CRI Online

بيئة صحراء وولانبوخه في تحسن مستمر مع ازدهار الفرص التجارية هناك

cri       (GMT+08:00) 2010-09-01 16:58:09






مستمعينا الأعزاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته! طابت اوقاتكم بكل خير! هذه أجمل تحية لكم من القسم العربى بإذاعة الصين الدولية، ومرحبا بكم فى حلقة جديدة من برنامجنا الاسبوعى: اقتصاد وتجارة . . وفى حلقة اليوم ، نقدم لكم تقريرا بعنوان:

بيئة صحراء وولانبوخه في تحسن مستمر مع ازدهار الفرص التجارية هناك

تقع صحراء وولانبوخه غرب مدينة بايانتشور لمنطقة منغوليا الداخلية شمالي الصين. وقبل عشرات السنوات، شكلت هذه الصحراء التي كانت تمثل منطقة قاحلة تهديدا دائما متمثلا بالتصحر تجاه حياة وإنتاج المزارعين والرعاة الذين يعيشون قربها. ومنذ انطلاق أعمال معالجة بيئة صحراء وولانبوخه عام 1998، فقد تحولت الصحراء القاحلة فيما مضى إلى مساحات كبيرة من النباتات الخضراء والمقاومة للجفاف. وفي الوقت نفسه استفاد المواطنون المحليون منافع اقتصادية كبيرة من خلال القيام استغلال هذه المساحات الرمالية. وفي حلقتنا اليوم، سنتوجه إلى تلك الصحراء للتعرف على بيئتها الحالية.

تعد صحراء وولانبوخه التي تبلغ مساحتها 340 ألف هيكتار ثامن أكبر صحراء في الصين. وفي خمسينات القرن الماضي، كان المواطنون المحليون قد أنشأ حواجز غابية لمكافحة التصحر في الهامش الشرقي للصحراء، ولكن مع مرور الوقت، انخفضت فعالية هذه الحواجز الغابية وخاصة بعد اختفاء مساحة كبيرة منها في الرمال. لذلك، اتخذت الهيئات المحلية للغابات خلال هذه السنوات أساليب متعددة لتعزيز هذه الحواجز الغابية، وفي هذا الجانب قال لنا نائب مدير هيئة الغابات بمحافظة دينغكو لمدينة بايانتشور السيد ما شيويه شيان:

"لقد بذلنا جهودا ل10 سنوات لإنشاء حواجز غابية يبلغ طولها حوالي 52 كيلومترا في الهامش الشرقي لصحراء وولانبوخه، الأمر الذي لعب دورا هاما لحماية البيئة وضمان الإنتاج الزراعي في سهل خهتاو ومحافظة دينغكو. وتشتمل عملية مكافحة التصحر على الخطوات الميكانيكية والخطوات الاصطناعية، فلا بد أن نجمع بين هذه الخطوات لتحقيق نتائج مرضية لمكافحة التصحر."

وكما هو المثل الصيني القائل "إذا أردنا الثراء، فلا بد أن ننشأ الطرق لذلك أولا." فذلك أيضا ينطبق تماما على أعمال مكافحة التصحر، فإنشاء الطرق يعد خطوة أولى ، وقد اتخذت الهيئات المحلية أسلوب "إنشاء الطرق قبل غرس الأشجار" لتجعل اللون الأخضر يزين صحراء وولانبوخه. والآن، فقد تم اعتماد هذا الأسلوب على نطاق واسع.

"أعتقد أن إنشاء الطرق هو خطوة حاسمة، وإلا فلن تصل المواد إلى هذه المنطقة، فلا شتلات، ولا عشب، لا عناصر الداعم، ولن نعمل أي شيء. لذلك، فلا بد لنا أن نضع إنشاء الطرق في المقام الأول ومن ثم غرس الأشجار بجانبي هذه الطرق؛ وبعد إتمام هذه الخطوة، أنشأنا طرقا فرعية وغرسنا الأشجار بجانبيها، وهكذا. وهذا الأسلوب قد حقق نجاحا كبيرا، والآن، نحن نسير على هذا الأسلوب."

يمكننا أن نستمع إلى أصوات هذه الطيور هذه في قلب صحراء وولانبوخه، وذلك لوجود بحيرة صافية هناك تجذب العديد من الطيور المائية. ففي مارس من هذا العام وبعد أن شهد النهر الأصفر موسم الفيضانات، عمل مواطنو محافظة دينغكو على إدخال 100 ألف متر مكعب من مياه النهر الأصفر إلى هذه الصحراء، الأمر الذي وفر للنباتات في المنطقة موارد مائية غزيرة من جهة وخفف الضغوط على مناطق المجرى الأسفل للنهر لمكافحة الفيضانات من جهة أخرى. وبخصوص ذلك، قال السيد ما شيويه شيان:

"الآن، انخفض منسوب المياه الجوفية في الصحراء، الأمر الذي أدى إلى تأثيرات سلبية كبيرة للإنتاج الزراعي الذي يعتمد على أخذ المياه من خلال حفر البئر، فلقد قمنا بحفر قناة في المجرى الأعلى للنهر الأسفر لإدخال المياه إلى صحراء وولانبوخه وخزنا هذه المياه كبحيرة كبيرة، الأمر الذي أسهم في نشر المياه إلى كل أرجاء الصحراء ورفع كميات المياه في الرمال وتهيئة بيئة جيدة وتوفير أطعمة للطيور والحيوانات، فهذا الأمر صالح للبيئة الأيكولوجية بصورة عامة. استمع، هذه أصوات الطيور هذه، ففي السابق، لا توجد الطيور هنا."

وبسبب موقع صحراء وولانبوخه القريب من النهر الأصفر، زحفت كميات كبيرة من الرمال إلى النهر كل سنة. ومنذ عام 2009، عملت الهيئات المحلية للغابات تحت رعاية الحكومة على غرس المزيد من الأشجار لتخفيف التصحر وتخفيض كمية الرمال التي تتجه نحو النهر. وفي هذا الصدد، قال السيد ما شيويه شيان:

"إن هذا هو أكبر تهديد للنهر الأصفر. وفي هذا العام، قمنا بغرس المزيد من الأشجار وتربيتها، ومن المتوقع أن نحقق في العام المقبل نتائج ملموسة في كبح زحف الرمال إلى النهر بشكل فعال. ربما لم نستطع استئصال هذه المشكلة، ولكننا نستطيع تخفيفها. وكان يمكننا في الماضي أن نرى كميات كبيرة من الرمال تزحف نحو النهر الأصفر، ولكن الوضع قد تحسن بشكل كبير الآن."

و وعلى مقربة من صحراء وولانبوخه التقى مراسلنا بالعجوز نيه تشن خه الذي يتعدى عمره 70 عاما، حيث ذكر لمراسلنا أنه شاهد تغيرات هذه الصحراء من اللون الأصفر إلى اللون الأخضر خلال هذه السنوات ال10:

"التغيرات كبيرة جدا، ولقد تم كبح التصحر وغرس الأعشاب، وهذا يصب في مصلحتنا. ففي السابق، لا شيء في الصحراء إلا الرمال، لا شجر ولا عشب، وإذا هبت الرياح، فلم نر أي شيء أمامنا سوى الرمال المتحركة."

في الحقيقة، إن مكافحة التصحر هي الخطوة الأولى لمعالجة صحراء وولانبوخه، فمنذ عام 2004، بدأ المواطنون المحليون بزرع شتلات سيستانش في هذه الصحراء (نوع من الأعشاب الطبية الذي يكثر في منغوليا الداخلية ومقاطعة شينجيانغ)، الأمر الذي أتى بمنافع اقتصادية كبيرة للمواطنين، كما قال السيد ما شيويه شيان:

"في السابق، كانت هذه نباتات نادرة هنا. ومنذ عام 2004، تم إدخال فنون زرع هذا النوع من النباتات بأساليب اصطناعية، والآن، قد بلغت المساحة الزراعية لها بأساليب اصطناعية 30 ألف متر مربع. في البداية، في البداية لقد قمنا بزراعة هذا النوع من النباتات لمكافحة التصحر، أما الآن، فأدركنا أن زرع هذا النبات يستطيع أن يأتي لنا بمنافع اقتصادية كبيرة. فيمكن القول إننا قد وجدنا أسلوبا فعالا لمكافحة التصحر وكسب الأموال في آن واحد."

إن شركة وانغ يه دي الخاصة بنبات سيستانش بمنطقة منغوليا الداخلية هي من أولى الشركات التي اكتشفت فرصا تجارية في صحراء وولانبوخه، حيث أنشأت في الصحراء قاعدة لزرعة هذه النباتات تبلغ مساحتها ثلاثة آلاف هيكتار، وفي الوقت نفسه، قدمت للمواطنين والمزارعين المحليين بذور الخاصة بها وعلمتهم كيفية زرعه. إذن، فما هي المنافع الاقتصادية التي حصدتها المؤسسات والأسر الزراعية المحلية من خلال زرع هذا النباتات؟ قال المدير العام لشركة وانغ يه دي الخاصة السيد ويي جون:

"في عام 2007، زرعنا هذا النوع من النباتات لأول مرة، حيث حصلنا على 330 كيلوغراما لكل وحدة من المساحة. وفي ذلك العام، كان السعر لبيع الذنوب في الأسواق هو 10 يوانا كل كيلوغرام، فهذا يعني أننا قد كسبنا 3300 يوان كل وحدة للمساحة. وفي محافظة دنغكو مساحة كبيرة من الصحراء، فأعتقد أن زرع هذه النباتات سيصبح قطاعا اقتصاديا رائدا في المستقبل."

وتوجد في صحراء وولانبوخه أكثر من 10 مؤسسة خاصة لتجارة نباتات سيستانش، حيث تحظى منتجاتها مثل الشاي الخاص بها والمشروبات التابعة لها بإقبال واسع في منطقة منغوليا الداخلية وجنوبي الصين حتى كوريا الجنوبية واليابان.

أعزائي المستمعين إلى هنا تنتهي حلقة اليوم من البرنامج الاسبوعي (اقتصاد وتجارة) من إعداد وتقديم سحر جينغ جينغ وأنور الصبري، شكرا على حسن متابعتكم، وحتى نلتقي معكم في حلقة جديدة من البرنامج في الاسبوع القادم لكم منا أرق التحيات وأطيب المنى وإلى اللقاء.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي