CRI Online

الحوار: الأخطاء التحكيمية تحطم روعة مباريات دور ال16 لمونديال جنوب إفريقيا

cri       (GMT+08:00) 2010-07-05 12:05:44






أعزائي عشاق الرياضة، السلام عليكم، مرحبا بكم في متابعة البرنامج الأسبوعي "عالم الرياضة" من إذاعة الصين الدولية، وهذه أجمل تحية لكم من هدى جينغ جينغ.

لقد أختتم يوم الثلاثاء الماضي (29 يونيو) دور ال16 لمونديال كأس العالم بجنوب إفريقيا مع تأهل 8 منتخبات فائزة في هذا الدور لدور ربع النهائي، وهي أوراجوي وغانا وألمانيا والأرجنتين وهولندا والبرازيل وباراجوي وأسبانيا. وفي حلقتنا اليوم، مازلنا نستضيف في الأستوديو كالحلقات الماضية الزميل أنور الصبري لنستعرض سويا المباريات الثماني الرائعة لدور ال16.

هدى: أهلا وسهلا، يا أنور.

أنور: أهلا، يا هدى.

هدى: مع مرور شهر كأس العالم حتى اليوم، أصبحت المباريات أقل فأقل، ويتخلل هذا الأسبوع يومان خاليان من المباريات، وأعتقد أن هذا الأمر منح للمشجعين الصينيين أو المشجعين الأجانب المتواجدين في الصين حاليا مثلك أنت يا أنور منح لكم وقتا لتنفس الصعداء بتوقف وتيرة المنافسة الحامية الوطيس على مدى نصف شهر...

أنور: في الحقيقة، يا هدى، فقد عاودنا الملل بعد أن تعودنا على مباريات كأس العالم خلال هذا الشهر، ولكن بالنسبة للفرق التي مازالت باقية في جنوب إفريقيا لمواصلة المسيرة المونديالية، فقد ازداد توتر أعصاب لاعبيها مع حلول المباريات الباقية التي ليست بالكثيرة ولكن تتمتع بروعة أكثر وأهمية أكبر.

هدى: نعم، كما نتذكر، كانت المباريات في بداية هذا المونديال قليلة الأهداف وبطيئة الإيقاع وليست بتلك الإثارة. ومع مرور الوقت وانطلاق الدور الثاني أي دور ال16، أصبحت المباريات أروع فأروع، لأن هذه المباريات كلها أصبحت ذات أهمية بالغة ولا بد للفرق الباقية أن تسعى للفوز، وإلا فسوف تعود إلى بلدانها.

أنور: نعم، أنا معك تماما، يا هدى. وأحب أن أقول هنا أنك مذيعة رياضية من النوع الممتاز، وهذا ما لمسته طوال حلقات المونديال السابقة.

هدى: شكرا على هذا التقدير، يا أنور؛ ولكن كما تعرف، أنا شبه مشجعة ولا أستوعب قواعد كرة القدم بالكامل. (أنور: ما كل هذا التواضع، يا هدى.) أوكي، نعود إلى موضوعنا. يا أنور، ما برأيك هي أروع المباريات ضمن دور ال16؟

أنور: طبعا، أعتقد أن أغلبية المشجعين قد يرشحون المواجهة بين العملاقين – ألمانيا وإنجلترا كما أرشحه أنا، وهذا ليس بسبب كثرة الأهداف – خمسة أهداف - فقط، بل أيضا المجريات الرائعة والتسديدات الرائعة حتى خطأ الحكم ومساعديه في عدم احتساب الهدف الصحيح للاعب الإنجليزي لامبارد...

هدى: عفوا، أيا أنور، أقاطعك قليلا. (أنور: تفضلي، يا هدى.) إذا تم احتساب ذلك الهدف للتعادل، هل ستكون النتيجة مختلفة تماما؟ يعني، هل برأيك ستفوز إنجلترا وليست ألمانيا؟

أنور: كان ذلك الهدف كما نعترف به هو حاسم للغاية إذا تم احتسابه، لأنه جاء بعد دقيقة واحدة فقط عقب تسجيل الفريق الإنجليزي الهدف الأول والذي قلص الفارق مع منافسه الألماني، فالمعقول أن نقول إذا تم احتساب هذا الهدف، فربما شهدت المباراة تغيرات كبيرة خلال الدقائق التي تلت ذلك الهدف، ربما لن يبذل الفريق الإنجليزي جهودا كبيرة في الهجوم ولن يهمل دفاعه وربما لم تنته المباراة بنتيجة 4-1. فكل هذه الآراء معقولة، ولكنني أعتقد شخصيا أنه من الصعب أن تفوز إنجلترا على ألمانيا حتى ولو في ظل احتساب هذا الهدف للتعادل، لأن الفريق الإنجليزي بصراحة لم ينظم أي هجوم خطير طوال المباراة سوى عدة مرات من الضربات الحرة أو الضربات الركنية، ويبدو أنه ظل مضطربا في الهجوم. أما بعض لاعبيه الأساسيين وخاصة المهاجم روني فلم يظهروا أداءا مرضيا ابتداءا من مباراتهم الأولى في المجموعة والتي لعبوا فيها مع فريق أمريكا. مثلا روني، كم هدفا سجل في هذا المونديال؟ مازال صفر وقد انتهى مشواره في البطولة! هل هذا مستواه الطبيعي وبصفته من أبرز المهاجمين على مستوى العالم؟ ويبدو أن هناك مشكلة كبيرة في معنوياته الرياضية. فلا أرى أن الفريق الإنجليزي امتلك أية إمكانية للتفوق على خصمه الألماني حتى ولو في ظل احتساب ذلك الهدف الصحيح.

هدى: نعم، ولكن ذلك الهدف ليس الوحيد من بين الأخطاء التحكيمية المثيرة للجدل والتي شهدها دور ال16، بل في المباراة اللاحقة عقب مباراة إنجلترا وألمانيا، سجل الفريق الأرجنتيني هدفه الأول في تلك المباراة مع الفريق المكسيكي بفضل أخطاء الحكم في عدم رؤية وجود اللاعب تيفيز في وضع التسلل.

أنور: صحيح. وذلك هو خطأ واضح مائة بالمائة، ولن أرتكب مثل ذلك الخطأ الفادح إذا كنت حكما لهذه المباراة. أعتقد أن الأخطاء التحكيمية قد أصبحت موضوعا ساخنا في هذه البطولة، وليس في مباراة الأرجنتين والمكسيك ومباراة إنجلترا وألمانيا فقط، بل في مباراة أسبانيا مع البرتغال، سجل المهاجم الأسباني دافيد فيا هدف الفوز على الفريق البرتغالي، ولكن لم يقدم البث المباشر حينذاك للمشاهدين لقطة الإعادة الواضحة لهذا الهدف ليثبت ما إذا كان فيا في موضع التسلل عندما تلقى التمريرة من زميله خافي. طبعا، لم يكن هذا الخطأ التحكيمي واضحا بالمقارنة مع هدف تيفيز، ولكن شاهدت بعد ختام المباراة بشكل دقيق لقطة الإعادة لهذا الهدف والتي قدمتها لنا بعض القنوات الصينية، وكان ذلك الهدف مشبوها على أساس أنه تسلل. فأعتقد أن كل هذه الأخطاء التحكيمية قد أصبحت موضوعا رئيسيا في هذا المونديال وخاصة في دور ال16.

هدى: وقرأت آخر الأخبار التي أفادت أن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بلاتر قد تعهد بالبحث في استخدام بعض التكنولوجيا الحديثة لمساعدة الحكام على تحكيم بعض الكرات المثيرة للجدل. ما رأيك في هذا الأمر، يا أنور؟

أنور: أود الإشارة أولا إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم أسقط الحكمين خورخي لاريوندا من أوراجوي والإيطالي روبرتو روزيتي من تكليفاتهم الخاصة بإدارة المباريات الباقية في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، وذلك بعد الأخطاء الفادحة التي ارتكبها هذان الحكمان في مباريات دور ال16 للبطولة، وتمثلت للأول في عدم احتسابه هدفا صحيحا للاعب الإنجليزي فرانك لامبارد، والثاني لعدم رؤيته لتسلل تيفيز، وأيضا الفرنسي ستيفان لانوي الذي لم يشاهد لمستين باليد للمهاجم البرازيلي لويس فابيانو في المباراة ضد كوت ديفوار. طيب، هنا أريد أن أطرح سؤالا وهو من هو الذي يجب أن يلعب دورا رئيسيا في مباريات كرة القدم؟ طبعا، اللاعبون، وبالتأكيد ليس الحكام. نحن نريد مشاهدة مباريات رائعة تمتلأ بالمهارات الرياضية وليست مباريات مليئة بالأخطاء التحكيمية ومليئة بالبطاقات الصفراء والحمراء. وكما قال زميلنا عاطف لي أمس المشجع للفريق الألماني، قال إنه يتمنى فوز ألمانيا ولكنه لا يتمنى فوزها بصورة غير متساوية. أنا أوافق على كلامه هذا مائة بالمائة. أنا أشجع أسبانيا وأتمنى أن تحقق الفوز بالكأس، ولكني لا أتمنى فوزها بفضل الاستفادة من أخطاء الحكام. فيمكننا أن نقول إن فرق ألمانيا والأرجنتين وأسبانيا استفادت من هذه الأخطاء التحكيمية، وفي الوقت نفسه يمكننا أن نقول أيضا إن هذه الفرق ضحايا لهذه الأخطاء أيضا، لأن هذه الفرق الفائزة كانت قادرة على التغلب على منافسيها باستخدام قدراتها الذاتية لتثبت أنها فعلا أقوى وأفضل من منافسيها، ولكن أخطاء الحكام لم تحطم روعة المباريات فحسب، بل حرمت من فرص هذه الفرق الفائزة لإثبات قدراتها الحقيقية. فأعتقد وأقترح بشدة استخدام التكنولوجيا الحديثة في الملاعب مثلما هو وارد في لعبة التنس وكرة السلة...

هدى: نعم. عرفت أن لعبة التنس قد استخدمت نوعا من التكنولوجيا الحديثة المسمى بـ"عين الصقر" لمساعدة الحكام للمراقبة على ما إذا كانت الكرة تجاوزت الخطوط.

أنور: نعم، هذه تكنولوجيا ممتازة! وكذلك، يمكن الاستفادة من الدوري الأمريكي لمحترفي كرة السلة NBA والذي يسمح للحكام بالاعتماد على لقطة الإعادة لتحديد الحكم النهائي، وهذا أسلوب آخر ذو فعالية كبيرة في رأيي.

هدى: نعم. على كل حال، لقد أختتمت هذه المباريات التي تسودها أخطاء الحكام ومن المستحيل الآن تغيير نتائج هذه المباريات. إذن، يا أنور، الفائزان القويان – الأرجنتين وألمانيا ستتلاقى في دور الثمانية أي دور ربع النهائي، وما تطلعاتك لنتيجة هذه المباراة القوية؟

أنور: هذه المباراة ستكون مواجهة القمة بالتأكيد. كما شاهدنا في المباريات السابقة لهذين الفريقين خلال هذا المونديال أنهما من أقوى الفرق وأنهما قد قدما لنا مباريات رائعة وأهداف جميلة، وهما يتمتعان أيضا بمدربين متميزين ولكن مختلفين في الأسلوب – الألماني لوف هو دائما يغلب طبعه الهدوء، بينما الأرجنتيني مارادونا دائما يتمتع بحماس بالغ. فهذه ستكون مباراة ممتعة ورائعة وسوف يقدم الفريقان بالتأكيد هجوما رائعا للمشجعين. أما نتيجة هذه المباراة، فأنا متفائل لفوز الأرجنتين أكثر...

هدى: آه، أمر ممتع، زميلنا عاطف يشجع الفريق الألماني!

أنور: نعم، أعرف، ونختلف دائما حول هذا الموضوع، ولكن هذا هو اختلاف ود كما يقولون.

هدى: أنا أعرف أن خطيبة عاطف درست اللغة الألمانية وهي أيضا مشجعة للفريق الألماني، فلا بد له أن يكون مع خطيبته، فلا بد أن هذا هو السبب.

أنور: هههها، هذا هو السبب إذن، كنت مستغرب وراء حماسه المثير تجاه الفريق الألماني.

هدى: أرجو ألا يتعصب بعد سماع هذا الحوار. طيب، لنواصل موضوعنا. توجد مواجهة لقمة أخرى في دور الثمانية وهي مباراة البرازيل وهولندا. من في رأيك سيكون الفائز في هذه المباراة، يا أنور؟

أنور: آه، هذه مباراة أخرى نختلف أنا وعاطف عنها خلال هذه الأيام، أنا أشجع البرازيل وهو يشجع هولندا.

هدى: لماذا تشجع البرازيل؟

أنور: في الحقيقة، يكمن الاختلاف مع زميلي عاطف في هذا الموضوع حول نقطة واحدة: لقد شاهدنا مباريات هولندا السابقة خلال هذا المونديال ومنها المباريات مع أسود الكاميرون واليابان وسلوفاكيا، ووجدت أن الفريق الهولندي مازال في أداء بطيء نوعا ما مقارنة بأبطال السامبا؛ ولكن زميلنا عاطف يصر على أن الفريق الهولندي لم يظهر قوته الحقيقية بل أخفاها في مبارياته السابقة رغم اعترافه بأن البرازيل قد قدم أداءا متميزا خلال المباريات السابقة. وقد يتطور الأمر إلى رهان بيني وبينه في هذه المباراة وسننتظر ونرى.

هدى: أوكي. لننتظر أياما قليلة فسوف نعرف من هو الفائز – الأرجنتين أم ألمانيا، البرازيل أم هولندا، أنت أم عاطف.

أنور: هههه أوكي، لا مشكلة على الإطلاق، هذه هي روح المونديال.

الوقت يمر دائما بسرعة فائقة، وكاد أن نصل إلى نهاية حلقتنا اليوم. وشكرا، يا أنور، على مشاركتك في هذا الحديث الشيق معنا! (هدى: عفوا، يا هدى، وسعيد جدا بهذه الاستضافة الدائمة!) ونشكر أيضا لزميلنا عاطف ماثيو في الإعداد! وشكرا على حسن متابعة كافة المستمعين! وللمزيد من أحدث الأخبار والمعلومات حول مونديال كأس العالم بجنوب إفريقيا، تفضلوا بزيارة نافذتنا الخاصة لتغطية مجريات هذه البطولة على موقعنا الإلكتروني: arabic.cri.cn. كانت معكم هدى جينغ جينغ. وإلى اللقاء في موضوع جديد حول كأس العالم في الأسبوع المقبل.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي