CRI Online

منطقة بودونغ بشانغهاي تعمل على تجديد رؤية التنمية وتحسين الهيكل الصناعي

cri       (GMT+08:00) 2010-06-07 10:16:55






السادة المستمعون، السلام عليكم! إذاعة الصين الدولية تحيكم! ونرحب بكم فى حلقة جديدة من برنامجنا الاسبوعى: اقتصاد وتجارة. فى حلقة اليوم، نقدم لكم فى ركن ( آخر التطورات فى مجال الاقتصاد والتجارة فى المناطق المحلية الصينية )تقريرا بعنوان:

منطقة بودونغ بشانغهاي تعمل على تجديد رؤية التنمية وتحسين الهيكل الصناعي

في الثامن عشر من أبريل 1990 ومن أجل دفع عملية الإصلاح والانفتاح في الصين، أعلنت الحكومة الصينية قرارها ببدء عملية التنمية في منطقة بودونغ في شانغهاي وانفتاحها للعالم الخارجي. واليوم وبعد عشرين سنة فإن الحقول الزراعية والإراضي العشبية على الضفة الشرقية لنهر هوانغبو قد حولتها التنمية إلى مناطق حديثة. وتحولت بودونغ إلى محرك قوي لتسريع اقتصاد مدينة شنغهاي، كما أصبحت أحد نماذج الإصلاح والانفتاح في الصين. واليوم سنأخذكم من خلال برنامج الاقتصاد والتجارة في جولة إلى منطقة بودونغ، لنتابع سويا هذه المنطقة الصينية الحديثة بعد عشرين عاما من التنمية.

تقع منطقة بودونغ في الجزء الشرقي من مدينة شانغهاي، وتصل مساحتها إلى 1210 كيلو مترات مربعة، وأما عدد سكانها فيصل إلى أربعة ملايين ومائة وعشرين ألف نسمة والتي يمثل نحو خمس إجمالي سكان مدينة شانغهاي، وبعد عشرين سنة من التنمية، ارتفع الناتج الإجمالي لمنطقة بودونغ من 6 مليارات يوان صيني في عام 1990 إلى إربعمائة مليار يوان في عام 2009، وارتفع الدخل المالي من مليار ومائة مليون يوان إلى 135 مليار و 600 مليون يوان صيني.

وكانت تغيرات بودونغ جلية وواضحة في منطقة لو جيا زوي المنطقة المالية والتجارية في بودونغ. وتعتبر لو جيا زوي أول منطقة وطنية للتنمية المالية فى الصين، ولقد تحدث معنا المدير العام لمجموعة لو جيا زوي السيد يانغ شياو مينغ عن مشاهد بداية الانشاءات هنا قبل عشرين عاما، والتغيرات العملاقة التي حدثت خلال العقدين الماضيين، حيث قال:

"كانت مكتب بودونغ للتنمية يقع في منطقة شبه مقفرة وكنت بالكاد تجد موقعه، ولذلك نصبنا لوحاتين كبيرتين بين الأشجار كتب علي إحداها" مكتب بودونغ للتنمية"، والأخرى على بعد 700 متر إلى الامام حيث كانت منطقة بودونغ تعتبر ضواحي مدينة شانغهاي، وكانت الحقول الزراعية على امتداد البصر"

اليوم يمكننا رؤية البنايات العملاقة التي تنتشر في كل مكان في لو جيا زوي، والتي تحتضن المئات من المؤسسات المالية الصينية والأجنبية. كما يمكننا أن نرى مركز شنغهاي المالي العالمي والذي يرتفع نحو 492 مترا، وبرج جينماو الذي يعلو إلى 420 مترا والعديد من هذه الأبراج المنتشرة والتي أصبحت معروفة "بالغابة المالية" في لو جيا زوي.

وخلال العشرين سنة الماضية، دعمت الحكومة الصينية تنفيذ سياسات الأولوية والتجريبية في بودونغ في العديد من المجالات، الأمر الذي أتاح لبودونغ فرصة تطوير وإبداع نمط تنمية وإدارة المدينة بشكل مستمر، حيث سبقت بودونغ المناطق الأخرى في التنفيذ الشامل لسياسة نقل حق استخدام الأراضي بالمقابل، بالإضافة إلى إعداد وتجميع مجموعة من بورصات الاوراق المالية والعقود الآجلة والحقوق المالية وغيرها من الأسواق المالية المهمة. وفي الوقت نفسه قامت بودونغ بالبحث عن تأسيس نظام إدارة متمثلة في (حكومة صغيرة ومجتمع كبير) يتم من خلاله دفع تحويل وظائف الحكومة إلى حكومة في خدمة المواطنيين، وتعميق الإصلاح لنظام المصادقة الإداري، من أجل تقديم خدمات إدارية عالية الفعالية والنوعية تهدف إلى تطوير المؤسسات واستقطاب الأكفاء.

وقال السيد شو لين أمين لجنة الحزب الشيوعي في منطقة بودونغ بإنه يجب اعتبار تطور الانسان وتقدم المجتمع من جميع النواحي نقاطا مهمة لعملية التنمية والانفتاح في بودونغ. ومقارنة بمدى التنمية الاقتصادية في بودونغ نجد أن التنمية الاجتماعية فيها متخلفة نسبيا، ويجب على الحكومة العمل على تحسين البيئة الانسانية باعتبارها ناقلا مهما لرفع مستوى التنمية الحضرية في بودونغ، حيث قال:

" ينبغي أن تكون مدينة بودونغ من أجل الناس، يجب أن يكون هناك تنفيذ حقيقي لتحسين ظروف معيشة الشعب، ففي نفس الوقت الذي نسعى فيه لتنمية الاقتصاد يجب تحسين معيشة المواطنين والمجتمع المدني نحو الأفضل، وفي نفس الوقت يجب أن تكون أسس رؤيتنا للتنمية المستدامة متمثلة في البيئة، والطاقة الخضراء، ومفهوم التنمية المستدمة، وتخفيض الكربون، كما يجب أن تكون أسسا لمبادئنا".

وخلال عشرين سنة ومن أجل تحسين الهيكل الصناعى فى بودونغ، وتجسيد مفهوم التنمية المستدامة خلال عملية التنمية الاقتصادية ظلت بودونغ تدفع بقوة بناء نظام الخدمات العامة ونظام التمويل والاستثمار التكنولوجي، وفي عام 2009 وصل الوزن النوعي للقطاع الثالث إلى النصف في بودونغ، بينما تجاوزت نفقات بحوث التطوير العلمي و التكنولوجي 3% من إجمالي الناتج المحلي بالمنطقة.

ولقد تم تأسيس منطقة جانغ جيانغ التكنولوجية في يوليو 1992 كإحدى المناطق المهمة لتطوير صناعات التقنية العالية وهي في الوقت نفسه إحدى المناطق الوطنية للتكنولوجيا الفائقة فى الصين. وفيها تحتشد العديد من المؤسسات العابرة للقارات والتي تشمل مجالات مثل الدوائر الكهربائية المتكاملة، وعلوم الأحياء والأدوية وخدمات البرمجيات والمعلومات، وغيرها من الصناعات ذات التكنولوجيا العالية، حيث تجاوزت عائدات الأعمال لهذه المنطقة مائة مليار يوان في عام 2009.

غير أن نائب المدير العام لمجموعة تشانغ جيانغ السيد بنغ لي يرى أن مصلحة المجتمع المدني هي أهم من المصلحة الاقتصادية، ها هو يقول:

"إن مصلحتنا تتسع عندما تتجسد في المجتمع المدني، عندما تكون من أجل الارتقاء بجميع الهيئات الصناعية، من أجل عموم المجتمع، وذلك عند المساهمة بالارتقاء بجميع الصناعات، وهذا كما أعتقد وتشير إليه الأرقام هو أهم من جميع المصالح الاقتصادية التي سنحصل عليها"

يعد الاقتصاد المنخفض الكربون هو الرؤية الحالية للتنمية التي يشهدها العالم أجمع، وقد انعكس تأثير ذلك على طريق التنمية في بودونغ.

إن منطقة لنغ جانغ في بودونغ تعتبر قاعدة لصناعات المعدات الثقيلة في بودونغ، ويمكننا أن نلاحظ ذلك من خلال مجال صناعة معدات طاقة الرياح، فقد احتشدت فيها ثلاث مؤسسات رائدة منها مؤسسات أجنبية وصينية في مجال صناعة معدات طاقة الرياح متمثلة في سيمينز الألمانية وكهرباء شانغهاي وكهرباء هوا يي، وأصبحت هذه المؤسسات واحدة من أكبر القواعد لإنتاج معدات طاقة الرياح في الصين.

ومن أجل تطوير صناعات حديثة منخفضة الكربون، وصلت منطقة لنغ جانغ الصناعية إلى طريق واعد في مجالات استخدام طاقة الرياح و الطاقة الكهربائية الضوئية وغيرها من مصادر الطاقة الجديدة بالإضافة إلى تطوير المنطقة لتصبح منطقة معلوماتية ورقمية.

ويعتقد رئيس مجلس الإدارة لمجموعة التنمية الاقتصادية في لنغ جانغ السيد (ليو جيا بينغ) أنه من أجل منطقة متقدمة فيجب أن تكون منطقة منخفضة الكربون و تتمثل في انخفاض استهلاك الطاقة وانخفاض التلوث البيئي، ها هو يقول:

" من أجل اقتصاد منخفض الكربون قمنا بتوفير معدات لذلك، بما في ذلك ألآلات تحويل الفحم إلى إحدى مصادر الطاقة الجديدة، وأيضا معدات طاقة الرياح والطاقة الكهرونووية، ومع التزامنا بمتطلبات انخفاض الكربون في كل المشاريع، ومراعاتنا متطلبات الظروف البيئية بدقة لمخلفات الانتاج و انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل كيلو متر مربع عند انشاء هذه المنطقة المنخفضة الكربون"

واليوم توجد في منطقة جنوب شرقى شانغهاي بحيرة اصطناعية على شكل قطرة مطر، تقترب كثيرا من البحيرة الغربية في مدينة هانغتشو، حيث تحيط بها الأشجار الخضراء من جميع الجوانب، والعديد من الطرق الواسعة والنظيفة من الجهات الأربعة والتي تشبه خطوط الأشعة التي تنطلق من مركزها، ويتم إنشاء حاليا مدينة لنغ جانغ الجديدة المقامة حول هذه البحيرة والتي ستكون بمثابة المنطقة المستقبلية، كما أنها بمثابة جنين المدن الصينية المستقبلية التي في طريقها إلى النمو.

إن مدينة لنغ جانغ الجديدة تعتبر جزء مهما من بودونغ والتي تسعى إلى تطوير الجوانب السياحية والحضارية بشكل رئيسي، كما أنها تمتلك فرصة مهمة لتصبح إحدى المناطق المنخفظة الكربون في بودونغ بشانغهاي، ولقد وضح السيد جو شياو مينغ نائب مدير لجنة إدارة مدينة لنغ جانغ الجديدة أنه سيتم استخدام خلال عملية الإنشاءات المضخات الحرارية والطاقة الشمسية و الزجاج العازل وغيرها من وسائل توفير الطاقة، وفي الوقت نفسه معالجة المياه المستخدمة ،ومياه الأمطار ،وتجميع النفايات والتخلص منها، لتتحول مدينة لي جانغ الجديدة إلى مدينة خضراء تحمي البيئة، حيث قال:

" إننا نسعى إلى إنشاء مدينة خضراء ومزدهرة وعصرية يسهل العيش فيها بشكل متناغم. إن منشأتنا هنا تعتمد على انخفاض الكربون، وعناصر حماية البيئة، ونتطلع إلى استخدام طرق انخفاض الكربون طوال عملية الإنشاء، مع استخدام كميات هائلة من المواد الخفيفة الوزن والحافظة للحرارة، كما نتمنى أن تعكس المنشاءات هنا أحدث الإنجازات العلمية والتكنولوجية في تاريخ البشرية، حيث أنها ستكون إحدى المدن المحافظة للبيئة، وإحدى المدن التى تحمل رؤية جديدة للمدن التكنولوجيا"

أعزائنا المستمعين إلى هنا تنتهي حلقة اليوم من البرنامج الاسبوعي (اقتصاد وتجارة) كان في الإعداد والتقديم سحر جينغ و أنور الصبري، شكرا على حسن المتابعة، وحتى نلتقي بكم في حلقة جديدة في الاسبوع القادم لكم منا أرق و أطيب و المنى وإلى اللقاء.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي