CRI Online

الحوار: استعراض مباريات الجولة الأولى ضمن دور المجموعات لمونديال كأس العالم بجنوب إفريقيا

cri       (GMT+08:00) 2010-06-21 10:40:47






أحبائي عشاق الرياضة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مرحبا بكم في متابعة البرنامج الأسبوعي "عالم الرياضة" من إذاعة الصين الدولية، معكم في الأستوديو هدى جينغ جينغ.

بدأ المنتخب الجزائري لكرة القدم يوم الأحد الماضي (13 يونيو) مسيرته الثالثة في مونديال كأس العالم بعد انتظار طال 24 سنة، ولكن للأسف لم يحقق نتائج إيجابية في أولى مبارياته في مونديال جنوب إفريقيا الذي أفتتح يوم ال11 من هذا الشهر، حيث خسر بـ0-1 أمام نظيره السلوفيني – أول منافسيه في المجموعة الثالثة التي تضم أيضا منتخبي إنجلترا والولايات المتحدة. وفي حلقتنا اليوم، نتشرف دائما باستضافة الزميل أنور الصبري معنا في الأستوديو لنتحدث معه حول هذه المباراة.

هدى: أهلا وسهلا، يا أنور.

أنور: أهلا، يا هدى.

هدى: أعتقد أنك قد شاهدت هذه المباراة، كيف وجدت هذه النتيجة؟

أنور: طبعا، أنا محبط من هذه النتيجة كغيري من المشجعين العرب.

هدى: شاهدت هذه المباراة أيضا، ولكن، أعتقد شخصيا أن الفريق الجزائري لعب بشكل ممتاز في الحقيقة. كيف وجدت أداء اللاعبين الجزائريين في هذه المباراة؟

أنور: بشكل عام، أنا راض بأدائهم، كما شاهدنا أن المنتخب الجزائري قد سيطر على مجريات المباراة وخاصة في بداية الشوط الثاني، وكما رأينا، حاول الفريق الجزائري منذ بداية الشوط الأول اللعب بهدوء وصبر في انتظار اللحظة المناسبة، ولكن من سوء الحظ، لم يترجم هذه السيطرة إلى أي هدف، بل بالعكس ارتكب بعض الأخطاء التي دفنت هذه السيطرة وتحولت إلى نتائج عكسية، منها طرد المهاجم البديل عبد القادر غزال بالبطاقة الحمراء بسبب لمسه للكرة بيده وأيضا خطأ حارس المرمى فوزي شاوشي من عدم تمكنه من التقاط تسديدة غير خطيرة وبسببها كانت خسارة الفريق.

هدى: نعم. لكن أعتقد أنه لا يجب أن ننتقد الأداء الكلي لهذين اللاعبين بهذه الأخطاء فقط في المباراة...

أنور: نعم، في الحقيقة، قدم حارس المرمى فوزي شاوشي أداءا ممتازا قبل ارتكابه ذلك الخطأ وأنقذ المرمى عدة مرات من تسديدات خطيرة؛ ولكن لكل حصان كبوة وهذه هي كرة القدم، فبالنسبة لحارس المرمى، إذا ارتكب خطأ بسيطا سيؤدي إلى نتائج فادحة، تليها انتقادات واسعة، فمهما أنقذ المرمى من كرات خطيرة. على سبيل المثال، ليس شاوشي هو أول حراس المرمى الذي ارتكب مثل هذا الخطأ الفادح في هذا المونديال، ففي المباراة الأخرى ضمن نفس المجموعة والتي جمعت بين فريقي إنجلترا وأمريكا، رأينا حارس المرمى الإنجليزي غرين ارتكب خطأ مشابها في التصدي لتسديدة اللاعب الأمريكي الزاحفة وغير الخطيرة من خارج منطقة الجزاء، وأدى هذا الخطأ إلى تعادل الفريق الإنجليزي على منافسه الأمريكي بعد أن كان الفوز حليفهم في تلك المباراة، وهنا ننتقد غرين بارتكابه ذلك الخطأ وفي نفس الوقت ننسى تصديه الرائع للتسديدة القوية التي باغت بها المهاجم الأمريكي آلتيدور داخل منطقة الجزاء في الشوط الثاني. لذا فلا يجب علينا أن نوجه كل اللوم على شاوشي ونفرض عليه ضغوطا ثقيلة كما قالت زميلتي هدى قبل قليل، فهذه أخطاء تحدث في المباريات.

هدى: نعم، ما زلت أتذكر، في مونديال كوريا الجنوبية واليابان قبل ثماني سنوات، ارتكب الأسطورة الألمانية أوليفر كان – أفضل حراس المرمى في التاريخ الكروي في العالم ارتكب الخطأ الكبير الذي أهدى للبرازيل فوزا 2-0 حملت به الكأس الذهبي في ذلك المونديال. فأعتقد أن ارتكاب الخطأ هو أمر طبيعي لكل حراس المرمى في العالم سواء أ كان هو نجما بارزا أو حارسا غير مشهور.

أنور: نعم، نعم، هذا صحيح مائة بالمائة.

هدى: طيب ،هل تعتقد، يا أنور، أن طرد المهاجم الجزائري البديل عبد القادر غزال بالبطاقة الحمراء هو نقطة التحول لهذه المباراة؟

أنور: أغلب الظن نعم، فقبل طرده، كان منتخب الخضر يسيطر على مجريات اللعب أكثر، ولكن بعد ذلك، وقع الخضر في مشكلة النقص العددي الذي استغله الفريق السلوفيني لتسجيل هدف الفوز بعد ست دقائق عقب ذلك مباشرة.

هدى: وفي رأيك، هل إخراج الحكم لهذا اللاعب بالبطاقة الحمراء أمر معقول؟

أنور: معقول تماما. في الحقيقة، كان هذا التغيير الذي أجراه المدرب رابح سعدان بنزول عبد القادر غزال بدلا من المهاجم الأساسي رفيق جبور هو تغيير ممتاز، لأن الفريق قد سيطر على مجريات المباراة بعد انطلاق الشوط الثاني، وكان من الواضح أن سعدان يهدف من خلال هذا التغيير لتعزيز الهجوم وإحراز هدف الفوز. وكما شاهدنا أن مدافعي سلوفينيا كلهم يتمتعون بأجسام أطول ولذا كانوا الأفضل في ضربات الرأس، لكن المهاجم الأساسي للجزائر رفيق جبور فميزاته ليست في قوة الجسم وضربات الرأس، بل في السرعة، ولقد وضعه المدرب سعدان في التشكيلة الأساسية لأن سرعة جبور في رأيي هو نوع من – بالإضافة إلى الهجوم- يعني نوع من التشويش الذي يتيح فرصة الهجوم لزملائه في خط الوسط، ولكنه لم يحظ بالفرص الكثيرة ليؤدي ذلك الدور بعد القيود الذي فرضها عليه مدافعو سلوفينيا من خلال الدفاع العنيف، هنا قرر المدرب سعدان التغيير بنزول عبد القادر غزال بدلا من جبور في الدقيقة ال75 تقريبا. ولكن الذي لم يكن على بال هو أن يتعمد غزال لمس الكرة لينال الإنذار الثاني بعد تلقيه البطاقة الصفراء من قبل وبهذا يخرج من أرض الملعب، طبعا هذه من الأشياء غير متوقعة التي لم تكن في الحسبان والتي تؤدي إلى تغيرات جذرية لنتائج المباريات.

هدى: نعم. بعد هذه الخسارة أمام سلوفينيا، ستواجه الجزائر صعوبات كبيرة في المباراتين القادمتين، فإذا أرادت التأهل لدور ال16، فلابد أن تتغلب على المنافسين القادمين القويين – إنجلترا وأمريكا. ففي رأيك، يا أنور، كم نسبة احتمال لتأهل الخضر لدور ال16 في ظل هذا الوضع الصعب؟

أنور: لن أفقد الثقة أبدا إلا إذا تلاشت الآمال نهائيا. وعلى الرغم من أن العين طويلة واليد قصيرة، والأمل أصبح بكل صراحة ضئيلا الآن، فمن المعروف أن المنتخب الإنجليزي هو أقوى فريق في هذه المجموعة بلا جدل، أما الفريق الأمريكي فهو أقوى مما تخيلت بكثير وفقا لأدائه في المباراة مع الفريق الإنجليزي، لذا فالمنتخب الجزائري يواجه صعوبات كبيرة جدا جدا في طريق التأهل لدور ال16.

هدى: لنواصل حديثنا، يا أنور. لقد أختتمت الجولة الأولى ضمن دور المجموعات، وفي هذه المباريات ال16 ضمن هذه الجولة، ما هي أروع المباريات التي تركت أعمق الانطباعات في ذاكرتك؟

أنور: بصراحة، هذه معظم المباريات ليست بتلك الروعة إلا مباراة ألمانيا وأستراليا.

هدى: فازت ألمانيا برباعية بيضاء.

أنور: نعم. هذه هي أروع مباراة شهدت أكثر الأهداف ضمن الجولة الأولى. كما عرفنا سابقا أن الكرة الألمانية ظلت تهتم بالقوة الجسمانية بشكل رئيسي ولم تهتم بالمهارات كثيرا. ولكن، من خلال هذه المباراة، لابد علينا أن نغير نظرتنا إزاء الكرة الألمانية، فهي ليست متفوقة في القوة الجسمانية فقط، بل متميزة في المهارات أيضا.

هدى: نعم، أنا معك. في الحقيقة، لم أكن متفائلة لمصير الفريق الألماني في هذا المونديال في ظل غياب قائده بالاك عن البطولة بسبب الإصابة...

أنور: نعم، ليس بالاك فقط، بل شهد الفريق غياب حارس المرمى الأساسي آدلر ولاعبي الوسط تراش وويسترمان أيضا. ولكن، روح الكرة الألمانية كما رأينا جعلته فريق متماسك لن تتأثر معنوياته بأي حدث سلبي، حتى في ظل الإصابات وفي ظل تأخر الأهداف. وظل اللاعبون الألمان يحملون روح الإصرار والعزيمة. ولكن في هذه المباراة، شاهدنا أيضا المهارات المتميزة للفريق الألماني والتي لم نشاهدها من قبل. المهارات المتميزة إضافة إلى روح الإصرار، لا أريد أن أقولها لكن ربما أغير تشجيعي إلى الفريق الألماني من الفريق الأسباني.

هدى: والله، يعني، كنت مشجعا للماتادور الأسباني، أ ليس كذلك؟

أنور: بلى، ولا زلت متفائل جدا لأسبانيا وواثقا بفوزها بكأس العالم في جنوب إفريقيا، باعتبارها أقوى فريق في العالم حاليا وبطلا لبطولة أمم أوروبا عام 2008. وعلى الرغم من أن اللاعبيين لم يظهرو مستوياتهم الطبيعية في مباراتها مع سويسرا يوم الأربعاء، ولم يحالفهم الحظ أيضا، حيث أهدر اللاعب بيكيه الذي كان خاليا من الرقابة تقريبا داخل منطقة الجزاء الهدف المؤكد في نهاية الشوط الأول وتصدت العارضة السويسرية للتسديدة الصاروخية لللاعب آلونسو خارج منطقة الجزاء. وبالرغم من هذه الخسارة، لكن لا داعي للقلق فالماتادور يستطيع التأهل لدور ال16، ولكنه قد فقد زمام المبادرة في هذه المجموعة. وإذا ما استطاع احتلال صدارة المجموعة، فاحتمال كبير أن يلتقي في دور ال16 بالمنتخب البرازيلي! وهذه المواجهة ستكون مباراة رائعة جدا، ولكن لا أريد أن أشاهدها في مثل هذا الوقت المبكر.

هدى: أوكي، إذن، إذا وجدت هذه المواجهة بين الفريقين البرازيلي والأسباني في دور ال16، فما هي توقعاتك لنتيجة هذه المباراة؟

أنور: كوني مشجعا لأسبانيا لذا لا أريد أن أقول البرازيل، على الرغم من بعض المؤشرات (هدى: لماذا؟) أسبانيا، كما نعرف، هي بطل بطولة أمم أوروبا في عام 2008، ولهذا السبب، قد أصبحت هدفا واضحا تهتم به كافة الفرق وتركز على البحث في تكنيكه ونقاط التفوق والضعف لديه. وكما شاهدنا في مباراتها مع سويسرا يوم الأربعاء أن أسبانيا قد سيطرت على مجريات المباراة وبلغت نسبة استحواذها إلى حوالي 70%، ولكن يبدو أن الفريق السويسري فهم خصائص الفريق الأسباني بشكل واضح جدا، وجمع سبعة وثمانية لاعبين قرب حدود منطقة الجزاء للمشاركة في الدفاع، وهذا الأسلوب كما شاهدنا كان فعالا جدا. أما بالنسبة لمنتخب السامبا، فأعتقد أنه قد يستفيد من خبرة فوز سويسرا في هذه المباراة ويجد أسلوبا فعالا لمواجهة البطل الأوروبي.

هدى: أوكي، شكرا يا أنور على تعليقاتك هذه الرائعة. (أنور: عفوا.) وفي ختام هذه الحلقة، ما زلنا نتمنى للمنتخب الجزائري – الممثل العربي الوحيد في هذا المونديال أن يقدم أداءا متميزا في المباراتين القادمتين مع فريقي إنجلترا والولايات المتحدة، بالرغم من خسارته الأولى أمام سلوفينيا. وكما ندعو المشجعين من مختلف الدول العربية إلى مواصلة الدعم لمنتخب الخضر بغض النظر عن أية نتيجة سيحصل عليها في هذا المونديال.

أحبائي، إلى هنا نصل معكم إلى نهاية حلقتنا اليوم. وللمزيد من أحدث الأخبار والمعلومات حول مونديال كأس العالم بجنوب إفريقيا، تفضلوا بزيارة نافذتنا الخاصة لتغطية مجريات هذه البطولة على موقعنا الإلكتروني: arabic.cri.cn. وشكرا مرة أخرى للزميل أنور! (أنور: عفوا، يا هدى.) ونشكر أيضا لزميلنا عاطف ماثيو في الإعداد. وشكرا على حسن متابعة كافة المستمعين. وكانت معكم هدى جينغ جينغ. وإلى اللقاء في الأسبوع المقبل.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي