CRI Online

الصين تواصل جهودها لتخفيض الانبعاثات وتوفير الطاقة

cri       (GMT+08:00) 2010-11-23 10:10:11






مستمعينا الأعزاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته! طابت أوقاتكم بكل خير! هذه أجمل تحية لكم من إذاعة الصين الدولية. ومرحبا بكم في حلقة جديدة من برنامجنا الأسبوعي: اقتصاد وتجارة. وفي حلقة اليوم، نقدم لحضراتكم تقريرا بعنوان:

الصين تواصل جهودها لتخفيض الانبعاثات وتوفير الطاقة

لا يزال الاقتصاد الصيني يتجه تدريجيا نحو التنمية السليمة، ففي الأرباع الثلاثة الأولى من السنة الجارية حصل توفير الطاقة في مجال الصناعة على نتائج ايجابية متعددة، كما تم كبح زخم توسيع الصناعات العالية الاستهلاك للطاقة بشكل عشوائي، فقد حان الوقت تقريبا لمباشرة حصاد الخطة الخمسية الحادية عشرة للصين، فيا ترى هل ستتمكن الصين من تحقيق أهدافها والوفاء بوعودها بشكل تام وخاصة أنه لم يتبقى من الموعد النهائي للخطة ما لا يقل عن ثلاثة أشهر، وهل سيتم تنفيذ الإجراءات المستقبلية الأكثر صرامة تجاه توفير الطاقة وتقليل الانبعاثات، اليوم سنتحدث وإياكم حول هذه النقاط من خلال هذا البرنامج.

ساد الاعتقاد بين الكثيرين تجاه الاهداف التي وضعتها الحكومة الصينية في بداية عام 2006 حول توفير مصادر الطاقة وتقليل الانبعاثات على أنها مهام لا يمكن انجازها، ووفقا لهذه الأهداف، فبحلول نهاية عام 2010 سينخفض معدل استهلاك الطاقة لكل وحدة من اجمالي الناتج المحلي بمقدار 20% من عام 2005 وسينخفض إجمالي الانبعاثات الرئيسية بـ 10%.، ومنذ ذلك الحين فقد تحول التقليل من استخدام موارد الطاقة وتخفيض الانبعاثات مصطلحات معروفة لدى عامة الناس. ويتناول هذا التخفيض الانبعاثات في مجال الصناعة من جهة والتعامل مع الانبعاثات الناتجة من الحياة اليومية للعامة من جهة أخرى.

وفي العاصمة بكين وخلال إحدى الفعاليات التي جرت تحت اسم "مصباح موفر للطاقة مقابل يوانا واحدا" وهو ما جعل الكثير من المواطنيين يبادرون بتبديل مصابيح منازلهم إلى هذا النوع من المصابيح الموفرة للطاقة، ها هو أحد المواطنيين يتحدث إلينا قائلا:

"هذه المصابيح الموفرة للطاقة المستخدمة في منازلنا حاليا، جلبها لنا القائمون على إدارة مجمعنا السكني، وقد مر على استخدام هذه المصابيح قرابة سنة، ولا تزال ممتازة جدا في الاستخدام ومضيئة للغاية"

وعند المقارنة مع المصابيح التقليدية، فالمصباح الموفر للطاقة يقوم بتوفير 60% إلى 80% من الكهرباء، وتطول مدة الاستخدام لهذه المصابيح من 4 إلى 6 أضعاف، غير ان سعرها مرتفع مقارنة بتلك التقليدية، إذ أن تكلفة المصباح الواحد تكون عادة من 20 إلى 30 يوانا صينيا.

وعلى الرغم من أن الصين تعد أكبر دولة في العالم من حيث الانتاج والتصدير للمصابيح الموفرة للطاقة إلا أن نشر هذه المصابيح في الصين لم يكن كما كان متوقعا، فالأسعار العالية لها جعلت الكثير من المواطنيين البسطاء يتراجعون عن شرائها، ولكن ومع حلول عام 2008 بدأ العامة في مدينة بكين بالتمتع بالإعانات المقدمة من الحكومة، وبدأ من المستطاع اقتناء المصباح الموفر للطاقة بيوان واحد فقط.

في الواقع يمكن لأي شخص أن يرى بنفسه أن الصين بذلت جل جهودها خلال السنوات الخمس الماضية من أجل بناء بيئة منخفضة الكربون للمجتمع.

يوجد الكثير من البرامج التلفزيونية التي تهتم بالجوانب الحياتية للعامة في مختلف القنوات الصينية والتي عادة ما تعمل على تنبيه الناس على أن استخدام المصابيح الموفرة للطاقة ذات التكلفة العالية نسبيا هي الأفضل والأكثر فعالية على المدى الطويل، كما تقوم شركات الهواتف المحمولة بإرسال رسائل نصية إلى مستخدميها مجانا والتي تعمل على نشر المعارف الخاصة بتوفير الطاقة عن استخدام المكيفات الكهربائية في المنازل، وفي معرض إكسبو شانغهاي الذي اختتم مؤخرا، قامت جميع الأجنحة المشاركة فيه تقريبا بتعميم ونشر ما يتعلق بالتنمية المنخفضة الكربون. فالحكومة الصينية تأمل من الذين قدموا لزيارة المعرض إن يستفيدوا ويتقبلوا رؤية التنمية المنخفضة الكربون.

ووفقا للبيانات الرسمية الصينية الصادرة، واعتبارا من نهاية عام 2009 فقد حققت كل من مدينتى بكين وتيانجين أهداف الخطة الخمسية الحادي عشرة حول توفير الطاقة وذلك قبل الموعد المحدد بسنة واحدة.

من جهته تحدث إلينا السيد (جيا جيان تينغ) نائب مدير مكتب حماية البيئة والحفاظ على الموارد التابع للجنة الإصلاح والتنمية بمدينة بكين، حيث قال:

"إن هدفنا الاساسي هو تحسين الكفاءة في استغلال مصادر الطاقة، وإيجاد تغييرات إيجابية لأنماط التنمية الاقتصادية. وتحويل دور الحكومة القيادي إلى دور توجيهي، ودفع وتعزيز السوق، وإشراك جميع شرائح المجتمع في التغييرات التي تحدث، من الضروري علينا أن نسعى في تأسيس أنماط إنتاج واستهلاك خضراء، والعمل على دفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية المتوازنة والمستدامة ببكين"

ذكر السيد (جيا جيان تينغ) أن تعديل الهيكل الصناعي خلال السنوات القليلة الماضية كان أحد أكبر العوامل التي ساهمت في توفير الطاقة وتخفيض الانبعاثات بمدينة بكين.

تتمسك مدينة بكين بخطة التنمية نحو صناعات أكثر رقيا وأكثر فاعلية وسرعة، وحققت تحولا من الاقتصاد الصناعي إلى الاقتصاد الخدمي، وقد بادرت المدينة بالتخلي عن أكثر من 100 مؤسسة من المؤسسات المستهلكة للطاقة والعالية التلوث، وقد ساهمت عوامل التعديل الهيكلي في تخفيض استهلاك الطاقة بما يقارب 80% في مدينة بكين.

إن الحد من التطور السريع للصناعات والمشاريع العالية الاستهلاك للطاقة هو أحد الإجراءات الرئيسية التي اتخذتها الكثير من الحكومات المحلية تجاه التخفيض من الانبعاثات، وطبقا للبيانات الصادرة من وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية، فخلال الأرباع الثلاثة الأولى من السنة الجارية تراجعت سرعة زيادة الاستثمارات لأكبر ستة قطاعات عالية الاستهلاك للطاقة من 22.6% إلى 14.3% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

ومع نهاية شهر سبتمبر، أكملت مختلف المناطق تقريبا المهام إغلاق المؤسسات المتأخرة والعالية الاستهلاك للطاقة خلال السنة الحالية، ها هو المتحدث باسم وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية السيد (جو هونغ رن) يتحدث إلينا قائلا:

"لقد قمنا بالخطوات الأولى لكبح وتقييد تلك الصناعات التي تتسع بشكل متسارع وتنتج بشكل عشوائي، فخلال النصف الأول من السنة الجارية انخفضت نسبة استهلاك الطاقة في مجال الصناعة بمقدار 1.25% على مستوى البلاد، وتغير الوضع خلال الربع الأول إذ ارتفعت النسبة بدلا من أن تنخفض، ويمكن لنا أن نرى من خلال حالة الاستهلاك لمصادر الطاقة من قبل المؤسسات أن نسبة استهلاك الطاقة في مجال الصناعة قد انخفضت بشكل ملحوظ في الربع الثالث من السنة الجارية. ومع زيادة العمل في التخفيض من الانبعاثات واستهلاك موارد الطاقة، تباطأت سرعة نمو المؤسسات العالية التلوث والاستهلاك للطاقة"

أما السيد (جو ون هوي) البروفيسور في معهد الاقتصاد التابع لجامعة الشعب الصينية فيعتقد أن الجهود المبذولة لتحقيق الالتزامات تجاه الحد من الانبعاثات واستهلاك الطاقة يعكس عزم الحكومة الصينية وموقفها المسؤول تجاه هذه القضية، لكن وأضافة إلى ذلك ستحتاج الصين إلى اكتشاف آلية مؤثرة على المدى الطويل، ها هو يقول:

"كيف يمكن أن نحول آلية تقييم الأداء من المدى القصير إلى الطويل، كيف يمكن تأسيس آلية طويلة الأجل في ظل التقلبات الدائمة؟ يجب أن يعلم الجميع أن خفض الانبعاثات وتوفير الطاقة هو الاتجاه العام للصين، وعملية التنفيذ لها ترتبط ارتباطا وثيقا مع نهج التحول الذي نحن فيه، من الضروري أن نطور الصناعات الحديثة الاستراتيجية. على سبيل المثال فالأولوية للصناعات التي توفر الطاقة وتحمي البيئة، والجيل الجديد لتكنولوجيا الإنترنت، فهذه العناصر يجب أن تنمو، وهكذا فإن الاقتصاد الصيني سيتمتع بالتنمية المستدامة"

من جهته يؤكد السيد (جو هونغ رن) بأن العديد من هيئات ولجان الدولة تجري البحوث المختلفة تجاه خطوط الطرق التقنية للسيارات ذات مصادر الطاقة الجديدة أو تلك الموفرة للطاقة، حيث توصلت جميعها إلى أراء متفقة تقريبا في هذا الشأن، ها هو يقول:

"تتفق أراؤنا على أن سيارات الكهرباء الخالصة ستمثل اتجاه التطور الاستراتيجي الرئيسي في عملية التحول لصناعة السيارات في الصين، وسيتم تركيز الجهود على تحقيق اختراقات في تكنولوجيا السيارات الكهربائية، ودفع تنمية صناعات السيارات ذات الكهرباء الخالصة، والسيارات الهجينة والمتصلة بالكهرباء، وتحقيق قفزة نوعية للتنمية في صناعة السيارات في الصين. وفي نفس الوقت زيادة سرعة البحث والاستخدام لتكنولوجيا السيارات الموفرة للطاقة، والعمل على نشرها وتعميمها"

أعزائي المستمعين إلى هنا تنتهي حلقة اليوم من البرنامج الاسبوعي (اقتصاد وتجارة) كان في الإعداد والتقديم أنور الصبري، شكرا على حسن متابعتكم وإلى لقاء متجدد معكم في حلقة جديدة الاسبوع القادم لكم منا أرق التحيات وأطيب المنى وإلى اللقاء.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي