CRI Online

الحوار: استعراض اللحظات الرائعة لمونديال جنوب إفريقيا عام 2010

cri       (GMT+08:00) 2010-07-19 16:47:29






أعزائي عشاق الرياضة، السلام عليكم، مرحبا بكم في متابعة البرنامج الأسبوعي "عالم الرياضة" من إذاعة الصين الدولية، وهذه أجمل تحية من هدى جينغ جينغ.

لقد أختتمت يوم الأحد الماضي الدورة ال19 لمونديال كأس العالم بجنوب إفريقيا عام 2010، حيث تغلب المنتخب الأسباني على خصمه الهولندي بـ1-0 وفاز بذلك بلقب هذه البطولة لأول مرة في تاريخه. ولقد كانت لحظات رائعة ستترك انطباعات عميقة في ذاكرتنا. وفي حلقتنا اليوم، والتي تعد الحلقة الأخيرة من التغطية الخاصة بكأس العالم، سنستعرض معكم تلك اللحظات الرائعة أثناء هذا المونديال من خلال استضافة الزميل أنور الصبري كما تعودنا منذ بداية حلقات هذا المونديال.

هدى: أهلا وسهلا، يا أنور.

أنور: أهلا وسهلا بك يا هدى وبجميع المستمعين في الوطن العربي.

هدى: في البداية، أود أن أعبر عن تهنئتي لك ولفريقك المفضل - المنتخب الأسباني بفوزه بكأس العالم لأول مرة في تاريخه، فألف مبروك!

أنور: شكرا يا هدى على هذه التهنئة! في البداية يجب أن نهنئ انيستا على هدفه الغالي الذي قدمه لنا للفوز بالكأس، يجب أن نهنئ ونشكر دايفد فيا وهافي وبيول وكاسياس ، ونقول لفرنناندو توريس لقد حاولت على الرغم من الأصابة حتى أنك لم تستطع مواصلة المبارة الأخيرة، في الحقيقة هذه التهنئة يجب أن تصل إلى جميع مشجعي ومحبي الكرة الأسبانية والفريق الأسباني، وأهم من ذلك أن فريقنا الأسباني لم يخيب آمالنا ولا توقعاتنا كوننا وضعنا ثقتنا الكبيرة فيه منذ بداية المونديال، وعلى الرغم من أنه لم يخطف الكأس من قبل في أي مونديال لكن هذه المرة كانت المعادلات مختلفة، على الرغم من أن روح المنافسة في الفرق المشاركة في بداية المطاف كانت ساخنة وكانت تدعوا إلى القلق والتوتر وتثير الكثير من التساؤلات والشكوك، لكن كانت دراما كروية رائعة وكان كل فريق فيها بطل وكل بطل قدم قصة ولكل قصة كانت هناك نهاية، لكن البطل الأسباني سطر الفصول الأخيرة لهذه الملحمة الكروية في جنوب أفريقيا.

هدى: يا سلام، ما أروع هذه الكلمات يا أنور

أنور: شكرا يا هدى هذه مشاعر السعادة بالفوز.

هدى: أريد أيضا أن أشكرك يا أنور على مساعدتك لي في إثراء معلوماتي عن كأس العالم وكرة القدم، فقد أصبحت بفضل ذلك من متابعة عادية لكرة القدم إلى مشجعة كروية. لهذا أنا أعتقد أن كرة القدم هي فعلا لعبة متميزة تستطيع أن تربط بين قلوب شعوب العالم رغم اختلاف جنسياتهم وعروقهم ولغاتهم.

أنور: نعم، أنا معك تماما في هذا الكلام، وهذا هو السبب في حبنا لكرة القدم.

هدى: نعم. ولكن في الوقت نفسه، كأس العالم لا يمثل السعادة المطلقة بالنسبة لبعض الناس، بل الحزن البالغ في قلوبهم، مثل مشجعي هولندا، وفريقهم الذي سقط للمرة الثالثة في تاريخه في نهائي المونديال...

أنور: نعم، الفريق الهولندي ظل من أفضل الفرق في العالم طوال التاريخ بلا شك، وتدفقت منه مجموعة كبيرة من النجوم البارزين. ولكن في صفوف هذا الفريق الهولندي المشارك في هذا المونديال، الكثير من النجوم في خط الهجوم وخط الوسط، مثل روبن وشنايدر وفان بيرسي وفان دير فارت، ولكن قليل من اللاعبين الممتازين في خط الدفاع، فهذا الفريق ليس متوازنا بين هجومه ودفاعه. وبالمقابل، الفريق الأسباني هو فريق ممتاز جدا جدا ليس في الهجوم فقط، بل في الدفاع أيضا، ويستحق له الفوز على الإطلاق.

هدى: ولكن، كان الفريق الهولندي قد حصل على مرتين من الفرص السانحة للتسجيل في الشوط الثاني...

أنور: صحيح. كان الهجوم الهولندي قد اخترق الدفاع الأسباني لمرتين، ولكن الكرة لم تجتز الحارس كاسياس، فكما قلت قبل قليل إن الفريق الأسباني فريق ممتاز ليس في الهجوم فقط، بل في الدفاع حتى في حراسة المرمى. ونرى دائما نجوم مميزة في أي موقع في الفريق الأسباني، وكرة القدم أحيانا هي تشبه حربا قاسية، إذا لم تقتل الخصم فسوف يقتلك خصمك.

هدى: شاهدت تلك المباراة النهائية، وعرفت مما أفاد المعلق أن هذه المباراة مباراة الوداع للقائد الهولندي واسمه...

أنور: فان برونكهورست.

هدى: نعم، اسم طويل. (أنور: لا بأس.) وعرفت أنه سيعتزل عن اللعب بعد ختام هذا المونديال، ولكن من سوء الحظ، لم يحمل الكأس وفشل في يكون هذا الكأس كأجمل هدايا الوداع له، بل أصبح ذكرى إليمة في قلبه بالتأكيد...

أنور: نعم، بالتأكيد. لا سيما وأنه كان قاب قوسين أو أدنى ولكن هذا شيء طبيعي، لأن بطولة كأس العالم تقام كل أربع سنوات كما نعرف، وتستمر حياة اللعب لكل اللاعبين حتى عمر 40 عاما على الأكثر، فمن الصعب أن نشاهد ظهور بعض اللاعبين القدامى في ملاعب كأس العالم بعد أربع سنوات، مثل المهاجم الفرنسي هنري والقائد الإيطالي كانافارو وأيضا رمز إفريقيا دروغبا وإن شاء الله نستطيع أن نشاهد ظهوره في البرازيل بعد أربع سنوات وكذلك الغائبين عن هذا المونديال الوسيم الإنجليزي بيكهام – الأحب إليك يا هدى والقائد الألماني السابق بالاك – الأحب إلى زميلنا عاطف، وكل هؤلاء النجوم قد قدموا لنا المشجعين عروضا عظيمة خلال مسيرتهم الاحترافية وتركوا ذكريات جميلة في أذهاننا لن تنسى، ولكن لا بد لنا أن نودعهم ونقول لهم "مع السلامة" بعد ختام هذا المونديال وسوف نستقبل جيلا جديدا من اللاعبين الشبان. ونشكر للجيل القديم عروضهم المتميزة خلال السنوات الماضية، ولن ننسى أسماءهم أبدا.

هدى: نعم. كلما ودعنا اللاعبين القدامى، شعرنا بحزن قليل في القلوب؛ ولكن ظهور بعض اللاعبين الشباب قد يعوض عن هذا الحزن ويعطينا تطلعات جديدة للمستقبل كما قلت. إذن، في رأيك، يا أنور، من هو أبرز اللاعبين الشباب في هذا المونديال؟

أنور: أنا متفق مع زميلي عاطف على أن اللاعب الألماني توماس مولر، هو أحد هذه المواهب الشابة التي صنعت اسمها بكل جدراة وتألقت بشكل متميز في هذا المونديال، فقد حصل على جائزة أفضل لاعب شاب في هذا المونديال، وأعتقد أن هذا اللعب الألماني لاعب ممتاز وصاحب مواهب جبارة. فقد سجل هذا الشاب في هذا المونديال خمسة أهداف وصنع ثلاثة أهداف لزملائه وفاز بجائزة أفضل لاعب شاب وجائزة الحذاء الذهبي أي أفضل هداف لهذا المونديال، وهو الآن في عمر 20 عاما فقط، ولم يصل إلى هذا المستوى أي لاعب في مثل هذا السن. وسيكون بالتأكيد له مستقبل في النجومية بعالم كرة القدم. وبالإضافة إليه هناك أيضا زميله الألماني والتركي الأصل مسعود أوزيل الذي قدم أداءا متميزا في هذا المونديال أيضا، أريد أن أرشح اثنين من الشباب الأسبان وهما صخرة الدفاع بيكيه (23 عاما) ولاعب الوسط بوسكيتس (22 عاما)، وهما ظل في التشكيلة الأساسية وقدما أداءا مستقرا وأسهما كثيرا في فوز الفريق الأسباني بالكأس، ويتمتعان بإمكانية هائلة في المستقبل بالتأكيد.

هدى: نعم، لقد حظي أداء الشاب الألماني مولر كما قلت بتقديرات عالية من قبل المشجعين ووسائل الإعلام في العالم، وخاصة في مباراة فريقه مع الفريق الإنجليزي في دور ال16، وتلك المباراة كانت مباراة رائعة جدا لم نشاهد فيها خمسة أهداف رائعة فقط، بل تسديدات جميلة وتبادل الفريقين للهجوم والخطأ التحكيمي الفادح أيضا، فأعتقد أن تلك المباراة بين الفريقين الألماني والإنجليزي هي من أروع المباريات في هذا المونديال. (أنور: نعم، واحدة من أروع المباريات.) إذن، يا أنور، باستثناء هذه المباراة، هل توجد مباريات أخرى ذات نفس الروعة البالغة في ذاكرتك؟

أنور: في الحقيقة، تضم كل دورة من المونديال 64 مباراة لكن 10 منها على الأكثر مازلنا نتذكرها بعد عشر أو عشرين سنة. وفي هذا المونديال بجنوب إفريقيا، فلا بد أن نحتفظ في ذاكرتنا أولا بالمباراة بين الفريق الأمريكي والممثل العربي الجزائري، رغم أن نتيجة خسارة الجزائر قد خيبت آمال المشجعين العرب إلى حد كبير، ولكننا لن ننفي أنها كانت مباراة رائعة أنقذ فيها الفريق الأمريكي مصير نفسه بتسجيل هدف الفوز في الوقت الأخير وبعد معاناة طويلة أمام الفريق الجزائري، كما لن ننسى المباراو التي قدمتها الجزائر أمام انجلتر بعد أن كان البعض يظن أن النتيجة محسومة، كما لن ننسى مباراة الفريق الألماني مع الفريق الأرجنتيني والتي سحق فيها فريق الماكينات على فريق التانجو برباعية نظيفة، وهي النتيجة التي أدهشت العالم كله، كما أننا لم نكن نتوقع أن تنتهي مثل هذه المباراة ( مباراة القمة) بهذه النتيجة وبسيطرة الألمان على مجريات المباراة من البداية حتى النهاية؛ وأيضا لا بد أن نحتفظ بالمباراة بين أوروجواي وغانا والتي ممكن أن نصفها بأنها فيلم مثير في هوليوود، والله، حتى الآن عندما أذكر هذه المباراة، مازلت متأثرا بمجريات هذه المباراة ولا أستطيع أن أهدأ. مع الأسف لم ينتهز الممثل الإفريقي الوحيد في دور ال8 – فريق غانا لم ينتهز فرصة ضربة الجزاء في الدقيقة الأخيرة للشوط الإضافي ، لا زالت الذكرى مثل السكين الذي أخترق صدري عندما رأيت الكرة بضربة الجزاء تصطدم بالقائم العلوي للمرمى، أي خسارة وأي هزيمة، وأخيرا خسرت المباراة في ضربات الجزاء الترجيحية...

هدى: على كل حال، إن كأس العالم هو مسرح كبير يسوده الروعة والجدل، والسعادة والحزن. وهذا المونديال الذي أقيم لأول مرة في القارة الإفريقية قد ترك كثيرا من الانطباعات في ذاكرتنا، وكما قلت قبل قليل يا أنور، لعلنا أن نتذكر إن شاء الله كل هذه اللحظات الرائعة التي حدثت في ملاعب جنوب إفريقيا بعد مرور عشر أو عشرين سنة.

أنور: نعم، وكما قلت في بداية هذه الحلقة، فالذي ترك انطباعات عميقة في ذاكرتي بالإضافة مباريات هذا المونديال، هو التعاون معك يا هدى ومع زميلنا عاطف في هذه الحوارات. وإن شاء الله، ممكن أن نتعاون مرة أخرى بعد أربع سنوات في مونديال البرازيل.

هدى: طبعا، يكون الشرف لي وسأكون مسرورة جدا بذلك.

أنور: وأنا كذلك يا هدى. وأتمنى أن نشاهد ظهور منتخبكم الصيني في مونديال البرازيل بعد أربع سنوات.

هدى: أوكي، شكرا يا أنور على هذه الأمنيات الجميلة، ونتمنى ذلك أيضا وفي ختام هذه الحلقة، أود أيضا أن أعبر عن شكري القلبي لمستمعينا الأعزاء على دعمكم ومتابعتكم لحلقاتنا الخاصة بمونديال كأس العالم ونافذتنا الخاصة على موقعنا الإلكتروني لتغطية مجريات هذه البطولة. وشكرا لكم جميعا!

أعزائي، إلى هنا نصل معكم إلى نهاية حلقتنا اليوم وحلقاتنا الخاصة لمونديال جنوب إفريقيا. وللمزيد من المعلومات، تفضلوا بزيارة موقعنا على شبكة الإنترنت وعنوانه: arabic.cri.cn. وشكرا مرة أخرى على تعاونك يا أنور. (أنور: عفوا يا هدى وقد كان فعلا شرف لي في هذا التعاون بتغطية هذا المونديال وأتمنى أن نكون حققنا كل ما سعينا من أجله.) كما نشكر أيضا زميلنا عاطف ماثيو على كل الجهود الضخمة الذي بذلها في الإعداد لمواد هذه الحلقات. وشكرا لحسن متابعتكم أيها الأصدقاء والمستمعين في كل مكان. وإلى اللقاء بعد أربع سنوات في مونديال البرازيل.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي