CRI Online

المؤتمر الوطني للتعليم يخطط لتطوير التربية والتعليم بصورة مشرقة

cri       (GMT+08:00) 2010-08-10 09:55:51






أعزائي، خلال يومي 13 و14 من يوليو الماضي، عقدت الصين مؤتمرا وطنيا حول أعمال التعليم، حيث أكد كبار القادة الصينيين على ضرورة الاهتمام بتطوير التعليم والتربية ووضع ذلك ضمن الأولويات الاستراتيجية، وزيادة الميزانية المخصصة لتحقيق مبدأ التكافؤ في التعليم العام الأساسي، وفي الوقت نفسه، رمز هذا المؤتمر إلى أن "المنهاج الوطني المخطط لإصلاح وتطوير التعليم على المدى المتوسط والطويل" بدأ يدخل مرحلة التنفيذ.

وفي مايو الماضي، عقد مؤتمر العمل الوطني حول الموارد البشرية، وطرحت فيه استراتيجية دخول الصين إلى صفوف أقوى الدول العالمية من حيث الكفاءات البارزة، وبعد شهرين فقط، عقد مؤتمر وطني حول أعمال التعليم لتحديد أهداف إصلاح التعليم والتربية في المستقبل، في إشارة قوية للعالم حول إنهاض البلاد من خلال تطوير التعليم وتقوية البلاد من خلال تربية الكوادر البشرية.

أشارت إحصاءات إلى أن السنوات العشر القادمة هي فترة حاسمة لبناء مجتمع الرفاهية، ومرحلة مهمة لتحقيق التحول الاقتصادي والاجتماعي. بالفعل، هناك طلب ملح لظهور عدد كبير من المواهب الناشئة الإبداعية، وسواء كان ذلك لرفع فعالية التنمية الاقتصادية المحلية، أم تعزيز قدرة الصين التنافسية في المحافل الدولية، فإن التعليم والتربية يلعبان دورا مهما في هذه العملية.

وخلال المؤتمر الوطني حول أعمال التعليم الذي عقد في يوليو الماضي، أكد هو جين تاو الرئيس الصيني على ضرورة ضمان منح الأولية لتطوير قطاع التعليم والتربية وتحسين نوعية التعليم ودفع تحقيق المساواة في التعليم، ومن جانبه، أشار ون جيا باو رئيس مجلس الدولة الصيني إلى أهمية تعميق إصلاح نظام التعليم وتوجيه ودعم تطور التعليم من خلال الوسائل المتنوعة مثل القوانين واللوائح، والسياسات، والميزانية المالية العامة. وفي هذا الصدد، قال وانغ فنغ الباحث بمركز بحوث تنمية التعليم بوزارة التعليم والتربية الصينية:

"ظلت الحكومة المركزية تضع عملية تطوير التعليم في المقام الأول، وخلال القرن الجديد، ظهرت متطلبات وخلفيات جديدة، وعلى سبيل المثال، الأزمة المالية والتغيرات المناخية ونقص الطاقة، وكل ذلك يتطلب منا تحويل نمط التنمية الاقتصادية ودفع تقدم التكنولوجيا وزيادة كفاءات الأيدي العاملة، ومن الواضح أن دور التعليم الأساسي له أهمية أكبر خلال هذه العملية."

ويرى تشنغ فانغ بينغ الباحث بمعهد البحوث المركزي للعلوم التربوية أن الاهتمام بتطوير التعليم يعد خطوات هامة تتخذها الصين لمواجهة التحديات في المستقبل، إذ قال:

"بالرغم من أن الاقتصاد ينمو حاليا، إلا أن نسبة التكنولوجيا وحقوق الملكية فيه منخفضة جدا، وإذا حققنا النمو الاقتصادي اعتمادا على استخراج الموارد واستغلال الآراضي، تكون التكاليف مرتفعة جدا، لذلك، من الضروري تحقيق هذا النمو من خلال تربية الكوادر البشرية وتحسين الكفاءات الوطنية من خلال تطوير التعليم."

تجدر الإشارة إلى أن هذا المؤتمر رمز أيضا إلى دخول "المنهاج الوطني المخطط لإصلاح وتطوير التعليم على المدى المتوسط والطويل"( المشار إليه فيما يلي باسم منهاج التعليم) إلى مرحلة التنفيذ. ومنذ العام الماضي، وتحت قيادة ون جيا باو رئيس مجلس الدولة الصيني، بدأت الأجهزة المعنية الصينية بصياغة منهاج التعليم. ووفقا لهذا المنهاج، ستحقق الصين أساسا التحديث التعليمي وتشكيل مجتمع معرفي والدخول في صفوف أقوى الدول من حيث الموارد البشرية بحلول عام 2020. حينذاك، ستسعى الصين إلى تعميم التعليم الإلزامي بشكل كامل، حيث يصل معدل تعميم التعليم خلال المرحلة الثانوية إلى 90%، وتصل نسبة الالتحاق بالجامعات إلى 40%، حيث سيكون هناك 200 مليون شخص يحمل مؤهلا جامعيا.

الواقع يقول إن كلا من المؤتمر الوطني لأعمال التعليم ومنهاج التعليم ردا بصورة مباشرة على القضايا الساخنة والمشاكل الصعبة في مجال التعليم في الوقت الحالي. وخلال السنوات الأخيرة، أثارت أوضاع وأفكار تطور التعليم جدلا كبيرا، حيث وجه الناس الانتقادات إلى نمط التعليم الذي يهدف إلى مواجهة الامتحانات فقط، وأعباء الواجبات المدرسية على أكتاف التلاميذ، وعدم المساواة التعليمية بسبب توزيع الموارد التعليمية بصورة غير متوازنة بين المناطق الحضرية والريفية. وحول هذه المشاكل، أكد يوان قوي رن وزير التربية والتعليم الصيني ضرورة دفع تحقيق المساواة في التعليم وتحسين نوعية التعليم لتكون أهدافا مهمة خلال إصلاح التعليم في المستقبل، هنا قال:

"يمكن القول إن المساواة في التعليم هي أساس لتحقيق العدالة الاجتماعية، فمن الضروري ضمان حق كل مواطن في تلقي التعليم. بالفعل، حققنا تقدما كبيرا في مجال التعليم خلال السنوات العديدة الماضية، ولكن، ما زال هناك عدم عدالة بين المناطق المختلفة وبين المدن والأرياف وبين الفئات المتنوعة، وسنركز على كل ذلك في المستقبل. المهمة الأخرى هي تحسين نوعية التعليم. وفي الواقع أن المساواة في التعليم أسهمت في توفير الفرص للالتحاق بالمدارس، أما تحسين نوعية التعليم، فيسهم في تلقي التعليم بصورة جيدة، وهاتان المهمتان هما رسالتان مركزيتان لنا في العقد القادم."

مع اختمام المؤتمر الوطني لأعمال التعليم، بدأت الأجهزة المعنية على مختلف المستويات وضع وإصدار السياسات والوثائق المرافقة بناءا على منهاج التعليم، حيث أشار خبراء التعليم إلى أن منهاج التعليم يعكس بصورة أساسية رغبة الصين وأملها في تطوير التعليم، مؤكدين على ضرورة إصدار القوانين واللوائح المعنية من قبل الحكومة لضمان تطوير التعليم بسلاسة بناءا على الأهداف المرجوة.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي