CRI Online

حملة الوقاية ضد الطاعون ومكافحته تجري في منطقة يوشو المنكوبة جراء الزلزال

cri       (GMT+08:00) 2010-10-12 15:34:40






ضرب الزلزال المدمر بقوة 7.1 درجة على مقياس ريختر ولاية يوشو شمال غربي مقاطعة تشينغهاي في ال14 من أبريل الماضي، مما أدى إلى خسائر فادحة من الأرواح والممتلكات، وبذلت الحكومة الصينية أقصى الجهود في أنشطة الإغاثة، وفي الوقت نفسه، جرت أيضا حملة أخرى حول وقاية ومكافحة الطاعون.

تعتبر ولاية يوشو بمقاطعة تشينغهاي إحدى البؤر الطبيعية الأكثر تفشيا للطاعون في العالم، حيث يعد حيوان المرموط حيوانا رئيسيا لنقل الفيروس، ويمكن الإصابة بالطاعون في حالة اصطياد وذبح وأكل الحيوانات المصابة بالفيروس. وأشار شيوي جيان قوه مدير قسم أمراض الأوبئة بمركز مكافحة الأمراض الصيني، إلى أن نسبة خطر وقوع الطاعون ازدادت بعد حدوث الزلزال في ولاية يوشو، حيث أصبحت الإصابة بالطاعون ومكافحته أولوية مهمة بعد وقوع الكارثة، حيث يقول:

" تعتبر ولاية يوشو بمقاطعة تشينغهاي إحدى البؤر الطبيعية الأكثر تفشيا للطاعون في العالم، وكان الطاعون ينتشر بين الناس في المناطق المجاورة عام 2004، ومنذ عام 2007، تكاد تكتشف حالات الإصابة بهذا الوباء كل سنة. وبعد وقوع الزلزال، تغيرت عادات المراميط، وإلى جانب ذلك، سكن الكثير من المنكوبين في العراء وتدفقت طواقم الإغاثة وإعادة الإعمار إلى هذه المنطقة، مما يزيد كل ذلك نسبة خطر تفشي الطاعون."

وبعد وقوع الزلزال في ولاية يوشو، أصدرت مجلة "العلم" أشهر مجلة أكاديمية دولية تعليقا خاصا، أشارت فيه إلى أن الزلزال المدمر في ولاية يوشو يسهم في إيجاد ظروف ملائمة لتفشي الطاعون. الجدير بالذكر أن أجهزة الصحة الصينية أرسلت دفعة أولى من العاملين في مجال الوقاية ضد أمراض الأوبئة للتوجه إلى المنطقة المنكوبة فور وقوع الزلزال المدمر في ولاية يوشو، حيث انهمكوا في أعمالهم على وجه السرعة، رغم التوعك والصداع الذين يسببهما نقص الأكسجة في تلك المنطقة. وفي وقت لاحق، جاء الكثير من الخبراء إلى المنطقة المنكوبة لتنفيذ أعمال المراقبة من أجل سلامة المواد الغذائية والمياه والبيئة ورصد بيولوجيا الناقلات، بالإضافة إلى إعادة بناء شبكة مراقبة أمراض الأوبئة بسرعة. حيث يقول لي تشيون نائب مدير مكتب مواجهة حالات الطوارئ بمركز مكافحة الأمراض:

"نعد أفراد الصحة ليتمكنوا من تقييم مدى خطر تفشي الطاعون في المنطقة المنكوبة، ونقدم مقترحات تفصيلية للوقاية من الطاعون ومكافحته، وفي الوقت نفسه، نسعى لتعبئة العاملين في مجال الصحة من منطقة شينجيانغ ومقاطعتي قانسو وسيتشوان لدعم قتل المراميط ومراقبة أحوال أمراض الأوبئة، بالإضافة إلى توفير الدعم التقني في حينه."

وأكد شيوي جيان قوه مدير مصلحة أمراض الأوبئة بمركز مكافحة الأمراض ضرورة التمتع بقدرة سريعة على كشف مسببات الطاعون لتفادي تفشي أمراض الأوبئة، إلا أن ولاية يوشو بعد وقوع الزلزال لا تتمتع بهذه القدرة، هنا يقول:

"بعد وقوع الكارثة، ليست لدى ولاية يوشو الظروف المناسبة لفحص الطاعون، لذلك، من الضروري نقل عينات إلى مدينة شينينغ التي تبعد عن يوشو ب800 كيلومتر، إن مثل هذه الظروف لا يمكن أن تلبي احتياجات الوقاية من الطاعون والسيطرة عليه."

من أجل تعزيز القدرة على كشف مسببات الطاعون في أقرب وقت ممكن، قررت وزارة الصحة الصينية نقل مختبر السلامة الحيوية إلى ولاية يوشو. وفي حالة الطوارئ، يمكن نقل المختبر المتحرك إلى موقع معين في الوقت ذاته لأداء مهمة الفحص بسرعة حتى يتم تحديد مسببات الأمراض وتوجيه السيطرة على تفشي الأوبئة.

ويعتبر نقل المختبر المتحرك من بكين إلى ولاية يوشو مهمة صعبة، ولم ينقل هذا المختبر إلى أماكن أخرى لضخامة حجمه منذ استيراده من فرنسا عام 2004، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها نقل المختبر المتحرك من موقعه الأصلي إلى منطقة يوشو التي يبلغ ارتفاعها 3500 متر عن سطح البحر، وهذه هي مشكلة كبيرة.

ومن أجل نقل المختبر الهائل الحجم إلى الهضبة بسلامة، وضع الخبراء خطة دقيقة، أولا وقبل كل شيء، نقل المختبر عن طريق القطار إلى شينينغ حاضرة تشينغهاى التي تبعد عن بكين ب2200 كيلومتر، ثم نقلته سيارة خاصة من شينينغ إلى ولاية يوشو بعد قطع مسافة 860 كيلومترا من الطريق الجبلي الوعر. وأخيرا، وصل المختبر المتحرك إلى ولاية يوشو بصورة سليمة بعد خمسة أيام نهارا وليلا. ويقول شيوي جيان قوه مدير قسم أمراض الأوبئة بمركز مكافحة الأمراض:

"في السابق، لم ننقل المختبر المتحرك إلى أماكن أخرى أبدا، اليوم، تحسنت قدرتنا، إذ نقلناه إلى ولاية يوشو التي يصل ارتفاعها إلى أكثر من 3000 متر عن سطح البحر، ولا تقتصر الصعوبات التي يخلقها العمل في الهضبة على الانسان وحده، لكنها تمتد لتشمل الأجهزة والمعدات أيضا، ولا يمكن تشغيلها بسهولة في الهضبة. ولحسن الحظ، وبعد صيانتها مرارا وتكرارا، تم تشغيل المعدات بصورة طبيعية في نهاية المطاف، حيث قمنا بفحص عينات من سبعة كلاب مميتة في ليلة اليوم ذاته، لذلك، فإن مجلة "العلم" قدرت جهودنا بصورة إيجابية."

أثناء حملة مراقبة الطاعون على نطاق واسع، نظمت أجهزة الصحة الصينية فريق عمل للوقاية من الطاعون ومكافحته، وأرسلت الأجهزة المعنية أيضا وحدات إنقاذ لمساعدة أجهزة الصحة في إبادة المراميط وسد كهوفهم وتوزيع المبيدات على فتحات الكهوف. تجدر الإشارة إلى أن منطقة يوشو المنكوبة لا تتفشي فيها الأمراض الوبائية في الوقت الحالي، وتلقى صحة مئات الآلاف من المنكوبين ضمانا قويا.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي