CRI Online

فعاليات مخيم صيفي في أحد المعابد

cri       (GMT+08:00) 2010-09-21 13:08:08






اليوم، تجد فعاليات المخيمات الصيفية ترحيبا حارا من التلاميذ وأولياء أمورهم، حيث يعتقد الكثير من الآباء أن فعليات المخيمات الصيفية خلال العطلة الصيفية تجعل حياة التلاميذ أكثر حيوية ونشاطا. وفي حلقة اليوم، هيا نتمتع بفعاليات مخيم صيفي متميز وفريد في معبد على شاطئ بحر الصين الشرقي.

يقع برج بوذي يتصف بالمهابة والفخامة جدرانه صفراء وقراميده حمراء، يقع وسط أشجار الصنوبر الخضراء، وحينما يداعب النسيم الوجه، وتسلط الشمس أشعتها المشرقة على الآراضي الشاسعة، وتتماوج السحب من البعيد إلى القريب، يشكل منظرا خلابا يأخذ بالقلوب. وخلافا للسابق، حيث كان الهدوء يسود معبد هويري، فإن أطفال المدن قد استقطبهم هذا المكان وسيقضون عطلة صيفية في هذا المعبد.

تجدر الإشارة إلى أن الانطباعات الأولى لهؤلاء الأطفال عن هذا المعبد، كانت جيدة جدا، هنا تقول تلميذة منهم:

" بعيدا عن ضوضاء المدن، هذا المعبد جميل ونظيف وهادئ. إن المدن عموما بها الكثير من التلوثات وانبعاثات عوادم السيارات، بينما الهواء هنا منعش جدا."

يقع معبد هويري في إحدى ضواحي مدينة نينغبو بمقاطعة تشجيانغ، وتم بناؤه على سفح الجبل، حيث يمر به جدولان مثل تنينين. ومنذ أواخر يوليو الماضي، تجمع هنا 1000 تلميذ من كل أنحاء البلاد، كان أصغرهم يبلغ من العمر ثمانية أعوام فقط، وذلك للمشاركة في فعاليات المخيم الصيفي الذي امتد لأسبوعين. وخلال هذه الفترة، بقى هؤلاء التلاميذ مع الرهبان يشاركونهم الأكل والتأمل والتراتيل الدينية صباحا ومساءا، متمتعين بالحياة الهادئة في المعبد.

حيث تعرف التلاميذ على جوهر الثقافة البوذية والطاوية من خلال المحاضرات المكثفة أثناء فعاليات المخيمات الصيفية. أولا وقبل كل شيء، تعلم هؤلاء الطلاب والتلاميذ القيم الأخلاقية والأدبية مثل "طاعة الوالدين" و"الحنين والحب" و"احترام الآخرين" والإيثار من خلال تقديم الرهبان نماذج لذلك وشرحها، حيث أدرك الطلاب والتلاميذ المعنى العميق من وراء الثقافة الصينية التقليدية، قال التلميذ بو تشنغ في الفصل الثاني من مدينة هانغتشو:

"في الواقع، قبل وصولي إلى هنا، كنت أشعر بخجل أثناء الانحناء، ولكن الآن، أنحنى أمام الرهبان، سألوني بكل طيبة قلب: هل أكلت؟ هل استحممت؟ وأحسست بدفء في قلبي، طبعا، تعلمت أنه حينما أتعامل مع الآخرين بكل طيبة وحنان، فبالمقابل، سيتعامل معي هكذا أيضا. الآن، أحس فعلا بما يعود علينا من احترام الآخرين."

أشارت الطالبة شيونغ شيويه أر في الفصل الرابع من المدرسة الابتدائية التابعة لجامعة الدراسات الأجنبية ببكين، إلى أنه قد أتيحت لها فرصة لارتداء الملابس من طراز ملابس الأجداد وقراءة كتبهم وتعلم عاداتهم الأدبية، وهي تجربة جديدة، حيث قالت:

"عندما ارتديت الملابس التقليدية، فمن الضروري أن يكون سلوكي أكثر أناقة وتأدبا، بصراحة، أستفيد كثيرا من هذه المحاضرات، حيث يعرف كل شخص كيفية "رد الجميل للآخرين"، في السابق، لم أكن على مستوى جيد في "طاعة الوالدين والمدرسين" واحترام المسنين، ومن خلال هذا المخيم، أتمنى أن أكون قادرة على التخلص من عيوبي وأجتهد في الدراسة من أجل خدمة الوطن والعالم."

تؤكد الطاوية على ضرورة التعايش المنسجم بين الانسان والطبيعة والمخلوقات الأخرى. ولذلك، أقيمت أنشطة فريدة أثناء فعاليات المخيمات الصيفية، حيث اشترى التلاميذ السناجب والأرانب والطيور من السوق وأطلقوا سراحها في أحضان الطبيعة، أدرك هؤلاء الطلاب والتلاميذ من خلال هذه الأنشطة أهمية احترام كل كائن حي، وشعروا بالسعادة، لأن الحيوانات والطيور الصغيرة أصبحت حرة طليقة في الغابات من جديد، هنا تقول التلميذة شيونغ شيويه أر:

" فرحة لا توصف بكلمة، حينما أري أن هذه الحيوانات والطيور تحصل على حريتها من جديد، وأرى أن الطبيعة كلها عظيمة جدا، لأنها تستوعب جميع الحيوانات والطيور والبشرية بأسرها، وإن الحيوانات والطيور كائنات حية، وتعيش مثل البشر على الكرة الأرضية، وعندما تابعت الفرحة والبهجة المرسومة على وجوه الحيوانات والطيور أثناء إطلاق سراحها، بدأت أتراجع عن أكل لحومها."

إن الحنين والرحمة هي أساس التعاليم البوذية، وهي جزء لا يتجزأ من الثقافة الصينية التقليدية، وبطبيعة الحال، أدرج ذلك في المحاضرات أثناء فعاليات المخيمات الصيفية، حيث كانت لتشن يو هاو انطباعات عميقة إزاء ذلك، إنه عداء للمسافات الطويلة من مدرسة جينيوان الثانوية بمدينة شانغهاي، قال:

"أحس بوجود تغيرات أثناء التعامل مع الآخرين، وفي السابق، كان مزاجي متقلبا وطبيعتي عنيدة. هذه هي المرة الأولى التي أنام فيها في معبد وأتعامل مع رهبان، إنهم يتميزون بالشفقة والرحمة والتواضع واللطف، أحترمهم كثيرا، وأحس بأن البشرية تتعايش مع الطبيعة هنا في جو من الوئام، وعندما أركض، أشعر بهدوء نفسي، لأن الهواء هنا منعش."

إن التعامل مع الآخرين بكل طيبة وحنان، والتعامل بذكاء، أضاف منافع بدنية ونفسية قيمة لكل من شارك في فعاليات المخيمات الصيفية، ومع هذه الفوائد، سيغادر الطلاب والتلاميذ معبد هويري ويعودون إلى صخب المدينة وضوضائها، وبالرغم من أن هذه الفترة كانت قصيرة جدا، إلا أنها ستظل حية محفورة في قلوب هؤلاء الطلاب والتلاميذ.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي