الوقاية من قصر النظر للمراهقين في الصين

يبلغ عدد المصابين بقصر النظر في الصين حاليا أكثر من 400 مليون شخص مما يجعلها تحتل المرتبة الأولى من بين دول العالم في هذا الصدد. وبشكل خاص، تصل نسبة إصابة المراهقين بقصر النظر إلى 60% وذلك يحتل المرتبة الثانية من بين دول العالم. وقد أصبح قصر النظر مشكلة تهدد صحة المراهقين جسمانيا ونفسيا. في برنامج اليوم، سندعو الدكتورة تانغ بينغ رئيسة قسم فحص العيون بمستشفى تونغرن ببكين إلى الحديث حول كيفية الوقاية من قصر البصر واختيار النظارة المناسبة.

تتمثل أعراض قصر البصر بعدم استطاعة العين رؤية الأشياء إلا بالمدى القريب. وهناك نوعان لهذا المرض، قصر النظر الكاذب وقصر النظر الحقيقي. معظم حالات الإصابة بقصر النظر من بين المراهقين تنتمي إلى القصر الكاذب، عند رؤية الأشياء من مسافة قريبة لمدة طويلة، سيؤدي ذلك إلى زيادة شدة توتر كرة العين مما يسبب تشنجها والدوار وتدهور النظر. وإذا لم تحل مشكلة قصر النظر الكاذب وبقت كرة العين في حالة التوتر المستمر، سيؤدي ذلك إلى قصر النظر الحقيقي. وقالت الدكتورة تانغ بينغ إزاء هذا الأمر:

"إذا عملت العين لمدة طويلة، فلا يمكن للعضلات أن تستريح مما يسبب قصر النظر. وتشير آخر نتائج البحوث العلمية إلى أن السبب الحقيقي لقصر النظر هو انخفاض قدرة العين على تعديل نفسها مما يسبب غموض الصور على شبكية العين. فمن أجل توضيح هذه الصور، يجب على العين تمديد محور العين، وذلك يزيد من شدة قصر النظر."

يعتقد معظم الناس أنه إذا أصيب شخص بقصر النظر، فمن السهل فحص النظر واختيار نظارة مناسبة في أي محل. ولكن، هل هذا الأمر سهل حقيقيا؟ ذكرت الدكتورة تانغ بينغ أن اختيار النظارة المناسبة يحتاج إلى الفحص الطبي للعين وقياس مدى البصر وذلك ليس أمرا بسيطا، مؤكدة أن درجة قصر النظر تتغير بشكل خفيف حتى ولو خلال يوم واحد. فيجب على طبيب العيون تعديل النظارة لجعلها تناسب هذه التغيرات الخفيفة، حيث يعتبر اختيار النظارة المناسبة فنا دقيقا، إن كانت النظارة غير مناسبة، فسيؤدي ذلك إلى نتائج خطيرة على العيون.

"إذا كانت درجة النظارة أكثر من درجة قصر النظر، فقد يسبب ذلك قصر النظر الحقيقي. فمثلا، قد تكون عيون بعض المصابين بقصر النظر في حالة التعديل للتشنج، فيمكن إعادة الحالة الطبيعية للعيون من خلال التمرن والأدوية. وإذا تم لبس النظارة في هذه الحالة، فقد يتحول قصر النظر الكاذب إلى قصر النظر الحقيقي. وقد تؤدي النظارة غير المناسبة إلى عدم ارتياح العيون والدوار والغثيان أيضا.

في كثير من محلات النظارات، يتم اختيار النظارة مباشرة بعد عملية قياس مدى البصر بدون توسيع الحدقة. إن توسيع الحدقة يتم باستخدام الأدوية الخاصة لتكبير وتوسيع الحدقة بهدف كبح قدرة العيون على تعديل نفسها، وبذلك يمكن للطبيب التؤكد مما إذا كان قصر النظر كاذبا أو حقيقيا واختيار نظارة أدق. وقالت الدكتورة تانغ بينغ:

"لا يمكن إجراء توسيع الحدقة إلا حسب الوصفة الطبية بسبب وجود بعض التأثيرات الجانبية. يهدف توسيع الحدقة إلى إرخاء عضلات العيون باستخدام الأدوية للحصول على الدرجة الحقيقية لقصر النظر. وهناك طريقتان لتوسيع الحدقة، الطريقة السريعة التي تناسب الأطفال فوق 10 سنوات من العمر، حيث يتم وضع قطرات من الدواء على العيون وإجراء قياس مدى البصر بعد 40 دقيقة، وتعود العيون إلى حالتها الطبيعية خلال 6 أو 8 ساعات وذلك لا يؤثر على الحياة في اليوم التالي. أما الأطفال دون 10 سنوات من العمر والذين يصابون بضعف البصر أو مد البصر، فيمكنهم استخدام الدواء في البيت لثلاثة أيام، ومن ثم إجراء قياس مدى البصر في اليوم الرابع."

وأشار الخبراء إلى أنه ليس كل شخص مصاب بقصر النظر يستطيع لبس النظارة. فمثلا، الشخص الذي لا يتحسن بصره كثيرا بعد مدة معينة من لبس النظارة أو الذي تختلف درجة بصر عينيه كثيرا. إلا أنهم يستطيعون لبس العدسات اللاصقة التي تعتبر أجمل من النظارة العادية وتسهل حياة واضعيها إضافة إلى النطاق الأوسع للنظر والرؤية الأوضح للأشياء. وأكدت الدكتورة تانغ بينغ أنه يجب فحص جودة العدسة اللاصقة قبل لبسها، لأن العدسة الرديئة الجودة تحك قرنية العين مما يسبب التهابها ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان البصر.

"من أجل حماية العين، من الأفضل إزالة العدسة اللاصفة قبل النوم كل يوم لكي تتنفس العين. إن كان الهواء غير نظيفا، فمن السهل أن تبقى الجراثيم والغبار على العدسة وذلك قد يسبب إلتهاب العين."

وذكرت الطبيبة أنه بالنسبة للمصابين المراهقين بقصر النظر، يمكنهم القيام بالتمرينات الخاصة بالعيون تحت إرشادات الأطباء من أجل رفع رد فعل العين وإبطاء عملية تطور قصر النظر. حيث تسهم التمرينات الخاصة لحماية العين في تدليك المواقع المعنية على رأس الإنسان وتحسين تدفق الدم في العين والرأس وتعديل العضلات، وبذلك يمكن تحسين البصر وتخفيف توتر العين.

كما تقترح الدكتورة تانغ بينغ أن أهم شيء للوقاية من الإصابة بقصر النظر هو الاهتمام بحماية العين، حيث لا يمكن الجلوس أمام الكمبيوتر أو التلفاز لمدة طويلة، كما يجب الحفاظ على النوم الكافي وأخذ الأغذية الشاملة أيضا للوقاية من قصر النظر.

"لا تترك أعمالا منزلية كثيرة للأطفال ولا تجعلهم يدرسون لوقت طويل، من الأفضل الاستراحة لعشرة دقائق أو ربع ساعة كل 40 دقيقة من الدراسة. ولا يمكنهم أكل أطعمة معينة فقط، بل يجب أخذ أغذية كاملة."