CRI Online

الملائكة الصينيون –مقابلة صحفية مع الفريق الطبي الصيني في جمهورية الكونغو (برازافيل)

cri       (GMT+08:00) 2010-08-03 15:12:38






أعزائي، يعمل أفراد الفريق الطبي الصيني الذين يوصفون بالملائكة، يعملون بنشاط في مستشفى ماغالاغا ببرازافيل عاصمة الكونغو، حيث يجرون العمليات الجراحية للمرضى المحليين أو يعالجونهم بأسلوب الوخز بالإبر من أجل إنقاذهم من آلام الأمراض. بالرغم من أن الظروف المعيشية قاسية وبيئة العمل سيئة، إضافة إلى التهديدات من الإيدز والملاريا والتهاب السحايا وغيرها من الأوبئة الأخرى، ولكن الأطباء الصينيين أدوا مهمتهم على خير وجه بفضل إرادتهم القوية وروحهم المتفائلة.

في مستشفى ماغالاغا بضاحية برازافيل، يجري الآن أطباء العمليات الجراحية من الفريق الطبي الصيني فحصا طبيا مشتركا لشابة كونغوية يبلغ عمرها 20 عاما، ويمنو الورم اللحمي في ساقها، مما يجعلها تشعر بألم شديد وغير قادرة على المشي، وكانت تلجأ إلى طلب العون من عدة مستشفيات، ولكن، بسبب مستوى التقنيات الطبية المنخفض في الكونغو، لا تستطيع إحدى من المستشفيات علاجها، أخيرا، جاءت إلى مستشفى ماغالاغا الذي يعمل فيه الفريق الطبي الصيني، حيث ستتلقى علاجا طبيا من الأطباء الصينيين.

تجدر الإشارة إلى أن الصين أرسلت دفعة أولى من أفراد الطب والصحة بعد إقامة العلاقات الدبلوماسية مع الكونغو (برازافيل) في فبراير عام 1964، فإن هذا الفريق الطبي هو الدفعة العشرون التي أرسلتها الصين إلى الكونغو. وانتشر حاليا أفراد الفريق الطبي الصيني في مستشفيين اثنين ببرازافيل ومستشفى واحد ببويتي-نوار مدينة الميناء غربي البلاد. ويصل عدد الأطباء الصينيين في مستشفى ماغالاغا إلى 10، وهو أكبر عدد مقارنة مع عدد الأطباء الصينيين في المستشفيات الأخرى. والجدير بالذكر أن الأطباء المحليين تعاملوا مع الفرق الطبية الصينية خلال عشرات السنين، وقدروا مهارات الأطباء الصينيين الرائعة وأخلاقهم النبيلة. وعملت كيمبامبودي ماتوندو مديرة قسم العمليات الجراحية مع الفريق الطبي الصيني لخمس سنوات، هنا قالت:

"بالرغم من أنني عملت هنا لفترة ليست طويلة، وتعاملت مع الفريقين الطبيين الصينيين فقط، ولكن التعاون بيننا جيد وسعيد جدا، ودائما ما نقوم معا بالعمليات الجراحية، لقد تعلمت منهم الكثير من المعلومات والمهارات الطبية، ولديهم الخبرات الوفيرة في هذا المجال. وفي البداية، واجهت بعض الصعوبات اللغوية في التعامل معهم، ولكن، يمكننا الحديث بطلاقة بعد ثلاثة أو أربعة أشهر، فنجري دائما فحصا طبيا مشتركا لمناقشة طرق طبية لعلاج بعض الأمراض."

لأن الكونغو تقع في المناطق الاستوائية، إلى جانب الظروف الصحية القاسية ومياه الشرب غير الصحية، ظهر هناك الكثير من المرضى، حيث قال الطبيب الصيني ياو هوي:

"إن معظم المرضى في هذا المستشفى هم السود، ونعمل هنا لمساعدتهم، ونقدم لهم مجموعة من المعدات الطبية سنويا ومنها الأدوات الجراحية ومصابيح التشغيل في غرف العمليات الجراحية، وأجهزة التصوير في غرف الأشعة والمعدات الطبية الصغيرة الحجم في قسم أمراض العيون والأمراض الجلدية، وإلى جانب ذلك، نزودهم كل سنة بالأدوية التي تصل قيمتها إلى مئات الآلاف من الأموال الصينية، علاوة عن إجراء المحاضرات حول معلومات التخدير."

في قسم الوخز بالإبر، أجرى الطبيب تشو قوه ليانغ علاجا طبيا لمريضين اثنين مصابين بالشلل الدماغي، بأسلوب الوخز بالإبر، وقال إنه يجرى علاجا لحوالي عشرة مرضى يوميا، حيث تحسنت الكثير من الأمراض المزمنة من خلال العلاج عبر الوخز بالإبر. وتعلمت مادامي لوهيمبا مديرة قسم الوخز بالإبر في مستشفى ماغالاغا مهارة الوخز بالإبر من الأطباء الصينيين، معجبةً بها كثيرا، إذ قالت:

"إن الوخز بالإبر هو علاج طبي جيد، وتتحسن أحوال الكثير من المرضى بعد تلقي علاج الوخز بالإبر، وشُفي بعضهم من الأمراض المزمنة من خلال تلقي هذا العلاج. وفي البداية، لم يستطع الكثير من المرضى قبول الوخز بالإبر، ولكن، مع مرور الزمن، قبله المرضى بعد متابعة فعالياته الجيدة، لأن هذا العلاج أسهم في تخفيف آلامهم."

إن الدكتورة تشانغ شيو لان هي طبيبة وحيدة من الفريق الطبي الصيني في مجال الولادة والأمراض النسائية، ولا بد لها من لمس الدماء أثناء التعامل مع حالات الطوارئ كل يوم، ولأن معدل الإصابة بالإيدز في الكونغو (برازافيل) يصل إلى 40%، تواجه الطبيبة تشانغ شيو لان خطر الإصابة بفيروس الإيدز في أي وقت، حيث قالت:

"في قسم الولادة والأمراض النسائية، نواجه الكثير من الصعوبات في العمل، حيث توضع الصعوبات اللغوية في المقام الأول، وبعد ذلك، فإن المريضات هنا فقيرات جدا، ولا يستطعن تلقي الفحوص الصحية المتنوعة، لذلك، نواجه مخاطرة كبيرة في إجراء العمليات الجراحية، وإلى جانب ذلك، تتمثل أكبر المخاطر في قسم الولادة والأمراض النسائية في أننا نهدد بالإصابة بفيروس الإيدز بسبب التعامل مع الدماء في أي وقت."

وقد قضى الفريق الطبي الصيني دفعة بعد أخرى حوالي نصف قرن في الكونغو (برازافيل)، حيث قدم أفراد الفرق شبابهم وحماسهم كإسهامات بهدوء على الآراضي الافريقية، وفي الوقت نفسه، أنقذوا عامة الشعب الافريقي من آلام الأمراض من خلال مهاراتهم الطبية الرائعة، وجلبوا لهم السعادة والبركة.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي