منهاج التعليم يُدخل التعليم المهنيمراحل مستقبلية زاهرة

أعزائي، تم إصدار "المنهاج الوطني المخطط لإصلاح وتطوير التعليم على المدى المتوسط والطويل(2010-2020)"( المشار إليه فيما يلي باسم منهاج التعليم) اليوم ال29 من يوليو الماضي، وهذه هي أول وثيقة تعليمية منهجية تصدرها الصين خلال القرن الجديد، منهاج التعليم هذا قام ون جيا باو رئيس مجلس الدولة الصيني بوضعه وتعديله وإعلانه على الملأ لاستطلاع الآراء.

ويشير منهاج التعليم إلى أن الصين ستقوم أساسا بتحديث التعليم وتشكيل المجتمع المعرفي والدخول في صفوف أقوى الدول من حيث الكفاءات البشرية بحلول عام 2020. تجدر الإشارة إلى أن منهاج التعليم تعرض بالتفصيل في أحد فصوله لخطط تطوير التعليم المهني والمتطلبات، وهنا يقول يو تشونغ ون نائب رئيس جمعية التعليم المهني التقني:

"بصفة عامة، ينقسم التعليم إلى قسمين، الأول يتخذ الدراسة الأكاديمية منهاجا أساسيا، ونسميه التعليم العام، والثاني يركز على التدريبات العملية والتجارب العملية والمهنية والتقنية، ونسميه التعليم المهني. الآن، يشكل التعليم المهني نظاما كاملا ويضم المراحل الابتدائية والمتوسطة والمتقدمة. وهذه المرة التي لم يسبق لها مثيل، نجد أن منهاج التعليم يتحدث بصورة واضحة جدا عن مكانة التعليم المهني ودوره ووظائفه واتجاه تطوره في المستقبل والسياسات والإجراءات المعنية به."

أشار منهاج التعليم إلى أن تطوير التعليم المهني يعد وسيلة مهمة لدفع التنمية الاقتصادية وتوفير فرص العمل. ويرى خبير التربية والتعليم شيونغ بينغ تشي أن نصاب التعليم العام في الهيكل التعليمي حاليا كبير، أما نصاب التعليم المهني، فهو ضعيف نسبيا، مؤكدا أن منهاج التعليم سيؤثر إيجابيا على تطور التعليم المهني في الصين، حيث يقول:

"خلال السنوات الأخيرة، شهد التعليم العالي تطورا سريعا، ووصل عدد الطلاب في الجامعات إلى 29.7 مليون، وفي الوقت نفسه، أدى تطور التعليم العالي إلى سلسلة من المشاكل مثل مشاكل في إيجاد فرص عمل لخريجي الجامعات. وفي الوقت الحالي، يشكل حجم التعليم العام نسبة كبيرة في الهيكل التعليمي، بينما يمثل التعليم المهني نسبة ضعيفة نسبيا، غير أن الواقع يقول إن الطلب على الكفاءات المهنية والفنية كبير وملح نسبيا، وقد أكد منهاج التعليم هذه المرة بوضوح على ضرورة تطوير التعليم المهني، وأعتقد أن ذلك جاء في الوقت المناسب تماما."

خلال فترة طويلة، ومقارنة بالتعليم العام، فإن التعليم المهني لم يشهد تطورا جيدا، ومع تنامي حركة التطوير الاقتصادي وزيادة الطلب على الكفاءات ذات المهارات العالية، بدأت أهمية التعليم المهني تبرز تدريجيا. وفي هذا الصدد، أشار تشن يو نائب رئيس جمعية التوظيف الصينية إلى أن تطور التعليم المهني لا يسهم في حل مشكلة التوظيف فحسب، هنا قال:

"في ظل الأوضاع الحالية، يواجه خريجو الجامعات الكثير من المشاكل أثناء البحث عن فرص عمل، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، تعاني بلادنا من نقص الكفاءات ذات المهارات العالية والعمال المهرة، ولذلك، يمكن تعديل هيكل الكفاءات إلى مستوى أمثل من خلال تطوير التعليم المهني، والواقع يقول إن تطور التعليم المهني يرتبط بتطور الأحوال الاقتصادية الاجتماعية."

لقد بدأت الصين في تعديل هيكل التعليم قبل وبعد عام 2005، وتطرق ذلك إلى تطوير التعليم المهني، والآن، فإن التعليم المهني يشهد فعلا تغيرات كبيرة.

قال يو تشونغ ون نائب رئيس جمعية التعليم المهني التقني الصينية إن الكثير من المعاهد والأكاديميات المهنية تساعد وتشجع الطلاب من خلال خفض الرسوم الدراسية أو الإعفاء منها، وإلى جانب ذلك، تهتم بالتعاون مع الشركات لتوفير المزيد من الفرص العملية للطلاب حتى يستطيعوا أن يجدوا فرص عمل بعد التدريب، تجدر الإشارة إلى أن المعاهد المهنية قد ارتقت ورفعت مستويات المعلمين والبنيات التحتية بها. عادت السيدة ليو إلى الصين العام الماضي بعد الحصول على الماجستير من بريطانيا، وتعمل الآن معلمة في معهد الصناعات المهنية ببكين، هنا قالت:

"يعمل الكثير ممن كانوا يدرسون في الخارج، في هذا المعهد، وهذا العام، استقبلنا اثنين من حملة الدكتوراه للعمل معنا، وإلى جانب ذلك، هناك شخص درس مرحلة ما بعد الدكتوراه في جامعة تشينغهوا، وكان يدرس التربية الانجليزية في جامعة نوتنغهام، الآن، درّس اللغة الانجليزية في معهدنا، في الواقع، المعاهد المهنية تتمتع الآن بقوة كبيرة في مستويات المعلمين."

وبالرغم من أن التعليم المهني الصيني شهد تطورا ملحوظا، لكن شيونغ بينغ تشي خبير التعليم يرى أن الأمر ما زال بحاجة إلى وقت لدفع تطور التعليم المهني بصورة جوهرية، ها هو يقول:

"على صعيد النظام التعليمي، ما زال التعليم المهني في الذيل، فبصفة عامة الناس تهتم أكثر بالتعليم العام وتغض الطرف عن التعليم المهني، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، على صعيد ظروف التوظيف، فإن الشركات والمؤسسات تهتم بالشهادات التعليمية ولا تضع في اعتباراتها القدرات، ولكن حاليا، فإن احتياجات المجتمع بدأت ترشد متلقي التعليم إلى الاهتمام بالتعليم المهني، ولكن في نفس الوقت، وعلى المدى البعيد، من الضروري توجيه المجتمع للاهتمام بالتعليم المهني من خلال إصلاح النظام."

إن إصدار منهاج التعليم جعل التعليم المهني يظهر على خشبة المسرح مرة أخرى، ويثير اهتمام الناس، وفي هذا الصدد، قال يو تشونغ ون:

"التعليم مثل المفتاح الذهبي، والتعليم المهني هو المفتاح الذهبي لكل شيء، فإنه يمكن حل جميع المشاكل التي لا يمكن حلها من خلال أساليب التعليم الأخرى، وبالرغم من إصدار منهاج التعليم، إلا أنه من الضروري أن نقوم بالكثير والكثير، وعموما فإن هذا المنهاج يدخل التعليم المهنيمراحل مستقبلية زاهرة."