CRI Online

فترة ما بعد الارتباط بين جيلي الصينية وفولفو السويدية

cri       (GMT+08:00) 2010-09-29 14:01:41






مستمعينا الأعزاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته! طابت اوقاتكم بكل خير! ومرحبا بكم فى حلقة جديدة من برنامجنا الأسبوعى: اقتصاد وتجارة. هذه أجمل تحية لكم من القسم العربى بإذاعة الصين الدولية. وفى حلقة اليوم، نقدم لكم فى زاوية ( الاوضاع العامة فى مجال الاقتصاد والتجارة ) تقريرا بعنوان

فترة ما بعد الارتباط بين جيلي الصينية وفولفو السويدية

قامت مجموعة جيلي الصينية للسيارات في مارس من العام الجاري بالاستحواذ على 100% من أسهم شركة فولفو وذلك بعد التوقيع الرسمي في المقر الرئيسي لشركة فولفو في السويد، وقد وصلت قيمة الصفقة النهائية إلى مليار و800 مليون دولار أمريكي.

وبعد مرور نصف سنة، أعلنت جيلي للسيارات مؤخرا أن مبيعات الشركة في النصف الأول من العام الجاري وصلت إلى 190 ألف سيارة، أي بزيادة 42% عن نفس الفترة من العام السابق، وبلغ صافي الأرباح إلى 800 مليون يوان صيني، أي بزيادة تقدر ب35%، وتصدرت سيارت جيلي من نوع جيلي بوانجينغ وشانغهاي إين لون SC7 و أيم جراند EC73 (EMGRAND) مبيعات الشركة لتصبح إحدى المصادر الرئيسية لنمو المبيعات فيها، حيث وصل المجموع الكلي لمبيعات هذه الأنواع الثلاثة من السيارات إلى 80 ألف سيارة، وهو ما يعادل 40% من مبيعات الشركة ككل.

وهنا يطرح السؤال نفسه وهو أين النجاح المنتظر من وراء شراء ماركة فولفو؟

في الحقيقة لقد كان نجاح جيلي الصينية في شراء ماركة فولفو والاستحواذ عليها هو الخطوة الأولى نحو خروجها إلى العالم الخارجي، إلا أنها ستحتاج إلى مواجهة العديد من الشكوك حول مكانة فولفو الجديدة، فياترى هل ستتحول فولفو بعد شرائها إلى مصدر فخر واعتزاز أم انها ستكون بمثابة العبئ الجديد، ولهذا فأن فكرة السيد لي شو فو المدير العام لشركة جيلي قائمة على أساس استغلال ماركة فولفو وتقنياتها، كما ستعتمد جيلي على معرفتها العميقة للصين لمساعدة فولفو في تخفيض تكاليف عملية الانتاج وفتح السوق الصيني أمام هذه الماركة، وتجاه عملية الاستحواذ التي قامت بها شركة جيلي لماركة فولفو العملاقة قدم السيد لي شياو نائب رئيس التحرير لمجلة الرياضة والسيارات تحليل منطقيا قال فيه:

" يجب القول إنه من ناحية حجم الأموال المدفوعة، فقد حصلت جيلي على صفقة الاستحواذ هذه بأدنى معدلات الشراء، فقد قامت شركة فورد بدفع ستة مليارات و400 مليون دولار أمريكي عند شراء فولفو في السابق، أما جيلي فلم تقدم سوى ملياري دولار أمريكي للحصول على هذه الماركة، ومن الطبيعي في حال المقارنة المالية أن نرى الفرق الشاسع، إلا أنه يجب أن ننظر إلى مشاركة العلامات التجارية المستقلة الصينية في المنافسات الدولية، حيث لا يجب أن نركز اهتمامنا على الجانب المادي فقط، بل يجب علينا أن نلاحظ الفوائد المرجوة من وراء مثل عملية الشراء هذه لمؤسسات السيارات الصينية"

يمكن لنا من خلال اتفاقية الشراء أن نرى أن جيلي الصينية قد أصرت على بقاء مصانع سيارات فولفو في السويد وبلجيكا كما هو الوضع الحالي، وفي نفس الوقت العمل على تأسيس مصانع جديدة في الصين والتي سيكون أنتاجها أقرب إلى السوق الصيني.

وكجزء من الصفقة ستعمل مجموعة جيلي بالاستمرار في الحفاظ على العاملين التابعين لشركة فولفو والنقابات العمالية ومراكز التوريد والتسويق، وأيضا وعلى وجه الخصوص إقامة علاقات حسنة مع زبائن هذه الشركة. وقد اتفق السيد لي شياو في على هذه النقطة قائلا:

"إذا نظرنا إلى الفكرة الكلية منذ قيام مجموعة جيلي الصينية بشراء علامة فولفو، فإننا سنرى أن فكرة السيد لي شو فو المدير العام في شركة جيلي تعتمد على مواصلة الدراسة للتكنولوجيا المتقدمة والاستفادة من خبرات وتجارب هذه الشركة التي تتمتع بتاريخ طويل كما أنها ماركة مشهورة بين ماركات السيارات الدولية. وعلى سبيل المثال إذا قامت جيلي بعد شرائها ماركة فولفو بالمحافظة على خطوط انتاجها وأسلوب الإدارة التابع لها، فإنها ستقوم بدراسة إدخال تقنيات الإنتاج التابعة لفولفو إلى عملية الإنتاج لسيارات جيلي، ولهذا فأنا أعتقد أنه بهذا مردود صفقة الشراء هذه فيها مكسب لجميع الأطراف، لهذا فيجب الإشارة في هذه الصفقة إلى أنه لم تكن ناجحة في الجانب المالي فقط، بل الجانب المهم يتجسد في فهم التكنولوجيا العالمية المتقدمة من خلال هذه الصفقة، ومن ثم استيعاب وإجادة هذا النوع من التكنولوجيا"

لقد انتشرت مؤخرا العديد من الأخبار في مختلف المدن الصينية منها بكين وتشنغدو وتيانجين وشانغهاي وغيرها، والتي تؤكد البدء بتأسيس شركة خاصة لمجموعة جيلي للسيارات فيها، غير أنه لا تزال الصورة ضبابية ولا يوجد هناك تأكيد واضح من شركة جيلي حول اختيار الموقع وفي أي منطقة.

وقد عبر المتحدث باسم مجموعة جيلي في مشروع صفقة شراء فولفو بأن أفراد فريق العمل الجديد قد وصلوا إلى مواقعهم، وأن العملية الرسمية لفريق الإدارة سوف يستغرق زمنا أطول.

وأضاف أن هناك العديد من الجوانب في عملية نقل مصانع الشركة وأماكن مواقعهم سوف تحتاج للكثير من التفكير، وخاصة أنه في الوقت الحالي لا يسمح سوى لأعضاء مجلس الإدارة بصياغة القرار في الشؤون الإدارية لفولفو، لهذا فأن تحديد موقع مصانع فولفو سوف تحتاج إلى وقت طويل، ولن يكون بهذه السرعة"

وطبقا لمعلومات عن مصدر مطلع حيث قال إنه في حالة الاختيار من جديد عن موقع لتأسيس مصانع جديدة فإن ذلك سيتطلب على الأقل ثلاث سنوات، ولكن إذا استخدمنا المصنع الذي يتم بناؤه في الوقت الحالي بمدينة تشنغدو، فسنتمكن من البدء في الإنتاج في غضون سنة. كما أن هناك احتمال كبير بأن يتم انتاج سيارات ماركة جيلي وماركة فولفو في ذلك المصنع الجديد في مدينة تشنغدو بنفس الوقت.

لقد قطعت تنمية صناعة السيارات الصينية شوطا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، فقد أصبح سوق السيارات الصينية من أكبر الأسواق في العالم، غير أنه من المحتمل أن تواجه مجموعة جيلي الصينية الكثير من الصعوبات بعد شرائها لماركة فولفو. أولها أن جيلي لا تمتلك الخبرة الكافية في مجال تصدير السيارات إلى الخارج.

ومن ناحية أخرى فأن جيلي لا تمتلك القوة الفعلية لإنتاج سيارات ذات نوعية راقية على مستوى العالم، كما لا يمكن أهمال وجود تلك التحديات الكبرى في طريق التنمية لماركة فولفو. ففي خلال السنوات الأخيرة وصلت قيمة الخسائر المالية لماركة فولفو إلى مليار دولار أمريكي سنويا، كما وصلت قيمة الخسائر المالية في العام السابق إلى 934 مليون دولار أمريكي.

"إن من أكبر التحديات التي تواجهها جيلي في الوقت الراهن هو كيفية قيادة فولفو للخروج من وضعها الحالي السيئ، وهذا الوضع لن يتغير باستخدام الأموال، لأنها تحتاج إلى فهم واستيعاب ثقافة الإدارة وفلسفة الإنتاج المتعلقة بفولفو، كما ستحتاج إلى المشاركة وإدخال بعض التغييرات تدريجيا على مفهوم ماركة فولفو وعملية التسويق الخاصة بها، فالخطوة القادمة لفولفو لن تنحصر في سوق الصين فحسب بل سيتسع نطاق هذا السوق ليشمل العالم أجمع، وهكذا وفي أثناء عملية الانتقال هذه بالنسبة لمؤسسة تعمل للحصول على حصة أكبر في السوق، فالمطلوب لن يكون فقط في علامة تجارية مشهورة، بل سيتمثل في عملية نشر وتعميم فعالة وإلى خبرات إدارية أيضا، وفي هذه الجانب لا يزال لدى جيلي وفولفو أمضاء الكثير من الوقت في عملية التعديل والتكيف"

لقد أصبحت صفقة الشراء التي قامت بها جيلي لفولفو واحدة من أكبر صفقات الاستحواذ على المؤسسات الأجنبية في تاريخ صناعة السيارات في الصين، ومن الطبيعي أن يتجسد المعنى من خلال اتمام هذه الصفقة في أن الصين قد أصبحت رسميا واحدة من القوى الصناعية التي لا يمكن تجاهلها في مجال صناعة السيارات في العالم.

لقد عملت مؤسسات صناعة السيارات في الصين على دخول الأسواق الغربية في السنوات الأخيرة غير أن الاسباب المتعلقة بالجانب التكنولوجي ومدى شهرة ماركات السيارات كانت سببا في عدم تمكن مؤسسات السيارات الصينية من تحقيق أي اختراق في تطوير أعمالها خارج البلاد.

غير أن جيلي وبعد نجاحها في صفقة شراء فولفو سوف تساعد مؤسسات السيارات الصينية الخاصة على تخطي مثل تلك العقبات، وتحسين كفاءة العمل بشكل أكثر فعالية.

"أشعر بأن جيلي قدمت موضوعا جديدا لمؤسسات السيارات الصينية ذات علامات تجارية مستقلة والمؤسسات الاستثمارية المشتركة من خلال شرائها لماركة فولفو، كما تمكنوا من رؤية مسار جديد، لأن مؤسسات السيارات الصينية وخلال عملية التنمية تدريجيا حققت أكبر كمية في الإنتاج والمبيعات، ووفقا لذلك فعلى مؤسسات السيارات الصينية أن لا تكتفي بالتنمية في السوق الداخلية بل يجب عليها أن تنطلق إلى الأسواق الأجنبية، ولهذا فقد قامت جيلي من خلال شرائها لماركة فولفو بتقديم نموذج لمؤسسات السيارات الصينية ذات العلامات التجارية المستقلة والمؤسسات الاستثمارية المشتركة، كما جعلتنا أن نرى طريقا رائعا أخر"

أعزائي المستمعين إلى هنا تنتهي حلقة اليوم من البرنامج الاسبوعي (اقتصاد وتجارة) كان في الإعداد والتقديم أنور الصبري، شكرا على حسن متابعتكم، وحتى الملتقى معكم في حلقة جديدة في الاسبوع القادم لكم منا أرق التحيات وأطيب المنى وإلى اللقاء.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي