التكنولوجيا في معرض أكسبو شانغهاي تضيئ الصين

خلال الأشهر الستة المقبلة، سوف يظل معرض الأكسبو العالمي يشع بمناظر جميلة على مدينة شانغهاي، وحينما ننظر إلى أرض المعرض من على متن الطائرة، فإنه يبدو كلؤلؤة تلمع على شاطئ نهر هوانغبو، وهي اللؤلؤة التي يتمنى كل الصينيين أن تضيئ المزيد من الآراضي الصينية.

ويمر طريق بودونغ الجنوبي بالقرب من شوارع المعرض العالمي، حيث تضيئ الأنوار المتراصة جانبي الطريق في الساعة السادسة أو السابعة من مساء كل يوم. والسائحة جي يوان لي من مقاطعة خنان تزور مدينة شانغهاي الآن بعد أن كانت قد زارتها منذ سنوات، لقد أعجبت كثيرا المناظر الخلابة في الليل، إذ قالت:

"تتميز هذه الشوارع بالمصابيح الملونة التي تتلألأ في الليل، وإنها جميلة جدا، وتعجبني كثيرا، وتجعلني أحس بالراحة النفسية."

في الوقت نفسه، يصبح المعرض العالمي عالما خياليا لحكايات الأطفال تحت أضواء المصابيح الجميلة، وقد أخبر وو تشي تشيانغ كبير مصممي المعرض العالمي لمراسلنا أن كل المصابيح هي مصابيحＬＥＤ التي تعمل مستخدمة الطاقة الشمسية مباشرة، إذ قال:

"كل مصابيح الإضاءة والعرض هي مصابيح ＬＥＤ، وبفضل هذه المصابيح الملونة، يمكننا التمتع بالمناظر الليلية الخلابة في شانغهاي. الجدير بالذكر أن مصابيحＬＥＤ تعمل مستخدمة الطاقة الشمسية مباشرة، وبعد عشرات السنين، سيدرك الناس أن معرض أكسبو شانغهاي يلعب دورا مهما في دفع تطور تكنولوجياＬＥＤ."

"وصلنا الآن إلى مركز المعرض العالمي، تفضلوا بالنزول، هذه هي نقطة الدخول والخروج للشاطئ الخلفي لبودونغ على خط طريق المعرض العالمي العابر للنهر..."

في المعرض، تنقل الحافلات الزوار ذهابا وإيابا، وهذه الحافلات تعمل بالطاقة الكهربائية بعيدا عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، حيث يتجاوز عدد الحافلات المماثلة 1000 حافلة في المعرض والمناطق المحيطة به، كشف وو تشي تشيانغ كبير مصممي المعرض العالمي أن الطرق التي تتحرك عليها الحافلات، تحمل الكثير من الألغاز، حيث قال:

"أنظر إلى هذه الطرق، إنها لينة عند السير عليها، فهي ممهدة بالإطارات المستخدمة، ومن السهل تسرب المياه فيها، مما يسهم في الحماية البيولوجية وتخفيف الضغط على مواسير الصرف في المدن. في السابق، لم نكن نتخيل وجود مثل هذه الطرق في الحياة المستقبلية، ولكننا اليوم، نمشي عليها في أرض المعرض العالمي، وإن التكنولوجيا العالية تساعدنا على تجربة الحياة الحديثة المستقبلية في عام 2025."

وفي منطقة أفضل الممارسة الحضرية، استقطب أنظار الناس الجناح الخالي من الكربون باعتباره أول مكان عام في الصين يستخدم هذه التقنية الجديدة. ففي هذا الجناح الذي تبلغ مساحته 3000 متر مربع، يمكن توليد الكهرباء من خلال استخدام بقايا الأطعمة والخضروات، بالإضافة إلى استغلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لتوفير 70% من الطاقة مقارنة بالمباني التقليدية. وأشار تشن شوه مدير الجناح الخالي من الكربون إلى أنه بالرغم من أن تكاليف بناء هذا الجناح أعلى من بناء المباني العادية ب1500 يوان للمتر المربع، إلا أنه يسهم في توفير رسوم الكهرباء والمياه، وأكد على وجود شروط لترويج مثيلات هذا المبنى في الصين.

المراسل: ما هي العوائق التي تقف أمام ترويج مثل هذا المبنى؟

تشن شوه: العائق الأساسي هو تغيير مفاهيم الناس، أما على الصعيد التكنولوجي، فإنه لا توجد أية مشاكل، لأن هذا المبنى قد تم تشغيله بصورة مستقرة لفترة طويلة.

المراسل: ما هي المدة التي يحتاجها الترويج لمباني مماثلة؟

تشن شوه: خمسة أعوام أو أقل من ذلك.

تجدر الإشارة إلى أن منطقة أفضل الممارسات الحضرية ظهرت للمرة الأولى في تاريخ المعرض العالمي، وقد عرضت أفضل التجارب الإبداعية التي نفذتها المدن النموذجية الدولية لرفع مستويات المعيشة. وبعد خمس سنوات، ربما، يمكن للناس رؤية الكثير من المباني الخالية من الكربون، وفي ذلك الوقت، سيدرك الناس دور المعرض العالمي.

وتصل مساحة المعرض العالمي إلى حوالي خمسة كيلومترات مربع، بينما تصل مساحة الصين إلى 9.6 مليون كيلومتر مربع، من هنا يرى تشانغ تشيوان مدير مصلحة حماية البيئة بمدينة شانغهاي أنه إذا امتدت تأثيرات معرض أكسبو شانغهاي إلى خارج نطاقه الذي يبلغ خمسة كيلومترات مربع فقط، فالأمر يعتبر أكبر الميزات الحقيقية. حيث قال:

"تتميز هذه الدورة من المعرض العالمي بالكثير من المفاهيم والتجارب الصديقة للبيئة، فلا بد من أنها تؤثر إيجابيا على المجتمع تأثيرا كبيرا، وحينما تنتهي فترة المعرض، فإنني أعتقد أن أغلى شيء يتركه المعرض العالمي وراءه هو ارتفاع الوعي وتحسين مفاهيم حماية البيئة."