CRI Online

الحوار: كيف مصير المدربين المشاركين في مونديال جنوب إفريقيا؟

cri       (GMT+08:00) 2010-05-31 10:35:50






أحبائي عشاق الرياضة، السلام عليكم ومرحبا بكم في متابعة برنامجنا الأسبوعي "عالم الرياضة" من إذاعة الصين الدولية، معكم في الأستوديو هدى جينغ جينغ.

لم تبق سوى أقل من أسبوعين على انطلاق مونديال كأس العالم بجنوب إفريقيا، ومع اقتراب هذا الحدث الكروي الضخم يوما تلو آخر، تكسو شوارع بكين مزيج من المشاعر الملتهبة وحرارة خاصة لاستقبال هذه البطولة. ولا شك أن المشاعر نفسها تملئ شوارع البلدان العربية كما هي في العالم أجمع.

وفي حلقتنا اليوم، ما زلنا نستضيف في الأستوديو الزميل أنور الصبري معلق كرة القدم خلال هذه الفترة ، لنواصل الحديث معه حول موضوعات كأس العالم.

هدى: أهلا وسهلا، يا أنور.

أنور: أهلا، يا هدى.

هدى: بداية، أعتقد أنك قد شاهدت المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا نهاية الأسبوع الماضي، أ ليس كذلك؟

أنور: بالتأكيد يا هدى، لن تفوتني مثل هذه المباراة المهمة والرائعة.

هدى: كيف وجدت نتيجة هذه النهائية؟

أنور: باعتباري مشجعا لفريق بايرن ميونيخ الألماني، شعرت بالحزن لخسارته في هذا اللقاء المميز، وكما شاهدنا فبطل الأندية الألمانية أضاع فرصا كثيرة للتسجيل وكان أكثر سيطرة للكرة خلال المباراة، ولكن هذه هي كرة القدم والسيطرة على اللعب قد لا تعني الفوز.

هدى: نعم، هذه هي كرة القدم، والمباراة محسومة بالنتيجة. أعتقد شخصيا أن فريق بايرن نقصه هداف بارز مثل المهاجم الأرجنتيني لإنتر ميلان، دييجو ميليتو...

أنور: ربما كان هذا أحد الأسباب من ناحية، لأن ميليتو بلا شك هو من أفضل الهدافين في العالم حاليا. ومن ناحية أخرى، أعتقد أن هذه الإنجازات التي حققها إنتر ميلان بعد انتظار طال لمدة 45 سنة يرجع فضلها إلى قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، أتوقف هنا عند محتوى أحد التقارير المثيرة التي وافاني بها زميلي عاطف من بعض الصحف الصينية والتي وصفت هذه المباراة بأنها "انتصار مجموعة من الأغنام تحت قيادة الأسد على مجموعة من الأسود تحت قيادة إحدى الغنم". طبعا، أعتقد أن هذا التعليق كان مبالغا شويه، ولكنه أكد قدرة مورينيو التدريبية بإشادة عالية.

هدى: نعم، أحيانا يلعب المدربون دورا أكبر أهمية فوق اللاعبين والنجوم، والمدرب الممتاز الحقيقي في رأيي هو يعني الذي يستطيع اكتشاف إمكانيات اللاعبين إلى أقصى حد ويتفانى في استخدام مختلف التكنيكات إزاء مختلف المنافسين.

أنور: تماما، وجدت أن معلوماتك يا هدى حول كرة القدم قد أصبحت أكثر فأكثر مع إشرافك على هذه الحوارات. (هدى: هذا بفضلك أنت، يا صديقي!) أوكي. ما زلنا نتذكر خسارة المنتخب البرازيلي في مونديال ألمانيا قبل أربع سنوات، حيث كان يملك منتخب السامبا عددا كبيرا من النجوم البارزين، مثل رونالدو ورونالدينيو وكاكا وأدريانو وروبينيو، ولكن لماذا عاد الفريق البرازيلي إلى الوطن مبكرا في دور ربع النهائي وكان هو أقوى منافس للقب البطولة؟ أعتقد أن مدربه باريرا، وهو مدرب لمنتخب جنوب إفريقيا حاليا ورغم أنه مدرب ممتاز، ولكنه لم ينجح في جمع هؤلاء النجوم البارزين لتشكيل فريق متضامن، وهذا في رأيي هو أكبر خطأ ارتكبه المدرب باريرا في ذلك المونديال.

هدى: نعم، أعتقد أن هناك مدرب آخر يواجه حاليا نفس المشكلة المعقدة مثلما واجهه باريرا قبل أربع سنوات...

أنور: تقصدين مارادونا على الأرجح.

 

هدى: بالضبط. قرأت بعض الأخبار الأخيرة وعرفت أن ميليتو الذي وصفته قبل قليل بأنه أفضل هداف في العالم حاليا هو الاختيار السادس فقط لمارادونا في خط الهجوم في المنتخب الأرجنتيني، وهذا يعني أن مارادونا يملك ستة مهاجمين بارزين على مستوى العالم. فلا أستطيع أن أتوقع، كيف يحل مارادونا هذه المشكلة في كثر المهاجمين...

أنور: نعم، في الحقيقة، إن هذه المشكلة لم تزعج مارادونا فقط، بل ازعجت كل المدربين المتعاقبين في تاريخ منتخب التانجو، لأن الأرجنتين ظلت تملك عددا كبيرا من أصحاب المواهب وخاصة في خط الهجوم. المعروف أن مارادونا كان أسطورة بارزة بلا جدل في تاريخ كرة القدم العالمي خلال مشواره الكروي، ولكن بصفته مدربا، فلم يدل على قدرته المتميزة في التدريب من خلال النتائج الرائعة. ومنذ توليه منصب المدير الفني لمنتخب التانجو نهاية عام 2008، ظل مارادونا يقود منتخب بلاده وسط انتقادات واسعة، سواء إزاء مفهومه التكنيكي أو مبدئه لاختيار اللاعبين. المشكلة التي تم بسببها استبعاد ريكيلمي منذ زمن لن أتحدث عنها، لأنها أصبحت ماضيا على الرغم من أنها معقدة وترتبط ارتباط وثيق بمارادونا كمدرب كما جاء على لسان ريكليمي دعنا ننسى هذا. مثلا، لم نجد في قائمة المنتخب اسم كابتن فريق إنتر ميلان، خافيير زانيتي الذي يعتبر أفضل مدافع في الجناح اليمين على مستوى العالم وما زال محتفظا بلياقة جسمانية جيدة؛ طيب، إذا عزا مارادونا أسباب استبعاد زانيتي إلى كبر سنه، فلنراجع اسم البديل له، واسمه آرييل غارسي، من هذا اللاعب؟ الكثير منا لم يسمع اسمه من قبل. كيف استطاع هذا اللاعب المجهول احتلال مكان مهم في تشكيلة منتخب التانجو؟ فلا أفهم قراره هذا. وأيضا زميل زانيتي في إنتر ميلان لاعب الوسط إستبان كامبياسو، لا أرى أن اللاعب المخضرم خوان سيباستيان فيرون أفضل من كامبياسو، رغم أنه كان لاعبا متميزا قبل عشر سنوات. وكل هذه هي أجزاء من الجدل المحيط بمارادونا، أما أكبر جدل يزعجه فهو اختياره في خط الهجوم. كما ذكرت قبل قليل أنه يملك الآن ستة مهاجمين متميزين على مستوى العالم، وهم ليونيل ميسي وغوانزالو هيغواين وكارلوس تيفيز و"صهر مارادونا" سيرخيو أغويرو وكذلك مارتن باليرمو المخضرم إضافة إلى دييجو ميليتو. ووفقا للتشكيلة الأساسية التي قررها مارادونا في المباراة الودية مع المنتخب الكندي هذا الأسبوع، فالذين ظهروا في خط الهجوم أساسيا كانوا ميسي وهيغواين وتيفيز؛ وإذا لم يستطع هؤلاء الثلاثة فك دفاع المنافسين، يفضل مارادونا إرسال ثقته إلى صهره أغويرو والمخضرم باليرمو الذي سجل هدفا ذهبيا جدا في الدقائق الأخيرة للمباراة الحاسمة مع منتخب بيرو ضمن تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لمونديال جنوب إفريقيا. أما ميليتو، رغم أنه أظهر أداءا متميزا مع ناديه إنتر ميلان خلال الموسم الماضي وسجل الكثير من الأهداف المهمة، فمن الصعب أن يقنع مارادونا بوضعه في التشكيلة الأساسية. فأعتقد أن هذا الجدل سيستمر حتى ختام هذه المونديال، إلا إذا حمل المنتخب الأرجنتيني الكأس الذهبي نهائيا.

هدى: أتذكر أننا انتقدنا في الحلقة الماضية مدرب المنتخب الفرنسي ريمون دومينيك، وبعد أيام، تم إعلان انتهاء عقده مع المنتخب بعد ختام المونديال؛ وفي هذه الحلقة، نحول غرض الهجوم إلى مارادونا، فأتمنى عدم عزله من منصبه بسبب هجومنا.

أنور: لا، هذا ليس هجوما، نحن في مناقشة وضرب احتمالات فقط.

هدى: طيب، ذكرنا قبل قليل دومينيك مرة أخرى. من المقرر أن ينتهي مشوار دومينيك كمدرب المنتخب الفرنسي مع ختام مونديال جنوب إفريقيا. ما رأيك يا أنور في هذا الأمر؟

 

أنور: حقيقة وطبقا لبعض التقارير الفرنسية، فإن دومينيك كان متوقع استقالته في عام 2006 بعد ختام مونديال ألمانيا، ولكن من حسن الحظ، تم تحويل مصيره على يد النجم الكبير زين الدين زيدان الذي قاد الفريق الفرنسي للتأهل للمباراة النهائية! وبالرغم من خسارته المؤسفة أمام منافسه الإيطالي في ضربات الجزاء الترجيحية، إلا أن هذه النتيجة – الميدالية الفضية قد تفوقت على توقعات مشجعيه... ولكن، على كل حال، لا أظن أن إعلان استقالة دومينيك والذي في هذا الوقت الاستعدادي المهم هو قرار صحيح للمنتخب الفرنسي، لأن هذا الأمر قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية لمعنويات لاعبي الفريق إلى حد كبير. طبعا، لن نشك في الروح الرياضية والحس الاحترافي لهؤلاء اللاعبين، وهم بالتأكيد سيبذلون أقصى جهودهم مائة بالمائة على الملاعب، وأنا واثق أيضا بأن دومينيك يعتزم إتمام مشواره في العمل على تحقيق نتائج متميزة في هذه المونديال؛ ولكن هذا الأمر في رأيي قد يجعل اللاعبين يفقدون ثقتهم إزاء المستقبل. مثلا، كان في مونديال ألمانيا قبل أربع سنوات، قام الاتحاد الإنجليزي بنفس الشيء، حيث أعلن أثناء الفترة الاستعدادية استقالة مدرب المنتخب بعد ختام تلك المونديال، وذلك المدرب المسكين كما نعرف هو السويدي سفين غوران أريكسون الذي يتولى حاليا منصب المدير الفني لمنتخب نيجيريا، ثم كما شاهدنا أن فريق إنجلترا خرج مبكرا في دور ربع النهائي بعد خسارته أمام البرتغالي. فأعتقد أن الإعلان المبكر لاستقالة المدرب هو أمر غير مقبول بالنسبة لأي فريق مشارك في المونديال، ولا أعتقد أنه أمر معقول.

هدى: نعم، في الحقيقة، أعتقد أن المدربين يجدر تعاطفنا معهم، وأحيانا يعتبرون كضحايا لسوء نتائج الفرق.

أنور: نعم، وخاصة بالنسبة للمنتخبات الوطنية.

هدى: وفي الفترة الماضية، أفادت بعض الأخبار أن المدير الفني للمنتخب الجزائري رابح سعدان كان مهددا للاستقالة من منصبه. هل هذه الأخبار حقيقية؟

أنور: قرأت هذه الأخبار أيضا. ولكن، وفقا لما عرفت من خلال بعض القنوات، فإن هذه الشائعات ليست حقيقية، على الأقل لن يحدث هذا الأمر قبل افتتاح مونديال جنوب إفريقيا يوم ال11 من يونيو المقبل. طبعا، سيواجه منتخب الخضر في المونديال ثلاثة منافسين أقوياء وهم إنجلترا وأمريكا وسلوفينيا، وإذا لم يستطع المنتخب إكمال هدفهم المحدد وهو الحصول على بطاقة التأهل لدور ال16 في هذه المجموعة الصعبة، فأعتقد أن المدرب رابح سعدان سيكون ضحايا لهذه النتيجة غير المرضية. هذا أمر طبيعي كما قلت قبل قليل، فإن المدربين يجدر تعاطفنا معهم، رغم أن رابح سعدان هو أفضل مدرب في الجزائر وذو خبرة كبيرة لقيادة منتخب بلاده لخوض المباريات الدولية، وكما تعرفين أن الجزائر شاركت في كأس العالم مرتين في تاريخها أولاهما في عام 1982 وثانيتهما في عام 1986، وفي كلتي المرتين، كان رابح سعدان هو من قاد منتخب الخضر، وهذا يعني أن هذه هي المرة الثالثة التي يشارك فيها المدرب رابح سعدان في كأس العالم مع منتخب بلاده، وهذا الأمر نادر جدا جدا في العالم الكروي. ولكن، هذه هي كرة القدم، وبالنسبة للمدربين، فبغض النظر عن النتائج التي قادوا فرقهم للحصول عليها، إذا لم يستطيعوا الاحتفاظ بالنتائج المتميزة، فمستقبلهم قد يكون الاستقالة.

هدى: نعم، على كل حال، فإن مونديال كأس العالم هي ليست مسرحا للاعبين فقط، بل هي أيضا مسرحا لكافة المدربين، ونتمنى، باعتبارنا مشجعين، أن نشاهد مباريات رائعة يقدمها لنا اللاعبون ومدربوهم. ونتمنى لكافة المدربين حسن الحظ في ملاعب جنوب إفريقيا.

أنور: نعم، ونتمنى خصيصا للمدرب الجزائري رابح سعدان كل توفيق وتقديم نتائج متميزة في مونديال جنوب إفريقيا!

أحبائي، إلى هنا نصل معكم إلى نهاية حلقتنا اليوم. وللمزيد من المعلومات حول مونديال جنوب إفريقيا خلال هذا الصيف، يمكنكم أن تتصفحوا النافذة الخاصة لتغطية هذه البطولة في موقعنا الإلكتروني على شبكة الإنترنت وعنوانه: arabic.cri.cn. وشكرا يا أنور على إجرائك هذا الحوار الشيق معنا، (أنور: عفوا.) ونشكر أيضا زميلنا عاطف ماثيو الذي قام بإعداد هذه الحلقة. وشكرا على حسن متابعة كافة مستمعينا الكرام، وإلى اللقاء في الأسبوع المقبل.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي