تحسين مستوى التعليم في المناطق الريفية الصينية يلعب دورا رئيسيا في تحقيق المساواة في التعليم

أصدرت أجهزة التربية والتعليم الصينية مؤخرا "المنهاج الوطني المخطط لإصلاح وتطوير التعليم على المدى المتوسط والطويل"( المشار إليه فيما يلي باسم منهاج التعليم)، أكدت فيه ضرورة رفع مستويات المعلمين وتحسين نوعية التعليم في المناطق الريفية وتحقيق التطور المتوازن في حقل التعليم، وفي هذا الصدد، أجرى مراسلنا مقابلة صحفية خاصة مع الأستاذ شيونغ بينغ تشي بجامعة الاتصالات بشانغهاي، حيث أشار الأستاذ شيونغ بينغ تشي إلى أن تحقيق التطور المتوازن في التعليم الإلزامي يعتمد إلى حد كبير على تحسين نوعية التعليم ورفع مستويات المعلمين والبنيات التحتية في المدارس الريفية، هنا يقول:

"تؤثر نوعية التعليم في المناطق الريفية على الأطفال تأثيرا مباشرا، حيث تؤدي النوعية غير الرفيعة في التعليم إلى مسائل غير عادلة، إذ، أظهرت نتائج الاستطلاع خلال السنوات الأخيرة أن عدد الطلاب الذين جاءوا من المناطق الريفية، يشكل نسبة منخفضة من إجمالي عدد الطلاب في الجامعات الرئيسية، وعلى سبيل المثال، تصل هذه النسبة إلى 20% فقط في جامعتي بكين وتشينغهوا، و30% في جامعة الزراعة، وبعد تحليل الأسباب المختلفة، لاحظنا أن هذا يرتبط بضعف مستوى التعليم ونوعيته في المناطق الريفية، لذلك، يلعب تحسين مستويات المعلمين في هذه المناطق دورا حاسما في تحقيق المساواة في التعليم."

وأشار الأستاذ شيونغ بينغ تشي إلى أن نوعية التعليم في المناطق الريفية لا تتعلق بنتائج تعليم الأطفال فحسب، بل تتعلق أيضا بتحقيق التوازن في مجال التعليم، والواقع يقول إن الصين اتخذت تحقيق التعليم المتوازن كقضية مهمة أثناء تنفيذ التعليم الإلزامي.

تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الصينية وضعت سلسلة من الإجراءات في "منهاج التعليم"، مثل تعزيز التبادلات بين معلمي ورؤساء المدارس داخل كل محافظة أو حي المدينة، والإسراع بخطوات بناء المدارس الضعيفة من خلال رفع مستويات المعلمين والبنيات التحتية.

حول الأوضاع الحالية في التعليم الأساسي في المناطق الريفية، أكد تشنغ فانغ بينغ الباحث بمعهد دراسة العلوم التربوية ضرورة رفع مستويات المعلمين ورواتبهم في المناطق الريفية، وهم الذين يشكلون 80% من إجمالي عدد المعلمين في الصين، لضمان تطور التعليم بصورة متوازنة، حيث يقول:

"يتوزع 80% من معلمي المدارس الابتدائية والثانوية في المناطق الريفية أو المناطق الفقيرة نسبيا، وأثناء الحملة الخاصة برفع نوعية تعليم عامة الشعب، من الضروري رفع كفاءة المعلمين، ولذلك، يتركز "منهاج التعليم" هذه المرة على رفع مستويات المعلمين، وخاصة العاملين في المناطق الريفية، أرى أن هذا هو الحق بعينه، ولكن، الأهم كيفية تنفيذه."

وحول كيفية رفع مستوى التعليم في المناطق الريفية، أكد الأستاذ شيونغ بينغ تشي ضرورة تحسين مستويات المعلمين والبنيات التحتية في المدارس، بالإضافة إلى جذب المزيد من المعلمين أصحاب المهارات والخبرات الوفيرة إلى المناطق الريفية، إذ قال:

"أرى أن المشكلة الرئيسية التي تواجهها المدارس الريفية، ما زالت تتمثل في مستويات المعلمين وضعف البنيات التحتية، ويقول الواقع إنه خلال السنوات الأخيرة، شهدت المناطق الريفية تحسنا في نوعية المدارس وظروف التعليم، إلا أن رفع مستويات المعلمين والبنيات التحتية ما زال مشكلة هناك. وإلى جانب ذلك، واجهت المدارس الريفية صعوبات في إبقاء المعلمين الممتازين، وخلال السنوات الأخيرة، انخفض عدد الطلاب، لذلك، هددت بعض المدارس الريفية بإغلاق أبوابها."

وخلال السنوات الأخيرة، شهدت الصين تطورا ملحوظا في رفع نوعية التعليم في المناطق الريفية، حيث أشار وانغ فنغ الباحث بمركز دراسة تطور التعليم التابع لوزارة التعليم والتربية الصينية، إلى أنه خلال السنوات الأخيرة، تعاونت الحكومة المركزية مع الحكومات المحلية في توفير ميزانيات مالية للمدارس وفقا لمدى تطور المناطق الشرقية والوسطى والغربية، لتحقيق التعليم الإلزامي مجانا، حيث يقول:

"في بداية هذا القرن، حققنا بصورة أولية الهدف المتمثل في تعميم التعليم الإلزامي. حيث شهدت المناطق الريفية تحسنا ملحوظا في ظروف التعليم ونوعيته من خلال إنشاء آلية جديدة لضمان نوعية التعليم في المناطق الريفية. وتعاونت الحكومة المركزية مع الحكومات المحلية لتوفير الميزانيات المالية التعليمية بناءا على مدى تطور المناطق الشرقية والوسطى والغربية. وإلى جانب ذلك، تم تنفيذ التعليم الإلزامي المجاني في المناطق الريفية منذ عام 2006، حيث أكد منهاج التعليم ضرورة بناء فريق معلمين رفيع المستوى والارتقاء بأخلاقياتهم ومستويات أعمالهم، بالإضافة إلى تحسين مكانتهم ورواتبهم وتنفيذ نظام إدارة المعلمين."