CRI Online

خبراء التعليم من ضفتي مضيق تايوان يناقشون نظام التربية العائلية

cri       (GMT+08:00) 2010-11-18 16:46:05






في التقاليد الثقافية الصينية، تعتبر تربية الأطفال شؤونا عائلية. ولكن في مجتمع العصر الحديث، قد تم دمج هذه التربية العائلية إلى نظام التربية والتعليم الاجتماعي وأصبحت أمرا هاما على مستوى الوطن. إذن، ما هي التربية العائلية؟ وكيف يتم تسوية أبرز المشاكل في هذا المجال؟ هذا وعقد مؤخرا المنتدى السنوي للتربية العائلية لضفتي مضيق تايوان، حيث طرح بعض الخبراء مفهوم إنشاء نظام التربية العائلية. وفي حلقة اليوم، سنشرح لكم أيها المستمعين الأعزاء تفاصيل هذا المفهوم الجديد.

بالنسبة للتربية العائلية، يبدو أن كل شخص يعرف شيئا عنها. إلا أن هذه المعارف غير حقيقية وصحيحة، وقال الأستاذ تشانغ زاي مينغ من جامعة جيائي من تايوان:

"معظم الناس لا يفهمون التربية العائلية بشكل صحيح. فنحن دائما نعتقد أن التربية العائلية هي تعليم الأطفال من قبل الأبوين، إلا أن ذلك لا يعتبر فهما كاملا. لأنه في الوقت الذي يتلقى الأطفال التعليم، يجب على الأبوين تلقيه أيضا. وإن التربية العائلية هي عمل يستمر طوال الحياة ويمر بمختلف المراحل."

وإزاء مفهوم التربية العائلية، قال السيد لين تشي مين عضو اللجنة الصينية للتربية العائلية:

"ما هي التربية العائلية؟ التعريف الحالي لها هو التربية من بين أعضاء الأسرة. وكلني أعتقد شخصيا أنه يجب توسيع هذا التعريف وتمديده إلى ما أعمق وأوسع، يعني أن التربية العائلية يجب أن تشمل الأسرة كلها وفي كل الأوقات طوال الحياة."

وأضاف السيد لين أن الأسرة تعتبر مهدا لنشوء الأفراد ومدرسة أولى لهم. فإن شخصيات الأبوين وأساليب أفكارهم وسلوكياتهم ستقرر مسار نمو الأطفال في المستقبل. وإن مفهوم التربية العائلية الكاملة ستقدم اسلوبا تعليميا جديدا لأفراد الأسرة. ويرى السيد لين أنه يجب على خبراء الضفتين بذل جهود مشتركة في البحث عن المفاهيم والأفكار الجديدة في هذا المجال لأن قاعدة الثقافة والتقاليد للضفتين مشابهة وتمتلك أصلا مشتركا.

كما يرى الأستاذ تشانغ زاي مينغ أنه يجب دفع نشر مفاهيم القيم المتعلقة بالتربية العائلية في الضفتين من خلال التبادلات الثقافية بين الجانبين، حيث قال:

"كان هناك مثل شائع في فترة النمو الاقتصادي السريع في تايوان يقول إن الأموال في تايوان تغرق أقدام الناس. هذا يعني أن الاقتصاد في تايوان ممتاز جدا. ولكن، هناك مشكلة، يعمل كل شخص على تحقيق الثروة، وينسون أمرا هاما وهو التربية العائلية. وبعد التبادلات مع الخبراء من البر الرئيسي، وجدنا أن البر الئريسي يشهد حاليا نفس المشكلة. وفيمكننا تشاطر خبرات تايوان في هذا المجال. وأعتقد أن التبادل الجانبين في هذا المجال أمر مفيد جدا."

وخلال عملية النمو الاقتصادي السريع وعملية العولمة، قد تحولت قضية التربية العائلية إلى نظام علمي ضخم يشمل علم النفس وعلم المجتمع وعلم العرق. فيجب إجراء تبادلات متعدد العناصر والجنسيات لدفع نمو التربية العائلية لكي تساير تقدم تيار العصر.

وجرت فعاليات المنتدى في ظل هذه الأوضاع بالضبط. وخلال السنوات الثلاث عشر الماضية، يدرك الخبراء أن المشكلة المشتركة التي تواجه الضفتين هي كيفية إدخال مفهوم التربية العائلية الصحيح إلى مختلف العائلات. وقال السيد تو شين تشونغ رئيس مركز التربية العائلية في محافظة تاينان بمقاطعة تايوان:

"في الحقيقة، هناك كثير من الآباء والأمهات يحتاجون إلى التعليم. إلا أن معظمهم لا يدركون أهمية هذا الأمر. فأضطررنا لزيارتهم في بيوتهم. ويكون شعارنا توصيل التربية العائلية إلى بوابة كل أسرة. وبالنسبة لمقاطعة تايوان، هذا يعتبر عملا بارزا جدا."

وحسب ما يقدمه خبراء تايوان، أصدرت تايوان في عام 2003 قانون التربية العائلية، حيث تنص على أنه يجب على طلبة المدارس الابتدائية والمتوسطة تلقي دروس أو تدريبات حول التربية العائلية لأربع ساعات على الأقل كل السنة. وبذلك، تم تعميم التربية العائلية بشكل شرعي ومنتظم في تايوان ربطها بالتربية المدرسية.

وفي المنتدى، أصبح موضوع التعاون بين المدارس والعائلات في دفع التربية العائلية موضوعا ساخنا، وقال السيد شيونغ شاو يان رئيس جمعية العلوم التعليمية في مدينة قوانغتشو:

"هناك نقاط متشابهة في هذا المجال بين الضفتين، أي التعاون بين المدارس والعائلات. وتولي مقاطعة تايوان اهتماما بالغا بهذا الموضوع وأصدرت قانوانا خاصا به. ولم يصل البر الرئيسي إلى هذا المستوى العالي بعد في إزاء هذا الأمر. ولكن ذلك لا يعني أننا نهمله. فإن قانون حماية الصغار وحقوقهم واللوائح التعليمية الأخرى في البر الرئيسي تشمل أيضا بعض الموضوعات المتعلقة بالتربية العائلية."

وفي السنوات الأخيرة، حقق البر الرئسي نتائج بارزة أيضا في مجال التربية العائلية. مثلا، إن مشروع "النشوء المشترك" في مدينة ويفانغ بمقاطعة شاندونغ قد أقام محاضرات خاصة لأكثر من 100 ألف شخص من الآباء والأمهات. أما مدينة سوتشو، فأنشأت مدرسة خاصة على الانترنت بهدف تعزيز التفاهم مع آباء الطلبة. وتعمل مقاطعة هونان حاليا على تعميم الثقافة التقليدية عبر النمط التجارية.

ومن جانب آخر، تلعب التبادلات بين الضفتين دورا هاما في تجديد مفاهيم التربية العائلية. وقال الأستاذ تشاو قانغ السكرتير العام لللجنة الصينية للتربية العائلية:

"في مجال التربية العائلية، لعبت التبادلات بين الضفتين دورا مهما في تعزيز التقدم المشترك للجانبين واستفاد النظام التعليمي في البر الرئيسي من ذلك كثيرا. مثلا، قد استفدنا من خبراء تايوان في طرح مفاهيم تعليم الآباء والأمهات وحق الاختيار الحر وتشريع قضية التربية العائلية وما إلى ذلك. ويجب تعزيز هذا التعاون في المستقبل بين الجانبين."

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي