CRI Online

زرع الأعضاء البشرية— نقل حب واستمرارية حياة

cri       (GMT+08:00) 2010-08-24 12:48:05






أعزائي، هل سمعتم من قبل عن "التنافسات الرياضية بين زارعي الأعضاء البشرية"؟ لقد جرت مؤخرا مثل هذه التنافسات والألعاب الخاصة في مدينة تيانجين، أما الذين شاركوا فيها، فهم ليسوا لاعبين عاديين، بل المرضى الذين زرعت لهم أعضاء وأصبحوا بعافية الآن. تجدر الإشارة إلى أن أكثر من 100 ألف شخص قد زرعت لهم أعضاء في الصين، وقد شارك المزيد من الأشخاص في حملة الحب والحياة.

أقيمت الدورة الرابعة من هذا النوع في الاستاد الرياضي بجامعة تيانجين الطبية، بحضور 800 مشارك من الصين والبلدان الأجنبية، ومن بينهم مسنون كسا الشيب شعورهم، وأطفال ممتلؤون بالحيوية والتدفق والنشاط، وشارك هؤلاء اللاعبون المتميزون في مباريات كرة الريش والطاولة وألعاب القوى والسباحة وغيرها، حيث ترددت في جنبات الاستاد الضحكات المملوءة بالسعادة والتي تجعل أي انسان لا يشك في أن هؤلاء كانوا على وشك الموت، ولكنهم ما زالوا أحياء سعداء.

ومن بين كبار السن وفي سباق 100 متر، كان هناك مسن يتميز بالشعر الأشيب والوجه المتورد، اسمه تشوان يو شي، وعمره 66 عاما، كان مصابا بسرطان في الكبد، وتلقى عملية زرع كبد قبل ست سنوات، قال المسن تشوان يو شي:

" مضت الآن ست سنوات منذ إجرائي عملية زرع كبد، وكنت قد شاركت في الدورة الثالثة من هذا النوع من الألعاب، وحصلت على ميدالية برونزية بشكل غير متوقع، وإنني أهتم بالمشاركة أكثر من تحقيق نتائج، فأنا سعيد جدا بالمشاركة في الألعاب لإظهار شجاعتنا في التغلب على المرض."

هذه المنافسات تقام مرة كل سنتين منذ عام 2004، وأشار مكتب زرع الأعضاء بالجمعية الطبية الصينية بصفته منظما إلى أن هذه الألعاب الخاصة تستهدف عرض أحوال الذين تلقوا زرع الأعضاء، لتشجيع المزيد من الناس على تقديم مزيد من الحب والاسهامات لإنقاذ المزيد من المرضى. وأكد هوانغ جيه فو نائب وزير الصحة الصيني في خطاب ألقاه أثناء مراسم الافتتاح أن منافسات زارعي الأعضاء لها دور كبير في قضية زرع الأعضاء الصينية، إذ قال:

" هؤلاء اللاعبون كانوا مهددين بالموت في السابق، واليوم، تم شفاؤهم بعد زرع أعضاء لهم، إنهم يشاركون في الألعاب، مما يعرضون الإنجازات التي حققتها الصين في مجال زرع الأعضاء، كما يظهرون عزمهم على العودة إلى المجتمع من جديد."

من المعروف أنه مع تطور المجالات الطبية المعنية، أصبح زرع الأعضاء وسيلة فعالة لعلاج بعض المرضى في نهاية مراحل العلاج. وبدأ زرع الأعضاء في الصين منذ ستينات القرن الماضي، حيث شهد الأمر تطورا كبيرا خلال العقد الأخير. وقد أظهرت بيانات رسمية صينية أن الصين تحتل المرتبة الثانية على مستوى العالم من حيث عدد زارعي الأعضاء، وتتمتع بالمستوى القريب من المستوى الدولي في زرع الأعضاء البشرية الرئيسية مثل الكبد والكلى. وبفضل ارتفاع المستوى المهني في هذا المجال، تمتد حياة متلقي الأعضاء لوقت أكثر، وعلى سبيل المثال، فإن عمر متلقي الكلي يمتد إلى 30 عاما ومتلقي الكبد 13 عاما وزارع القلب 16 عاما، وزارع الرئة 8 سنوات.

ولكن الصين مثل المجتمع الدولي تواجه تحديا في هذا المجال، لأن عدد الأعضاء البشرية المتبرع بها محدود للغاية، فأصبح نقص الأعضاء أكبر عائق لتطوير هذه العملية. وهناك فجوة كبيرة بين عدد المتبرعين وعدد المرضى، فقد أشارت بيانات من وزارة الصحة إلى أن الصين لديها مليون شخص في حاجة إلى زرع كلى و300 ألف شخص في حاجة إلى زرع كبد سنويا، ولكن 1% فقط من هؤلاء المرضى أمامهم فرص زرع الأعضاء.

وقال هوانغ جيه فو نائب وزير الصحة الصيني أثناء مراسم الافتتاح إن وجود الأعضاء المتبرع بها هي شرط مسبق لتحقيق زرع الأعضاء، ولكن الصين تعاني حاليا من نقص الأعضاء المتبرع بها، مؤكدا على ضرورة بناء نظام شامل للمتبرعين، أضاف:

"لم نكمل نظاما معنيا يعترف به المجتمع الدولي حول مصدر الأعضاء المتبرع بها، فمن الصعب ضمان جودة الأعضاء، وإلى جانب ذلك، ظهرت تجارة الأعضاء في بعض المناطق، على الرغم من حظرها المتكرر. وفي ظل عدم وجود النظام المفتوح والشفاف والعادل للتبرع بالأعضاء، لا يمكن تطوير قضية زرع الأعضاء الرفيعة المستوى، وهكذا سيفقد عشرات الآلاف من المرضى حياتهم الثمينة، ولذلك، يعد بناء مصدر الأعضاء البشرية الذي يتطابق مع الظروف الصينية والمبادئ الأخلاقية الطبية، مهمة أكثر المهام إلحاحا أمامنا في مجال زرع الأعضاء."

وأشارت شخصيات معنية إلى أن تخفيف نقص الأعضاء البشرية لا يعتمد على بناء القوانين والنظم المعنية فحسب، بل الأهم تحويل المفاهيم التقليدية ورفع وعي المواطنين في التبرع بالأعضاء. ويسعدنا أن المزيد من الناس انضموا الآن إلى صفوف التبرع، حيث من المتوقع أن ينقذ عشرات الآلاف من المرضى بفضل حب المتبرعين.

جاءت السيدة وانغ تشي بينغ من مقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين، حيث توفيت أمها، وبعد مناقشة مع أفراد الأسرة، قررت السيدة وانغ التبرع بأعضاء أمها، حيث استفاد سبعة مرضى من قرارها هذا، قالت وانغ تشي بينغ:

"فضلت أمي مساعدة الآخرين طوال حياتها، وأعتقد أن التبرع بأعضائها هو طريقة أخرى لاستمرار حياتها."

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي