CRI Online

التخطيط الاستراتيجي للمؤسسات الصينية تجاه الصناعات الناشئة

cri       (GMT+08:00) 2010-12-14 16:18:37






مستمعينا الأعزاء، السلام عليكم! طابت أوقاتكم بكل خير! هذه أجمل تحية لكم من إذاعة الصين الدولية. ومرحبا بكم في حلقة جديدة من برنامجنا الأسبوعي: اقتصاد وتجارة. وفي حلقة اليوم، نقدم لحضراتكم تقريرا بعنوان:

التخطيط الاستراتيجي للمؤسسات الصينية تجاه الصناعات الناشئة

تعد " الصناعات الناشئة الاسترتيجية " واحدة من المصطلحات الشائعة خلال الفترة الأخيرة في أوساط الاقتصاد الصيني، ففي اختتام الدورة الثانية عشرة للمعرض التجاري الدولي لثمار التكنولوجيا الجديدة بالصين والتي أقيمت في 21 من الشهر الجاري، قامت خلالها العديد من المؤسسات بعرض منتجاتها وأحدث التكنولوجيا لديها، آملين في ايجاد فرص لجولة جديدة من التحول الصناعي.

وتشمل الصناعات الناشئة الاستراتيجية في الصين مجالات كالحفاظ على مصادر الطاقة، والجيل الجديد من تكنولوجيا المعلومات، والمجال البيولوجي، ومصادرالطاقة الجديدة، والمواد والخامات الجديدة، وسيارات الطاقة الجديدة وغير ذلك. وتتمثل نقاط الوصل المهمة التي تجمع بين كل هذه المجالات في الاستفادة من التكنولوجيا العالية وتخفيض استهلاك مصادر الموارد المادية، وامكانيات النمو الكبيرة، والكفاءة الكلية الممتازة.

ويعتقد الكثير من المواطنيين أن مثل هذه الصناعات تبتعد كثيرا عن متطلبات حياتهم الخاصة. غير أن عضو اللجنة الوطنية للاصلاح والتنمية في الصين السيد ( تان سوي) ومن خلال اهتماماته بالصناعات التكنولوجية لفترة طويلة من الزمن فيعتقد أن سوء الفهم لدى المواطنيين يمكن تفسيره كالأتي:

"يعتقد الكثير من المواطنيين البسطاء أن الصناعات الناشئة الاستراتيجية تتعلق بالأشياء الراقية، التي يصعب فهمها، فكلها تكنولوجيا المعدات الراقية، مثل الطائرات ونحو ذلك، وفي الحقيقة أن هناك الكثير من الأشياء التي ترتبط ارتباطا وثيقا مع حياتنا اليومية، على سبيل المثال هناك المؤسسات التي تعرض أدوات كهربائية خاصة باللياقة البدنية، حيث يمكن أن تتمرن وتقوم الآلة بتحويل الجهد المبذول إلى طاقة كهربائية يمكنك من خلالها أن تقوم بشحن التلفون المحمول أو MP3."

إن المعرض التجاري الدولي لثمار التكنولوجيا الجديدة بالصين الذي أقيم في مدينة شنتشن إحدى المدن الواقعة في الجزء الجنوبي من الصين، أطلق عليه أيضا "المعرض التكنولوجي الأول في الصين" وكان عام 1999 بداية إقامة هذا المعرض. وقد جذب هذا المعرض أكثر من 12 ألف مشروع من 49 دولة ومنطقة، حيث شارك أكثر من 2000 مستثمر.

وحول هذا المعرض قال نائب عمدة مدينة شنتشن السيد (يوان باو تشانغ) إن المعرض نظم مجموعة كبيرة من المشاريع المتميزة والعروض التقنية والصفقات التجارية، ويمكن من خلال ذلك معرفة اتجاه نمو الصناعات الناشئة الاستراتيجية والفرص التي تجلبها.

"لقد قام منظمو المعرض والمشاركون فيه بتسليط الضوء على المشاريع المتميزة والتقنيات المتطورة ذات العلاقة الوثيقة للصناعات الناشئة الاسترتيجية. وكانت مواضيع المنتدى الذي أقيم على هامش المعرض تدور حول تنمية الصناعات الناشئة الاستراتيجة، حيث كان من بين هذه المواضيع والتي احتلت الجزء الأكبر من المحادثات الصناعات الناشئة والأنماط الجديدة، والتنمية الجديدة وتطوير الصناعات الناشئة بالإضافة إلى آفاق التعاون الدولي. وقد دارت المناقشات خلال القمة التي جمعت رجال الأعمال الصينيين حول فرص الأعمال للصناعات الناشئة وسبل العمل للمرحلة الانتقالية"

وخلال المعرض قدمت أكثر من مائة مؤسسة متميزة ومتخصصة في مجالات الصناعات الناشئة نبذا تعريفية عن ابتكاراتها الخاصة، والانجازات التي حصدتها من خلال عرض عينات ونماذج وصور فوتوغرافية وبث فيديو.

من جهته تحدث إلينا السيد (تشن يا) نائب رئيس مجلس الإدارة لشركة (هان وانغ) التكنولوجية والمصنعة للكتاب الإلكتروني في الصين، والتي قامت بتقديم أحدث الأجهزة الإلكترونية للقراءة بواسطة الشاشات الملونة، حيث قال:

"لقد قمنا بالبدء بالبحث والتطوير قبل سنة، وطبقا للخطة فإننا سنقوم بطرح منتجاتنا في الاسواق العالمية مع نهاية السنة الحالية، ولم يتسنى لنا الإنتاج حتى الآن بسبب أن عملية البحث والتطوير تسير بشكل دقيق وحذر. إن الشاشة الملونة بالنسبة لأؤلئك المستخدمين الذين تعودوا على قراءة المجلات والصحف تعتبر تغيرات جوهرية، لأن الشروط المطلوب توافرها في الشاشات الملونة عالية للغاية. وشاشاتنا تعد من أكبر الشاشات الملونة للكتب الإلكترونية في العالم أجمع. وقد صُنفنا في المرتبة الثانية على مستوى العالم منذ شهر نوفمبر السنة الماضية، وتجاوزت مبيعاتنا شركة سوني، بعد مؤسسة الأمازون"

ويعتقد القائمون على هذه الشركة أن الكتب الكهربائية خضراء وصديقة للبيئة، إذ أن لديهم الثقة بأن تحصل على المزيد من المستهلكين.

وفي الحقيقة فإن المنتجات الأكثر نظافة والأعلى فعالية تحصل على اهتمام السوق بها.

من جهتها عرضت شركة بي واي دي للسيارات العديد من الموديلات للمركبات العائلية الحجم والحافلات العمومية المستخدمة في المدن والتي تستعين بمصادر الطاقة الجديدة، حيث تحدث إلينا المسؤول في الشركة السيد (يي تز مين) قائلا إن حجم مبيعات السيارات ذات مصادر الطاقة الجديدة في السوق قد تجاوزت 200 ألف سيارة وذلك حتى أكتوبر من السنة الجارية.

"نعمل على زيادة تعزيز أعمال الترويج والإعلان في الوقت الراهن، كما ازداد حجم الدعم المقدم من الحكومة حاليا، والمتمثلة بسياسة الإعانات المقدمة من الحكومة المركزية، فمثلا كانت الإعانات المقدمة لسيارات F3 والتي تباع في مدينة شنتشن بمقدار 80 ألف يوان صيني، بالإضافة إلى التحسين الذي يجري على البنية التحتية بشكل مستمر، فمن المؤكد أن تكون التنمية لسيارات الطاقة الجديدة سريعة للغاية"

ويعتقد الخبراء أن الاقتصاد الصيني احتفظ بالنمو المطرد والمستمر على مدى سنوات متتالية، إلا أنه يواجه ضغوط الكثافة السكانية والموارد الطبيعية والمحيط البيئي على نحو متزايد، كما أن التناقضات بين قيود الأنماط التنموية وحالة الهيكل الاقتصادي وموارد المحيط البيئي تبرز شيئا فشيئا.

ففي عام 2009 كان ناتج الصين للحديد والصلب الخام بمقدار 568 مليون طن، وهو ما يعادل 43% من مجموع الإنتاج العالمي، كما كانت حصة الإنتاج المحلي الصيني من مجموع الناتج المحلي العالمي بمقدار 8.7% في الفترة نفسها، فقد صار أسلوب الإسراف لكميات كبيرة من الموارد أمرا غير مجد، ولم يعد هناك مفر من التغيير.

غير أن تنمية الصناعات الناشئة الاستراتيجية لم تكن يسيرة كما كان متوقعا، حيث ارتفعت المبالغ المحددة في البحث والتطوير، كما أن طول الفترة الزمنية لهذه العملية بالإضافة إلى فترة فتح السوق قد وضع حدا للتطوير أمام الكثير من المؤسسات.

الأمر الذي لم يعط مساحة كافية بالاهتمام بنهج الابتكار والثقافة الذاتية للمؤسسات.

وكان من بين المؤسسات المشاركة في المعرض شركة كورية جكوبية تعمل في مجال إنتاج رقائق بلاستيكية جديدة للمواد، والتي تتشابه كثيرا مع المنتجات البلاستيكية التقليدية إلا أن استخداماتها تتسع بشكل أكبر لتشمل المنتجات الإلكترونية المتطورة. حيث لا توجد مثل هذه الشركة سوى بضعة مؤسسات حول العالم، ها هو أحد موظفي فرع الشركة في مدينة شنتشن السيد (مي جون جاو) يتحدث قائلا إنه يجب على المؤسسات الصينية أن تتجه نحو مثل هذه الأسواق ذات التقنيات المحتكرة، وعليها استيعاب الفكرة الأساسية في تلك التكنولوجيا.

"في الحقيقة يوجد في الصين الكثير مثل هذه المؤسسات التي تعمل في هذا النوع من المواد، وهي ذات شعبية كبيرة، لكن لا توجد مؤسسات لمثل هذه المواد المتخصصة، وإذا ما أردنا التغيير فيجب أن نبذل جهودنا لتحقيق اختراقات في هذه التكنولوجيا المتفوقة، كل المواد الخام هي نفسها لكن الوضع النهائي للمنتجات مختلف، والنقطة المهمة تكمن في التكنولوجيا الإنتاجية"

تقوم الحكومة الصينية في الوقت الراهن بزيادة سياسات التوجيه ومستوى الدعم تجاه الصناعات الناشئة. ومنذ زمن غير بعيد أصدر مجلس الدولة الصيني (قرارات مجلس الدولة الصيني حول زيادة سرعة تطوير الصناعات الناشئة الاسترتيجية).

ها هو السيد (منغ شيان تانغ) نائب مدير إدارة الصناعات التكنولوجية العالية التابعة للجنة الوطنية للتنمية والاصلاح يقول إن خطط تنمية الصناعات المتعلقة قيد الصياغة، وسيتكون الدعم المالي في المستقبل وسنخطو باتجاه دعم تطوير الصناعات الناشئة الاستراتيجية.

"يجب أن يتركز الدعم الإيجابي على بناء نظام الابتكار والإبداع باعتبار المؤسسات قواما له. وفي الخطوة التالية سنعمل مع الدوائر والهيئات المعنية لبناء منصة لتطوير الصناعات الناشئة الاستراتيجية، وسيشمل ذلك بناء المركز الوطني للهندسة والمختبر الهندسي الوطني وغيرها من المشاريع المتعلقة في سبع مجالات للصناعات الناشئة، بالإضافة إطلاق الدور الريادي لهذه المراكز"

أعزائي المستمعين إلى هنا تنتهي حلقة اليوم من البرنامج الاسبوعي (اقتصاد وتجارة) كان في الإعداد والتقديم أنور الصبري، شكرا على حسن متابعتكم وإلى لقاء متجدد معكم في حلقة جديدة الاسبوع القادم لكم منا أرق التحيات وأطيب المنى وإلى اللقاء.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي