدورة الـ107 لمعرض غوانتشو سبعة و خمسين ألفا، وشارك في المعرض عشرون ألف مؤسسة داخلية وخارجية، بزيادة ما يقارب ألف مؤسسة مقارنة مع المعرض السابق، وهو ما يعد زيادة جديدة لنطاق المؤسسات المشاركة في تاريخ المعرض.

وتشير الإحصائيات إلى أن اجمالي واردات الصين وصادراتها بلغ 610 مليار دولار في الربع الأول من هذه السنة، إي بزيادة قدرها 40%. وهذا يدل على انخفاض تأثير الأزمة المالية العالمية بشكل تدريجي، وتحسن بيئة التجارة الخارجية الصينية في الوقت الراهن.

لقد كان من بين المؤسسات المشاركة في الدورة 107 لمعرض غوانتشو شركة سان جيانغ المحدودة لتكونلوجيا الزوارق المائية وهي شركة متخصصة في مولدات الزوارق المائية. وقد قامت هذه المؤسسة بإنشاء خطوط انتاج حديثة لمحركات الزوارق المائية. حيث تقوم سنويا بإنتاج عشرة ألاف من الزوارق العالية السرعة و الزوارق الصغيرة الفاخرة وغيرها من المنتجات وتصدرها إلى أوروبا وأمريكا الجنوبية وغيرها من الأسواق الدولية بشكل رئيسي. ولقد أخبرنا مدير مكتب المبيعات في المؤسسة السيد ليان مينغ أنهم يشعرون باتجاه واضح لتعافي وضع التجارة الخارجية الصينية، حيث قال:

"إن وضع التجارة الخارجية هذه السنة في ظل ما لمسناه خلال فترة هذا المعرض يشير إلى وجود بوادر انتعاش ملحوظ، حيث يمكننا أن نرى من خلال استمارات الطلب منذ شهر يناير حتى أبريل أننا تجاوزنا بالفعل معدلات السنة الماضية بشكل كبير، بل تجاوزنا مستوى السنة قبل الماضية".

ولا تخلو المواقف المتفائلة للمشاركين الصينيين من أساس فعلي، فبفضل سياسات تحفيز الاقتصاد الكلي للحكومات ظهر هناك تغير إيجابي للوضع الاقتصادي الدولي، وأبدى المشترون استعدادا لزيادة مشترياتهم، وتوضح الإحصائيات زيادة مطردة لأعداد رجال الأعمال الذين حضروا المعرض من القارتين الأوروبية والأمريكية، كما أن هناك زيادة ملحوظة لرجال الأعمال من دول جنوب شرق أسيا والشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية والقارة الأفريقية.

ولقد أخبرنا السيد (بيت) القادم من السويد والذي شارك في 40 دورة للمعرض أنه مع تحسن الوضع الاقتصادي في بلدان الشمال الأوروبي، فسيقوم بزيادة كميات مشترياته هذه المرة، حيث قال:

"جئت من السويد، وقد شاركت في أربعين دورة لمعرض غوانتشو، والآن فإن الوضع الاقتصادي الراهن في دول شمال أوروبا مستقر بشكل عام، وتسير العمالة وعملية الاستهلاك نحو الأفضل حاليا ومع تحسن الوضع الاقتصادي في بلدان الشمال الأوروبي سأزيد من كمية مشترياتي بنسبة 20% مقارنة بالسنة الماضية"

على الرغم من زيادة أعداد رجال الأعمال الأجانب المشاركين في معرض غوانغتشو هذه المرة، لكن في ظل وضع الإزمة المالية العالمية التي لم تتضح معالم تبددها تماما، بالإضافة إلى الاحتكاكات التجارية و تأثير قضية سعر صرف الرنمينبي، لذلك فلازالت المؤسسات الصينية التجارية تواجه عددا من العوامل غير المؤكدة.

إن مجموعة جالانشى من المؤسسات المشهورة في الصين في مجال الكهربائيات المنزلية، ولديها مركز تطوير صناعة الميكروويف والمكيفات وغيرها من أجهزة الكهرباء المنزلية. وقد ظلت لسنوات عديدة مؤسسة رائدة في الصين في مبيعات صادرات المايكرويف، ولقد ذكر الناطق باسم المؤسسة السيد ليو جوي خونغ أنه على الرغم من زيادة استمارات الطلب إلا أن هناك أرتفاعا لأسعار المواد الخام لعملية الإنتاج، بالإضافة إلى الضغط الحاصل من جراء ارتفاع سعر صرف الرنمينبي، وكلها تحديات تواجهها المؤسسات الصينية، حيث قال:

"النظرة السطحية تقول إن لدينا زيادة كبيرة من استمارات الطلب، لكن الواقع الفعلي يشير إلى أن لدينا الكثير من العوامل الغير الواضحة، فهناك زيادة واسعة في تكاليف مختلف عمليات الإنتاج، وهناك أيضا عامل ارتفاع سعر صرف الرنمينبي، لأن زيادة كل نقطة مئوية واحدة سيؤدي إلى تأثير كبير لأرباح المؤسسة، ناهيك عن الكثير من العوائق التجارية الأخرى التي تعترضنا، والتي لها أيضا تأثيرات كبيرة، ومن المرجح أن تؤثر هذه الجوانب على مسيرة التطوير للمؤسسة في المستقبل"

وعلى مثل هذا السياق، فقد عبر خبراء من ذوي الصلة، أنه خلال السنوات الماضية، كان نمط التنمية للتجارة الخارجية يركز على توسيع حجم التجارة، غير أنه لم يهتم كثيرا بالتنسيق بين توسيع الحجم ورفع الجودة والفعاليات، واليوم فإن ضغوط البيئة و الموارد التي تواجهها الصين تزداد تدريجيا. لهذا فمن الضروري تغيير نمط تنمية الاقتصاد من خلال الإنتاج ذي الانبغاثات العالية والاستهلاك العالي للطاقة، وفي هذا الشأن قال رئيس مكتب دراسة السياسات التابع لوزارة التجارة الصينية السيد( لي رونغ تسان):

"لقد كشفت الأزمة المالية العالمية عددا من التناقضات العميقة و مشكلات التنمية الاقتصادية في الصين، وضعف القدرة على الابتكار المستقل، كما ضهر تناقض واضح للطاقة الإنتاجية الفائضة في بعض الصناعات، وصار من المحتم اجراء تعديل كبير لنمط تنمية صادرات الصين بالاعتماد على تفوقها في قدرة العمالة على حساب البيئة والموارد، فقد أصبح من الصعب المحافظة على نمط التنمية التجارية بالاعتماد على التوسع الكمي فقط"

والحقيقة أن الصادرات الصينية قد بدأت عملية التحول والتغيير بالفعل، فخلال فترة المعرض هذه المرة ظهرت العديد من الشركات الصينية التي عرضت منتجاتها الصديقة للبيئة والموفرة للطاقة و التكنولوجيا العالية.

ولقد كانت شركة جيو تس فانغ المحدودة لتطوير العلوم والتكنولوجيا من بكين واحدة من هذه المؤسسات ذات التكنولوجيا رفيعة المستوى، فخلال السنوات الأخيرة قام المختصون فيها بتطوير بحوث لسلسلة من الأجهزة الصديقة للبيئة الخاصة بمعالجة مخلفات الأطعمة والتي حظيت بحقوق الملكية الفكرية، ويتم تصدير هذه المنتجات إلى السوق الأوروبي والقارة الأمريكية، والكثير من دول الشرق الأوسط. وقال مدير المبيعات في الشركة السيد سونغ بانغ:

"لقد كانت مشاعرنا فياضة خلال فترة المعرض، فلم يكن الزبائن الأجانب كثيرون فحسب بل كان هناك الكثير من الزبائن المحليين، فالكثير يتمنى أن يجد مشروعات جديدة ومنتجات جديدة، والجميع يحدوهم الأمل في التوسع في مجالات جديدة، وهو ما أعطانا ثقة كبيرة، لهذا فنحن لدينا الثقة التامة لتنفيذ الطلبات سواءا للتجار أو المشتريين العاديين."

ولقد عبر نائب وزير التجارة الصيني جونغ شان في معرض غوانغتشو هذه المرة أن هدف استراتيجية التجارة الصينية الخارجية في المستقبل هو ترسيخ مكانتها كدولة تجارية كبيرة ودفع عملية تطورها إلى دولة تجارية قوية، والتركيز على تحسين القدرة التنافسية الدولية لصادراتها، وزيادة الاهتمام بالتحول من التوسع الكمي إلى رفع النوعية. بالإضافة إلى تشجيع المؤسسات على رفع مستواها الإنتاجي. حيث قال:

"تمر التجارة الخارجية بمرحلة حاسمة لتغيير نمط تنميتها، فمن اللازم أن نقوم بتعديلات تكيفية واستباقية واستراتيجية، والعمل على تأسيس ألية تقييم يتم من خلالها رفع الجودة، وتحسين الكفاءة، والاقتصاد في الموارد، وتحسين الهيكلة للتجارة الخارجية، ورفع مستوى صناعات البلاد ومستوى صادرتها" وقد عبر جونغ شان في نفس الوقت أن الصين ستضع أولوية أخرى لتنسيق عملية التنمية للاستيراد والتصدير، لتعزيز التوازن التجاري.

أعزائي المستمعين إلى هنا تنتهي حلقة اليوم من البرنامج الاسبوعي (اقتصاد وتجارة) كان في الإعداد والتقديم سحر جينغ و أنور أحمد، شكرا على حسن متابعتكم، وحتى الملتقى معكم في حلقة جديدة في الاسبوع القادم لكم منا أرق التحيات وأطيب المنى وإلى اللقاء.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي