CRI Online

مدينة يانتاي الساحلية الصينية تدفع حركة تحويل الأنماط الاقتصادية بالاعتماد على قطاعات منخفضة الكربون

cri       (GMT+08:00) 2010-08-03 09:30:28






مستمعينا الأعزاء، السلام عليكم! طابت اوقاتكم بكل خير! هذه أجمل تحية لكم من القسم العربى بإذاعة الصين الدولية، ومرحبا بكم فى حلقة جديدة من برنامجنا الاسبوعى: اقتصاد وتجارة . . وفى حلقة اليوم ، نقدم لكم تقريرا بعنوان:

مدينة يانتاي الساحلية الصينية تدفع حركة تحويل الأنماط الاقتصادية بالاعتماد على قطاعات منخفضة الكربون

أعزائي المستمعين، تتميز مدينة يانتاي الواقعة في الساحل الشرقي الصيني في مقاطعة شاندونغ بالموارد الغزيرة وتتوافر فيها وسائل النقل والمواصلات المريحة، وتعد من أهم القواعد الصناعية في المقاطعة والبلاد بشكل عام. وابتداءا من عام 2008، عملت المدينة على تغيير الأنماط والهياكل الاقتصادية للمؤسسات والارتقاء بها من خلال تشجيع الابتكار التكنولوجي وتوفير الطاقة وخفض الانبعاثات في هذه المؤسسات. وفي حلقتنا اليوم، سنتوجه إلى هذه المدينة الساحلية للتعرف على جهودها في تطوير قطاعات منخفضة الكربون لتحويل الأنماط الاقتصادية.

----

أعزائي، استمعنا قبل قليل إلى مقاطع مسجلة في مناسبة افتتاح معرض أكسبو شانغهاي العالمي قبل حوالي شهرين. وفي مدينة يانتاي التي تقع على بعد مئات الكيلومترات عن مقر المعرض، شاهد السيد دينغ تشن هوا مدير مجلس الإدارة لشركة "الشرق" للتكنولوجيا الإلكترونية شاهد البث المباشر لهذه المناسبة المهيبة. وبالنسبة إليه، لم يكن المعرض مصدرا لمشاعر السعادة والفرح في قلبه فحسب، بل منحه مغزى خاصا، فقد قدمت شركته النظام الخاص لضمان التزود بالكهرباء في الحالات الطارئة في المعرض، وذلك على مبدأ توفير الطاقة وعلى أساس مفهوم "الأكسبو الأخضر". والآن، ومع اتخاذ البلاد سياسة توفير الطاقة وخفض الانبعاثات كإستراتيجية مهمة، بادرت المزيد من المؤسسات المستهلكة للطاقة في طلب شراء منتجات شركة "الشرق" الخاصة بتوفير الكهرباء، حيث انتشر هذا النوع من المنتجات في المزيد من المدن الصينية. وبخصوص ذلك، قال صاحب الشركة السيد دينغ لمراسلنا:

"في الحقيقة، واجهت الحكومات على مختلف المستويات ضغوطا كبيرة جدا لتحقيق هدف توفير الطاقة وخفض الانبعاثات، ولمسنا المزيد من النوايا للمؤسسات المستهلكة للطاقة لاستكشاف أساليب توفير الطاقة، وخاصة بعد الأزمة المالية."

لقد وجدت المؤسسات التي تدعو إلى توفير الطاقة مثل شركة "الشرق" فرص التنمية الخضراء اعتبارا من النصف الثاني لعام 2008، فقد اجتاحت الأزمة المالية العالم وتعرض عدد كبير من المؤسسات الكبرى في البلاد لمصير الإفلاس بعد الهبوط في الإنتاج في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي وتعديل الهياكل الاقتصادية وارتفاع سعر الطاقة الكهربائية وتراجع القطاعات المستهلكة للطاقة. أما تلك المؤسسات التي شجعت استغلال الموارد الصديقة للبيئة فوجدت فرصا تجارية كبيرة في ظل هذه الأزمة.

ويرى أمين لجنة الحزب الشيوعي في مدينة يانتاي السيد سون يونغ تشون أن كارثة الأزمة المالية العالمية قد جعلت العالم يفكر في الدور السلبي للقطاعات المستهلكة للطاقة ذات التلوث الشديد ومصادر الانبعاثات، كما أنه يرى أن قواعد المنافسة في التنمية الاقتصادية ستختلف، حيث قال:

"لقد اعتمدت المؤسسات في السابق على النمط التنموي المتمثل في الاستهلاك المفرط للموارد، وإذا حققت تنمية سريعة فلابد أن تستهلك موارد كثيرة. والآن، من الضروري أن نستأصل المشكلات المعقدة التي نواجهها في طريق التنمية من خلال تصفية القدرات الإنتاجية المتخلفة والإسراع في تحويل النمط التنموي الاقتصادي والاجتماعي من الأسلوب المكثف للأيدي العاملة إلى الأسلوب المكثف التكنولوجي."

وبفضل مفهوم "التنمية الاقتصادية بالأسلوب المكثف التكنولوجي"، استخدمت مدينة يانتاي نقطة تفوقها في النقل والمواصلات لتطوير قطاعات التكنولوجيا الحديثة وحماية البيئة والسياحة وغيرها من القطاعات المتوافقة مع المنافسة الاقتصادية في الأسواق المحلية والدولية. والآن، تعمل مؤسسات صناعة الماكينات والمعلومات الإلكترونية والموارد الجديدة والتكنولوجيا البحرية في المدينة على تحويل أنماطها إلى جهة توفير الطاقة وخفض الانبعاثات. وقد تجاوز عدد مؤسسات الموارد الجديدة في المدينة 50 مؤسسة تعمل على خلق ثروة تقدر قيمتها ب1.5 مليار يوان صيني سنويا. وفي عام 2009، وصل حجم الإنتاج لقطاعات التكنولوجيا الحديثة في المدينة إلى نحو 380 مليار يوان صيني ليمثل 42% من إجمالي حجم الإنتاج الصناعي للمؤسسات الكبيرة؛ وفي العام الحالي، تسعى المدينة لرفع حجم الإنتاج لقطاعات التكنولوجيا إلى 420 مليار يوان لتحقيق زيادة 11% مقارنة مع نفس فترة العام الماضي.

وبالإضافة إلى ذلك، اتخذت المدينة بعض الأساليب الفعالة لدفع حركة توفير الطاقة وخفض الانبعاثات، حيث فرضت عقوبات صارمة على بعض المؤسسات المخالفة لقانون مكافحة الإفراط في الصرف والانبعاثات وحددت مقاييس معينة لتوفير الطاقة وخفض الانبعاثات وسياسات التعويض في حالة تجاوز هذا المقاييس. ومنذ عام 2008، استثمرت المدينة 3 مليارات يوان صيني لإنشاء 360 برنامجا لخفض الانبعاثات وأغلقت بعض المعامل الصغيرة ذات الصرف والانبعاثات العالية وحققت قبل الموعد المحدد هدف خفض انبعاث ثاني أكسيد الكبريت ضمن الخطة الخمسية ال11. وفي هذا الصدد ذكر المسئول المحلي السيد جيانغ مينغ أن هذه الأساليب هي بداية لتحقيق تحويل الأنماط وتعديل الهياكل بشكل شامل:

"إذا لم نعمل شيئا سوى إغلاق المعامل الصغيرة فقط، فسيظل حجم الانبعاثات كبيرا جدا بسبب وجود المعامل الكبيرة، وهذا لن يساهم في حل المشكلة من جذورها. ومن الممكن أن نقول إن هدف توفير الطاقة وخفض الانبعاثات لن يتحقق، إذا لم يتم التعديل والارتقاء بهياكل القطاعات."

من ناحية أخرى، تتمسك مدينة يانتاي خلال هذه السنوات بتطوير "الاقتصاد الأزرق" في مسيرة تعديل الهياكل الاقتصادية والسعى وراء التنمية المستدامة، حيث استغلت نقطة تفوقها كونها مدينة تطل على البحر وعملت على استغلال مناطق البحر والجزر بشكل علمي لتهيئة ظروف جديدة ومناسبة لاستيطان المواطنين. وفي العام الماضي، وصل حجم إنتاج القطاعات البحرية في المدينة 110 مليارات يوان صيني، الأمر الذي شكل قاعدة متميزة لتطوير القطاعات المتعلقة بالبحر.

وفي شهر يونيو الماضي، أسست مدينة يانتاي فرقة العمل الخاصة بالرقابة على حركة توفير الطاقة وخفض الانبعاثات وتصفية القدرات الإنتاجية المتخلفة، حيث تعهدت الفرقة باستكمال إصلاح وتحسين المباني القائمة لغرض توفير الطاقة والتي تبلغ مساحتها مليون متر مربع قبل حلول نهاية العام الحالي، بالإضافة إلى إنشاء المزيد من المباني المستخدمة للطاقة الشمسية والتي تبلغ مساحتها 4 ملايين متر مربع، وتشجيع مركبات الباص والتاكسي في المدينة على استخدام الغاز الطبيعي بدلا من البترول. وفي هذا الصدد، قال أمين لجنة الحزب الشيوعي في المدينة السيد سون يونغ تشون إنه من الافضل تعديل الهياكل وتغيير الأنماط الاقتصادية بحيث يتم خلق فرص جديدة للتنمية، ها هو يقول:

"عندما ذكرنا حركة تعديل الهياكل وتحويل الأنماط، فمن الممكن أن نشعر بأن هذه الحركة هي أسلوب فعال لتحقيق التنمية اعتمادا على الابتكار وتطوير القطاعات الحديثة، وسوف تصبح هذه الحركة اختيارنا المهم في المستقبل لاحتلال الأماكن الإيجابية في المنافسات الاقتصادية."

أعزائي المستمعين إلى هنا تنتهي حلقة اليوم من البرنامج الاسبوعي (اقتصاد وتجارة) من إعداد وتقديم أنور الصبري، شكرا على حسن متابعتكم، وحتى نلتقي معكم في حلقة جديدة من البرنامج في الاسبوع القادم لكم منا أرق التحيات وأطيب المنى وإلى اللقاء.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي