جامعة تشينغهوا تطبق مفهوم تخفيض نسبة الكربون وحماية البيئة

تعد جامعة تشينغهوا التي يرجع تاريخها إلى ما قبل مائة سنة، إحدى أشهر الجامعات في الصين، وخلال تسعينات القرن الماضي، اقترحت جامعة تشينغهوا بناء "جامعة خضراء"، وخلال عشر سنوات، ربت هذه الجامعة الكوادر المحملة بالأحلام الخضراء، الجدير بالذكر أن اللون الأخضر ينتشر في أرجاء جامعة تشينغهوا ويجعلها تتميز بحيوية. وفي حلقة اليوم، هيا نزور هذه الجامعة الخضراء لمعرفة مفهوم تخفيض نسبة الكربون وحماية البيئة الذي تتمسك به الجامعة.

تقع جامعة تشينغهوا في المناطق السياحية بشمال غربي بكين، وكانت قد بنيت على أطلال الحدائق الملكية من أسرة تشينغ الملكية، وتبلغ مساحتها 400 هكتار، بينما تصل نسبة الغطاء النباتي فيها إلى 60%. وخلال السنوات الأخيرة، قامت الجامعة بتعديل نسبة الأشجار الضخمة والشجيرات والأعشاب، حيث زادت نسبة الأشجار الضخمة والشجيرات التي تتمتع بقدرة جيدة في امتصاص الكربون، مما أدى إلى خفض نسبة ثاني أكسيد الكربون في الهواء بصورة فعالة، وقال ليانغ لي جيون نائب مدير مكتب الجامعة الخضراء بجامعة تشينغهوا:

" الأشجار الضخمة لها قدرة أكبر من الأعشاب على امتصاص الكربون، لذلك، خلال السنوات الأخيرة، عملنا على خفض نسبة ثاني أكسيد الكربون في الهواء من خلال زيادة زراعة الأشجار الضخمة، وهذا الأمر يسهم في تحسين البيئة الأحيائية في الحرم الجامعي. وبحلول الصيف، تحيط الأشجار الخضراء بالمباني كلها، الآن، بلغ عدد أنواع الأشجار في الجامعة 1100 نوع، محتلا المرتبة الثانية بعد الحديقة النباتية في بكين."

إذن، نقول إن الأشجار الكثيفة هي شيء أخضر يمكن رؤيته بسهولة في جامعة تشينغهوا، لكن هناك أشياء بيئية أخرى يصعب رؤيتها في الجامعة تساعد على سياسة التخضير في الجامعة، وتشير إلى استخدام التكنولوجيا بصورة فعالة لحماية البيئة. والآن، قد أنجزت جامعة تشينغهوا بناء أكبر محطة في بكين لمعالجة 1200 طن من مياه الصرف يوميا، ثم استخدمت هذه المياه في ري النباتات والتنظيف لزيادة فعالية استخدام الموارد المائية. وفي هذا العام، خططت جامعة تشينغهوا لزيادة القدرة على معالجة مياه الصرف وتحسين الاستفادة من المياه المعالجة، بغية تقليل استهلاك المياه في الحرم الجامعي، يقول ليانغ لي جيون:

"في هذا العام، سنبني وحدة أخرى ذات قدرة أكبر على معالجة 1500 طن من مياه الصرف يوميا، حيث نستخدم المياه المعالجة في البرك بجامعتنا لتكون البيئة أجمل. وخلال السنوات الأخيرة، بالرغم من زيادة عدد الطلاب والأساتذة، إلا أن كمية المياه المستهلكة انخفضت ب30% مقارنة بأعلى مستوياتها في السابق."

والواقع يقول إن مفهوم تخفيض نسبة الكربون ينفذ بنجاح في جامعة تشينغهوا بفضل البحوث والدراسات الناجحة في مجالات البيئة والكيمياء والطاقة وغيرها من المجالات، حيث تُعرض وتُطبق التكنولوجيات الموفرة للطاقة في الوقت ذاته، هنا يقول ليانغ لي جيون:

"إننا نهتم بتطبيق التكنولوجيات الصديقة للبيئة، حيث نعتبر جامعة تشينغهوا نموذجا لعرض وتطبيق هذه التكنولوجيات، إننا نستخدم الآن المصابيح المستغلة للطاقة الشمسية وأجهزة توليد الكهرباء الصغيرة الحجم التي تعتمد على طاقة الرياح."

ومع ذلك، فإن بناء "الجامعة الخضراء" لا يعتمد فقط على حسن استخدام التكنولوجيا والبنيات التحتية فحسب، بل يحتاج أيضا إلى حماس ونشاط الأساتذة والطلاب، حيث تدعو رابطة الطلاب الخضراء بجامعة تشينغهوا إلى تبني حياة صديقة للبيئة وإجراء الأنشطة المختلفة لحماية البيئة، وأشارت يا مين هوا رئيسة الرابطة والطالبة بقسم العلوم البيئية والهندسة بالجامعة إلى أنه خلال السنوات الأخيرة، بذلت الرابطة جهودا كبيرة في استخدام الأوراق المعاد تدويرها وترويج الأكياس الصديقة للبيئة واسترجاع المخلفات الالكترونية، إذ قالت:

"كل أسبوعين، نجمع الأوراق المستخدمة بصورة منتظمة ونستبدلها بالأوراق المعاد تدويرها. وإلى جانب ذلك، نعمل على ترويج استخدام أكياس القماش منذ ست سنوات، الجدير بالذكر أن أنشطتنا أصبحت أكثر إبداعا في الوقت الحالي، وعلى سبيل المثال، أجرينا أنشطة حول صناعة أكياس القماش بأنسفنا. وإلى جانب ذلك، نعمل على تجميع النفايات الالكترونية في الجامعة، ثم ننقلها إلى شركات مؤهلة لمعالجتها ولتعيد استخدامها."

وقالت يا مين هوا إن وعي الأساتذة والطلاب بحماية البيئة قد بدأ يزداد تدريجيا من خلال القيام بالأنشطة التفاعلية، وهناك الكثير من الناس قد حولوا هذا الوعي إلى خطوات عملية لتوفير الطاقة، حيث كانت لليانغ لي جيون نائب مدير مكتب الجامعة الخضراء انطباعات عميقة إزاء ذلك، وقال إنه من أجل تقليل استهلاك الطاقة، دعت الجامعة إلى السكن الجماعي قبل سنوات عديدة، في البداية، كنا نتوقع أن تكون هناك صعوبات كثيرة لتنفيذ هذه الخطة، إلا أن الفكرة لقيت دعما كبيرا من الطلاب، يقول ليانغ لي جيون:

"خلال العطلة الشتوية، يتبقى القليل من الطلاب في الجامعة، أحيانا، يسكن بضعة طلاب فقط في مبنى واحد، لكن، من الضروري هكذا تشغيل جميع أجهزة التدفئة، إذن ماذا نفعل؟ لقد دعونا الطلاب الموزعين في المباني المختلفة إلى التجمع في مبنى واحد لتوفير الطاقة، أن هذه الأنشطة أسهمت فعلا في زيادة وعي الطلاب بحماية البيئة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، ساعدت في توفير نحو ألف طن من الفحم خلال هذه السنوات، ولذلك، سنثابر على تنفيذها فيما بعد."