CRI Online

اهتمام قادة الاقتصاد في العالم بالتنمية المستدامة

cri       (GMT+08:00) 2010-10-27 11:06:54






مستمعينا الأعزاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته! طابت اوقاتكم بكل خير! هذه أجمل تحية لكم من القسم العربى بإذاعة الصين الدولية. ومرحبا بكم فى حلقة جديدة من برنامجنا الأسبوعى: اقتصاد وتجارة. وفى حلقة اليوم، نقدم لحضراتكم فى زاوية ( الاوضاع العامة فى مجال الاقتصاد والتجارة ) تقريرا بعنوان:

اهتمام قادة الاقتصاد في العالم بالتنمية المستدمة

انعقد في الشهر الجاري منتدى دافوس الصيفي الرابع 2010 المؤتمر الاقتصادي السنوي للقادة الجدد في مدينة تيانجين الصينية الساحلية الواقعة في شمال البلاد، والذي تحول إلى أهم المؤتمرات الاقتصادية على مدار السنة، وخلال المنتدى ظل موضوع التنمية المستدامة محور النقاش بين قادة العالم الاقتصاديين، وقد تمحورت اهتمامتهم عن مدى امكانية الطرق والعمليات المختلفة التي من شأنها أن تدفع تطور النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة في ظل الوضع المتخلخل لاقتصاد العالم حاليا.

يتبادر إلى ذهن المواطن العادي أو الشخصيات البيئية في مفهوم التنمية المستدامة أولا الحفاظ على الموارد والمحيط البيئي وتحقيق الانسجام بين الانسان والطبيعة.

إلا أن الشخصيات الاقتصادية كان لديها الكثير من التفسيرات تجاه مفهوم التنمية المستدامة. ها هو السيد (بيتر برابك) مدير مجلس الإدارة لشركة نستله الفرنسية يقول إن التنمية المستدامة لن تنحصر في موضوع حماية البيئة فحسب، بل ستشمل تأثيرها التنمية المستدامة الاجتماعية والاقتصادية أيضأ. أما بالنسبة لأصحاب المؤسسات فتعلقت اهتمامتهم بالتنمية الاقتصادية المستدامة، إلا أن هذه التنمية لا يجب أن تمس بأضرارها أسس المحيط البيئي.

"تتضمن التنمية كل من الاقتصاد والمجتمع والمحيط البيئي، وهذه هي عوامل ضرورية للتنمية المستدامة. بالنسبة لأصحاب المؤسسات فيجب عليهم ضمان التنمية الاقتصادية المستدامة طويلة الأمد، وهذه هي الخطوة المهمة الأولى حيث أن الشركات لا يمكنها أن تقدم أي حلول مسؤولة تجاه التنمية الاجتماعية أو المحيط البيئي إذا لم تحقق التنمية السريعة لفوائدها، أما بالنسبة لعوامل المحيط البيئي، فمثلا المياه ومصادر الطاقة والأطعمة وغير ذلك، فالمياه تأتي في المقام الأول، وإذا ما لم نغير الطرق الحالية غير الملائمة لاستغلال موارد المياه فلن نستطيع بلوغ إى تقدم في التنمية المستدامة"

لقد أشارت كلمات السيد (بيتر برابك) بأن استخدام البشر لموارد المياه في الوقت الحالي غير مسؤول للغاية، وفي الواقع فإن الإفراط في استخدام الموارد الطبيعية بما فيها المياه والاستخدام العشوائي الغير علمي لها تمثل تهديدا للمحيط البيئي والتنمية الاقتصادية المستدامة، وفي المنتدى قال الخبير الصيني في الشؤون الاقتصادية السيد (تشانغ سى وي) إنه وفقا لأرقام الاحصائيات لعام 2005 فقد وجدنا أن اسباب الأضرار البيئية الناتجة عن التنمية الاقتصادية تمثلت بالاستخدام السيئ لموارد الطاقة، والتلوث البيئي وتدمير النظم الإيكولوجي، وهو ما أدى إلى تكاليف وصلت إلى 34.5% من مجموع الناتج المحلي.

إن استخدام المصادر الجديدة للطاقة والذي سيدفع بلا شك بعملية التنمية المستدامة هو خيار لا مفر منه، وسيقدم الاقتصاد الأخضر أو طرق التنمية الخضراء للبشرية كميات هائلة من فرص العمل، وسيسهم في تحقيق نمو اقتصادي في ظل عدم تهديد التنمية للأجيال القادمة.

كما دعا الخبراء المشاركون في المنتدى إلى التطوير في قطاع الطاقة بما في ذلك الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح والطاقة النووية وغير ذلك من مصادر الطاقة.

تعد شركة شيانغ ده المحدودة للطاقة الشمسية في منطقة وو شي بتشهجيانغ، واحدة من المؤسسات المشهورة في الصين في مجال مصادر الطاقة الجديدة والتي يمتد تاريخها إلى ما يقارب عشر سنوات، وفي معرض حديثه قال السيد (شى جانغ رونغ) رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي في الشركة، قال إن مختلف حكومات الدول قد أدركت مدى أهمية دفع عملية التنمية للاقتصاد الأخضر، وتوفير المزيد من الدعم تجاه هذا النوع من الصناعات، كما أن المؤسسات الأجنبية قد بدأت بإيلاء المزيد من الاهتمام بتنمية مصادر الطاقة الجديدة، ها هو يقول:

"حتى في ظروف الأزمة الاقتصادية، تشهد صناعة الطاقة الشمسية تراجعا لمدة خمسة أشهر، وقد بدأت الآن في الانتعاش، وازداد الطلب عليها في الأسواق. المؤسسات العابرة للقارات بدأت بإيلاء المزيد من الاهتمام بتنمية مصادر الطاقة الجديدة، والتي تعتبر الاتجاه الجديد لتنمية الاقتصادية في المستقبل، من هذه المؤسسات LG و سامسونج وغيرها من المؤسسات التي بدأت تتجه نحو الاستثمار في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغير ذلك، وهو ما يعني أن مصادر الطاقة المتجددة قد أصبحت بالفعل محورا مهما للكثير من الشركات الأجنبية"

أما بالنسبة للصين، فقد قامت الحكومة المركزية بعمل مخطط كامل يشمل الإسراع في تغيير أساليب التنمية الاقتصادية وتعديل الهيكلة الاقتصادية انطلاقا من الوضع العام ومن زاوية استرتيجية، بما في ذلك تعزيز الابتكار التكنولوجي والذي سيدفع من مستوى الهيكل الصناعي، والاسراع في بناء هيكل صناعي وأنماط إنتاج وطرق استهلاك والتي من شأنها التخفيض من تبديد الطاقة ومصادرها وحماية المحيط البيئي، وتقديم حل جذري للقضايا المتعلقة بمصادر الطاقة والمحيط البيئي، ورفع وتحسين جودة وكفاءة التنمية الاقتصادية والقدرة التنافسية الوطنية.

أما المدير العام في مجموعة بوسطن الاستشارية السيد (جين وي دونغ) فيعتقد أن الصين سوف تعمل على تطوير الصناعات الاستراتيجية الناشئة، وسيخلق التنفيذ لهذه السياسات الاقتصادية المزيد من فرص الاستثمار. وسيحتاج اؤلئك الذين يفكرون بتوسيع مؤسساتهم في السوق الصينية إلى التخطيط على هذا النحو قبل البدء في التنفيذ. حيث قال:

"خلال عملية التغيير، هناك مشكلة كامنة تواجه جميع المؤسسات الاستثمارية سواءا الصينية منها والأجنبية، وهي لمن هي الأولوية لوجود السوق أم لوجود القدرة الإنتاجية، لأن هذه القضية ستؤثر بشكل مباشر على توقيت الاستثمار بالنسبة لهذه المؤسسات، يجب أن يكون لدى الجميع نظرة أبعد، ويتحلون بالثقة اللازمة، ويبدؤون بالاستثمار مع بداية الفترة الزمنية لذلك، وإذا ما انتظرنا فرص السوق حتى تأتي إلينا فسيكون ذلك متأخرا جدا، وهذه قضية خاصة بالاستراتجيات والتكتيكات، يجب علينا متابعة تغييرات السوق بين كل فترة وأخرى، الاهتمام بالتطور الحاصل في السوق، وما هي احتياجات السوق والتغييرات الجديدة فيه، وستعمل هذه الأفكار والرؤى على جعل النجاح أكثر سهولة للمؤسسات"

يعتقد الكثير من أصحاب المؤسسات وخبراء الاقتصاد الذين شاركوا في المنتدى أنه إذا أردنا التوصل إلى التنمية المستدامة بشكل مستمر فلابد لنا من تعزيز العناية والتدريب للأكفاء وأصحاب المواهب، وتأهيل جميع الموظفين ليكونوا ذو كفاءة عالية، وفي نفس الوقت إثراء ثقافة التنمية المستدامة لدى المؤسسات.

إن إعداد الأكفاء له معنى أعمق بالنسبة للدول النامية. ها هو السيد (هاري بهارتيا) المسؤول في إحدى المؤسسات الهندية يقول إنه من خلال الدورات التدريبية القصيرة ستتمكن المؤسسات المختلفة من الاستفادة من هذه الثروة المتمثلة بالأيدي العاملة التي تلقت مثل هذه الدورات، حيث قال:

"يوجد الكثير من فرص العمل في مجال صناعة المواد الغذائية في الهند، لكن ما ينقصنا هو الأيدي الماهرة في هذا المجال، نحتاج في كل سنة إلى ما يقارب من 12 ألف شخص، إلا أن معدلات النقص لا تزال مرتفعة، إذ وصلت إلى 20%، بالإضافة إلى نسبة عالية للذين ينسحبون من الدراسة، وعملية التعليم ليست بمستوى عال، كما أن ما يقارب من 88% من الاشخاص الذين يتركون مدارسهم يندمجون مباشرة مع المجتمع، فكيف يمكن أن نجعلهم يشاركون في النشاطات الاجتماعية، ويكتسبون قدراتهم التقنية؟ لقد قمنا بتوفير دورات تدريبية تستمر لمدة ثلاثة أشهر، وذلك من أجل أن يحصلوا على مهارات فنية أفضل، ورفع مستوى قدراتهم المهنية، وهو ما من شأنه أن يعود بالفائدة للحرف المهنية والمجتمع بشكل عام"

أما السيد جيمس راجرس رئيس مجلس الإدارة لشركة دوك للطاقة فهو يستعد حاليا لمشروع يحمل اسم ( من أجل الأحفاد)، حيث قال:

"إن كل قرار تتخذه شركتنا، أو أي خطوة نخطوها نستند خلالها إلى مفهوم التنمية المستدامة، فالكثير من القرارت المرتبطة بمصالح لفترة زمنية قصيرة أو طويلة سيكون لها تأثيرها المهم تجاه التنمية المستدامة. في البداية يجب التأكد من العلاقة التي تربط كلا من المحيط البيئي والتنمية الاقتصادية والشؤون الاجتماعية، ثانيا الفعاليات، حيث يجب علينا أن أن نقدم حلولا أكثر عقلانية لمسألة استخدام مصادر الطاقة، ثالثا تحقيق التوازن بين الفوائد الاقتصادية من جهة والناس والمحيط البيئي من جهة أخرى، وأخيرا كل هذه القرارات يجب أن تكون من أجل أحفادنا والأجيال القادمة، أنا اعتقد أنه إذا ما اعتمدت قرارتنا على المدى الزمني الطويل فيجب أن نأخذ بالاعتبار العناصر الأربعة السالفة الذكر"

أعزائي المستمعين إلى هنا تنتهي حلقة اليوم من البرنامج الاسبوعي (اقتصاد وتجارة) كان في الإعداد والتقديم أنور الصبري، شكرا على حسن متابعتكم وحتى الملتقى معكم في حلقة جديدة في الاسبوع القادم لكم منا أرق التحيات وأطيب المنى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي