CRI Online

الحوار: استعراض مشوار المنتخب الجزائري في مونديال جنوب إفريقيا

cri       (GMT+08:00) 2010-06-28 10:40:39






أحبائي عشاق الرياضة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مرحبا بكم في متابعة البرنامج الأسبوعي "عالم الرياضة" من إذاعة الصين الدولية. وأجمل تحية لكم من هدى جينغ جينغ.

لقد أختتم يوم الجمعة (25 يونيو) الدور الأول لمونديال كأس العالم بجنوب إفريقيا مع تأهل 16 منتخبا لدور ال16 ووداع الفرق ال16 الأخرى لهذه البطولة عائدة إلى بلدانها. أما المنتخب الجزائري – الممثل العربي الوحيد للمشاركة في هذه البطولة فقد أنهى مسيرته المونديالية هذه بعد خسارته أمام نظيره الأمريكي بـ0-1 في آخر مبارياته في المجموعة الثالثة لهذا المونديال والتي تضم أيضا منتخبي سلوفينيا وإنجلترا. وفي حلقتنا اليوم، سنستعرض سويا مشوار المنتخب الجزائري وأداءه في هذا المونديال مع الزميل أنور الصبري – معلق كرة القدم خلال شهر كأس العالم.

هدى: أهلا وسهلا، يا أنور.

أنور: أهلا، يا هدى.

هدى: كيف حالك؟ ويبدو أنك متعب جدا، هل سهرت أمس؟

أنور: نعم، أنا سهرت بالأمس لكني قد تعودت على ذلك شكرا على سؤالك يا هدى. في الحقيقة، كما نعرف أنه قد انتهت 48 مباراة للدور الأول أي دور المجموعات للمونديال حتى الآن. ومن بين هذه المباريات ال48 ضمن دور المجموعات، فاتتني خمس مباريات على الأكثر، فهذا يعني أنني سهرت كل يوم تقريبا إلا يومين أو ثلاثة.

هدى: والله! خمس مباريات فقط؟ (أنور: نعم.) والله، أنت مشجع حقيقي! ولكن، يا أنور، لابد أن أكرر التذكير بالاهتمام بصحتك.

أنور: هذا لا شيء يا هدى، زميلينا عاطف لم تفته مباراة واحدة فهو المشجع الحقيقي.

هدى: أوكي، كيف وجدت مباراة الجزائر مع أمريكا مساء يوم الأربعاء وهي المباراة الأخيرة للجزائر في هذا المونديال؟

أنور: كانت المباراة أكثر من رائعة. في البداية أود من خلال هذا البرنامج ومن خلال إذاعتنا - إذاعة الصين الدولية أن أحيي أبطال الصحراء، محاربو الصحراء، الفريق الأخضر وأتمنى أن يصل صوتي لهم، أحييهم على تلك العروض الرائعة التي تستحق كل تقدير، نحن العرب سواء كنا يمنيين أو مصريين أو سودانيين أو مورتانيين نحن مع الفريق الجزائري غالب أو مغلوب، منتصر أو مهزوم، في الحقيقة بعد مشاهدتي للمباراة مع المنتخب الأمريكي والمباراة مع الفريق الإنجليزي لم تعد تعنيني النتائج، فرق عملاقة مثل إنجلتر لم تستطع كسر هذا الفريق، فرق ذات مقومات عملاقات مثل أمريكا عانت بل وكادت أن تخرج من المونديال بسبب محاربو الصحراء، الفريق الجزائري رغم أنه فريق تنقصه الكثير من المقومات تنقصه الكثير من أسباب القوة لكنه أثبت أنه فعلا خصم شرس، ولا يمكن تجاوزه بسهولة، وأنا على يقين ثابت وهذه شهادة للتاريخ بأنه لو تهيأت للفريق الجزائري نفس أسباب ومقومات التدريب الذي يعيشها المنتخب الأمريكي مثلا، ولو تهيأت لهم نفس الدعم المالي والمعنوي والعناية والظروف المناخية التي تتهيأ للمنتخب الأمريكي أو أي منتخب أوروبي لكان كأس العالم من نصيبهم ليس فقط دور ال16 بل كأس العالم، ولأخرجت الجزائر ألف زيدان وألف بنزيمة وسمير ناصري. نعود إلى مباراتهم الأخيرة مع المنتخب الأمريكي، كان مجموع التسديدات للفريقين هو 20 تسديدة للفريق الأمريكي مقابل 19 للخضر، وهذه مباراة رائعة جدا لأنه لم يكن أمام الفريقين إلا تحقيق الفوز من أجل الحصول على بطاقة التأهل لدور ال16، وكان لابد لهما أن يبذلا أكبر الجهود في الهجوم. نعترف بصراحة بأن الفريق الأمريكي أقوى من فريق الخضر، على الرغم من انعدام موازين المقارنة هنا، ولكن الخضر نظم دفاعا ممتازا وثابتا للتصدي للهجوم الأمريكي، وأثبت للفريق الأمريكي أنه خصم عنيد وباسل، ولم يستطع الفريق الأمريكي التسجيل خلال الزمن الأصلي للمباراة. طبعا، أشعر بالحزن من خسارة الجزائر وخروجها من هذا المونديال كغيري من المشجعين العرب. ولكن، هذه النتيجة كانت متوقعة، وكما قلت في الحلقات الماضية، فمن الصعب أن تتغلب الجزائر على إنجلترا وأمريكا القويتين بعد خسارتها أمام منافسها الأول سلوفينيا. ولكن، بشكل عام، أنا راض لأداء لاعبي المنتخب الجزائري، وخاصة في المباراة مع إنجلترا والتي حقق الشباب الجزائريون فيها التعادل الثمين والصعب، لأن فريق إنجلترا، كما نعرف، هي من أقوى المنتخبات على مستوى العالم مثل البرازيل وأسبانيا والأرجنتين، ودفع مدربه الإيطالي كابيللو في تلك المباراة بكافة اللاعبين الأساسيين ومنهم روني في خط الهجوم وجيرارد ولامبارد في خط الوسط وكذلك صخرة الدفاع جون تيري، ولكن كما شاهدنا في تلك المباراة، حصل الفريق الجزائري على عدة فرص رغم ضعفه مقارنة بالمنافس الإنجليزي وبلغت نسبة استحواذه 52%، وظهر تخلخل في طريقة اللعب بالنسبة للمنتخب الانجليزي والتي جاءت كنتيجة لطريقة اللعب الرائعة التي قدمها الفريق الجزائري، ولكن وللأسف، لم تترجم كل تلك الفرص إلى تسجيل أهداف. وعلى كل حال، أنا راض بأداء منتخب الخضر في هذا المونديال.

هدى: هل ترى أن خسارة الجزائر في مباراتها الأولى أمام سلوفينيا قطعت آمال الجزائريين في التأهل لدور ال16؟

أنور: نعم. كما كررت في الحلقات الماضية أن سلوفينيا مستواها قريب من مستوى الجزائر وكانت أضعف فريق في هذه المجموعة. وكان الفريق الجزائري يسيطر على مجريات تلك المباراة مع سلوفينيا، ولكنه تعرضه لكارثة طرد المهاجم البديل عبد القادر غزال بالبطاقة الحمراء بسبب لمسه الكرة وارتكاب الحارس فوزي شاوشي للخطأ الفادح في عدم تمكنه من التقاط تسديدة لم تمثل أي خطر. يعني ضربت هذه الخسارة بمعنويات المنتخب الجزائري وجعلته يفقد زمام مبادرة للتأهل لدور ال16. وإذا حقق نتيجة إيجابية أو فاز بتلك المباراة، كانت احتمالات تأهله لدور ال16 ستزيد.

هدى: نعم. ولكن، في ظل تعرضهم للخسارة في المباراة الأولى، لم يتخل الشباب الجزائريون عن جهودهم في المباراتين القادمتين. طيب يا أنور، من برأيك هو أفضل لاعب جزائري في هذا المونديال؟

أنور: أنا أرشح الجناح الأيسر نذير بلحاج. كما شاهدنا في هذه المباريات الثلاث أن بلحاج، بكونه مدافعا أساسيا، قدم أداءا متميزا ليس في الدفاع فقط، بل في الهجوم أيضا. وخاصة في المباراة الأولى التي لعبت فيها الجزائر مع سلوفينيا، كاد أن يسجل بلحاج هدف التقدم باستغلال فرصة الضربة الحرة في الشوط الأول، ولكن مع الأسف تصدى الحارس السلوفيني لتلك التسديدة القوية. لكن غير بلحاج هناك أيضا العديد من النجوم الجزائرين الذين يستحقون كل التقدير والإعجاب، الحارس الشاب رايس مبوهلي قدم عرضا خاصا، فقد أصبح حارسا أساسيا منذ المباراة الثانية مع إنجلترا، وذلك بعد ارتكاب الحارس الأساسي السابق شاوشي للخطأ الكبير في المباراة الأولى فقام المدرب رابح سعدان بتغييره. ورغم مبوهلي حارس شاب يبلغ عمره 24 عاما فقط ولم يشارك في مباريات دولية سوى مرة واحدة قبل المونديال، لكنه احتفظ بأداء مستقر خلال المباراتين مع كل من إنجلترا وأمريكا. وفي المباراة مع إنجلترا، تصدى مبوهلي للعديد من التسديدات الخطيرة من قبل روني ولامبارد وجيرارد وهم عملاقة الملاعب على مستوى العالم، وساعد فريقه على تحقيق التعادل مع المنافس الإنجليزي القوي؛ وفي المباراة مع أمريكا، أخرج مبوهلي عديدا من تسديدات المهاجمين الأمريكيين، ولم تهتز شباك مرماه إلا في الدقيقة الأخيرة وأعتقد أن ذلك لم يكن ذنبه على الإطلاق.

هدى: نعم. سمعت أن نادي نيوكاستل يونايتد الإنجليزي الصاعد الجديد للدوري الإنجليزي الممتاز الموسم المقبل قد أبدى طلب التعاقد مع مبوهلي بعد ختام المونديال...

أنور: نعم، قرأت هذا الخبر، وأعتقد أنه قد يكون حقيقيا، لأنه فعلا حارس شاب وممتاز وسيمتلك إمكانيات هائلة في المستقبل. وأنا واثق بأنه سيكون حارسا متميزا على مستوى العالم.

هدى: نتمنى له التوفيق والنجاح في مستقبله الاحترافي. (أنور: نعم، نتمنى!) أوكي. كما قلت قبل قليل إن منتخب الخضر كان يعمل ممتازا في دفاعه خلال مبارياته المونديالية الثلاث، ولكن في الهجوم، لم يسجل الخضر حتى ولو هدف واحد. ففي رأيك، يا أنور، ما هو السبب لهذا الأمر؟

أنور: في الحقيقة، ظل المنتخب الجزائري يعني في مشكلة الهجوم، وهذه حقيقة صرح بها المدرب سعدان في هذا المونديال، فقد استدعى المدرب رابح سعدان ثلاثة مهاجمين فقط في قائمة التشكيلة، هم عبد القادر غزال ورفيق جبور والمخضرم رفيق صايفي. ففي كل مباراة في المونديال، أضطر للمدرب سعدان أن يضع واحدا منهم في التشكيلة الأساسية، مما خفض هجوم الفريق إلى حد كبير، بالإضافة وهذه نظرتي الخاصة بأن غياب اللاعب مراد مغني بسبب الإصابة أثر كثيرا على قوة الهجوم للفريق الجزائري، والذي كنت أعتبره نواة الهجوم أو شرارة الهجوم في الفريق.

هدى: لا بأس، يا أنور. ممكن أن يعوض الفريق الجزائري في المونديال القادم بالبرازيل...

أنور: نعم، إن شاء الله سيستطيع فريق الخضر الحصول على بطاقة التأهل لمونديال البرازيل بعد أربع سنوات؛ ولكن في ذلك الوقت، ربما لن نجد في القائمة الجزائرية أسماء مثل رفيق صايفي والكابتن السابق يزيد منصوري وأيضا الحارس الاحتياطي الوناس قاووي، ربما سيعتزلون من المنتخب الوطني بعد ختام هذا المونديال، ولكن لن ننسى مساهماتهم في الكرة الجزائرية.

هدى: أوكي، يا أنور، وتنتظرنا في الأيام المقبلة 16 مباراة حاسمة ورائعة. ويجب علينا أن نشاهد هذه المباريات الباقية بسعادة. طيب، توقع، يا أنور، من سيصل إلى المباراة النهائية؟

أنور: هذا سؤال كبير نوعا وأريد أن أجيب عليه في الحلقة القادمة إن شاء الله، لكن يمكن القول بأنني متفائل في هذه الفترة لفريقيين رغم أن بعض المشجعيين يقولون غير ذلك وهما الأرجنتين وأسبانيا، ورغم أن ميسي يبدو أنه لم ينتعش من ركود التسجيل، ولكنني واثق بأنه سيستعيد مستواه الطبيعي في دور ال16. أما الأسباني فهو صاحب قدرات ومفاجأت وأتمنى أن تظهر في الوقت المناسب.

هدى: والله، أنا أشجع الأرجنتين أيضا!

أنور: كلنا نتطلع إلى فوز ميسي وزملائه!

هدى: نعم. كما نتمنى مجددا في نهاية هذا اللقاء إلى أن نرى منتخب الخضر مرة أخرى في ملاعب المونديال القادم بالبرازيل. كما ندعو جميع المستمعين أن يواصلوا متابعتهم ودعمهم وتشجيعهم للمنتخب الجزائري في المستقبل.

أحبائي، إلى هنا نصل معكم إلى نهاية حلقتنا اليوم. وللمزيد من أحدث الأخبار والمعلومات حول مونديال كأس العالم بجنوب إفريقيا، تفضلوا بزيارة نافذتنا الخاصة لتغطية مجريات هذه البطولة على موقعنا الإلكتروني: arabic.cri.cn. وشكرا مرة أخرى للزميل أنور! (أنور: عفوا، يا هدى.) ونشكر أيضا لزميلنا عاطف ماثيو في الإعداد. وشكرا على حسن متابعة كافة المستمعين. وكانت معكم هدى جينغ جينغ. وإلى اللقاء في الأسبوع المقبل.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي