CRI Online

الطلاب الصينيون والكوريون يقومون بالتشجير في صحراء كوبوتشي

cri       (GMT+08:00) 2010-06-01 12:36:29






في منتصف مايو عام 2010، دخل 160 طالبا من الصين وكوريا الجنوبية صحراء كوبوتشي بمنطقة منغوليا الداخلية بشمالي الصين للقيام بالتشجير هناك.

وتقع صحراء كوبوتشي شمال هضبة أوردوس في منغوليا الداخلية، وتصل مساحتها إلى 16 ألف كيلومتر مربع، وتعد سابعة أكبر صحراء في الصين، وتبعد عن بكين ب800 كيلومتر فقط، وتعتبر إحدى الأسباب الرئيسية للعواصف الرملية في المناطق بشمالي الصين. حيث البيئة الايكولوجية قاسية جدا، وعند هبوب الرياح القوية، تتطاير حبات الرمل الصغيرة، مما يجعل الناس غير القادرين على فتح عيونهم، الأمر الذي ألحق أضرارا شديدة بالقطاع الزراعي. ومن أجل تحسين البيئة المعيشية، عمل المحليون بأقصى الجهود على مكافحة الرمال.

وتسير المركبات ذهابا وإيابا على طريق جيهتشاي الذي يربط بلدة جيهفانغتان براية دالات بمدينة أردوس في منغوليا الداخلية ببلدة تشايدنغ بمدينة دونغشنغ، وتنمو أشجار الصفصاف والحور وغيرها من النباتات على الكثبان الرملية على جانبي الطريق، والجدير بالذكر أن هذا الطريق لم يعد يتعرض لموجات الرمال المتحركة بفضل وجود النباتات على جانبيه.

بانتهاز فرصة بناء الطريق عام 2006، قررت عصبة الشبيبة الشيوعية الصينية وجمعية الشباب للثقافات الكورية الصينية بكوريا الجنوبية غرس الأشجار على طول طريق جيهتشاي لمكافحة التصحر والعواصف الرملية، وأطلقت على هذا المشروع اسم "السور الأخضر للصداقة الصينية الكورية الجنوبية".

وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، قد تم غرس أربعة ملايين شجرة على طول الطريق، حيث وصلت مساحة التشجير إلى 1300 هكتار. وفي هذا الصدد، قال يو شنغ بياو نائب سكرتير عصبة الشبيبة الشيوعية الصينية في راية دالات بمدينة أردوس في منغوليا الداخلية، والذي عمل على مكافحة التصحر هناك لأكثر من عشر سنوات، حيث قال:

"يبلغ طول هذه الغابة 17.5 كيلومتر من الجنوب إلى الشمال، وعرضها 1 كم من الشرق إلى الغرب، وإن نسبة الغراس الحية مرتفعة جدا."

خلال الفترة المتناوبة بين فصلي الربيع والصيف منذ عام 2006، توجه الكثير من الطلاب الجامعيين من الصين وكوريا الجنوبية إلى صحراء كوبوتشي لمتابعة الإنجازات في مكافحة التصحر ميدانيا والاستمرار في التشجير هناك.

في صباح اليوم ال18 من مايو عام 2010، وصل أكثر من مائة طالب جامعي من الصين وكوريا الجنوبية إلى صحراء كوبوتشي. وبعد هطول الأمطار، أصبحت الأتربة ناعمة، فمن السهل غرس وزراعة الأشجار، حيث بدأ الطلاب الجامعيون في زراعة الأشجار وفقا للإجراءات القياسية، وخلال ساعة واحدة، تم غرس مئات من غراس الحور والصفصاف. وزرعت الطالبة الكورية وو شيوان تشى مع زميلتها ثماني غراس، وبذلك حققت أمنيتها القديمة الغالية، حيث قالت:

"هذه هي المرة الأولى التي أغرس فيها الأشجار في الصحراء، فأشعر بقلق إزاء إمكانية نموها، وأريد زيارتها في المرة القادمة لمعرفة ما إذا كانت على قيد الحياة أم لا. وإن الأنشطة هذه المرة قصيرة الوقت نسبيا، وأرغب في المشاركة فيها خلال العام المقبل، إذا كان لدي وقت الفراغ."

وتجدر الإشارة إلى أن العديد من المشاركين الصينيين عايشوا تجربة البيئة الطبيعية القاسية في الصحراء للمرة الأولى، حيث أشارت الطالبة الصينية رن شو ينغ إلى أنها ستبذل المزيد من الجهود لحماية البيئة والقيام بالأعمال الخيرية، إذ قالت:

"في الماضي، عرفت فقط أن البيئة في العالم والصين تعرضت للأضرار الشديدة، ولكن، بعد وصولي إلى هنا، عرفت أن البيئة قد أصبحت خطيرة إلى هذه الدرجة. وعليّ تحمل المزيد من المسؤولية بعد عودتي إلى بكين لدعوة الجميع إلى حماية كرتنا الأرضية وديارنا المشتركة."

وهناك مسن ذو شعر أبيض وسط الطلاب الجامعيين الصينيين والكوريين، ألا وهو تشيوان بينغ شيوان المسؤول العام من الطرف الكوري الجنوبي لمشروع "السور الأخضر للصداقة الصينية الكورية الجنوبية"، وكان سفيرا لكوريا الجنوبية لدى الصين. ومنذ تشغيل هذا المشروع عام 2006، قاد أكثر من مائة طالب جامعي كوري متطوع إلى صحراء كوبوتشي كل سنة لمتابعة إنجازات التشجير وغرس الشجيرات الجديدة هناك، حيث قال:

"قبل غرس الشجرة الأولى هناك، أكد الجميع أنه لا يمكن نمو الأشجار في الصحراء، فأقنعوني بعدم تنفيذ مشروع "السور الأخضر"، وفي ذلك الوقت، كنت أشعر بالقلق الشديد، لأني لا أدري هل بإمكاني أن أنجح أم لا، الآن، رأيت الإنجازات التي حققتها في التشجير، فتغمرني الفرحة والسعادة، وفي الوقت نفسه، تزداد ثقتي في التشجير هناك."

وخلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى الأنشطة الدورية التي أجراها الطلاب الجامعيون من كوريا الجنوبية في زراعة الأشجار بصورة منتظمة، شاركت بعض الشخصيات الساعية إلى حماية البيئة والمتطوعون من اليابان وغيرها من الدول شاركوا بنشاط أيضا في أنشطة التشجير في صحراء كوبوتشي. وفي ظل ذلك، نحن على يقين بأن تحويل الصحراء إلى واحة خضراء لم يعد أسطورة في المستقبل القريب بفضل الجهود المشتركة من المواطنين.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي