CRI Online

كيفية القضاء على الأرق؟

cri       (GMT+08:00) 2011-01-21 15:15:49






مستمعينا الأعزاء، هل تعرفون أن وقت النوم يحتل ثلث أوقات حياتنا؟ وأن النوم الجيد يعتبر أمرا هاما جدا بالنسبة لصحتنا. ولكن، لمختلف الأسباب، يعاني كثير من الناس من مشكلة الأرق. في حلقة اليوم، لندعو الدكتور وانغ وي دونغ بأكاديمية العلوم الطبية الصينية إلى تعريفنا بسبل علاج الأرق.

يعتبر الأرق مرضا عاديا جدا وتشمل أعراضه عدم كفاية النوم وصعوبة النوم والقيام من النوم مبكرا وما إلى ذلك. وإن المصابين بالأرق دائما ما يعانون من التعب النفسي والدوار والطنين في الأذن وضعف الذاكرة وانخفاض فعالية العمل. وذكر الدكتور وانغ وي دونغ أن الأرق الطويل المدى يؤدي إلى أمراض مختلفة في أجهزة القلب والأوعية الدموية وأجهزة الهضم وحتى أنه يسبب الفصام والأمراض الوظائفية للأعصار اللاإرادية إذا كان الأرق شديدا:

"كما نعرف أن وقت النوم يحتل ثلث أوقات الحياة الكاملة، فإنه يتمتع بمغزى مهم جدا للصحة جسمنيا ونفسيا. وأشارت نتائج الدراسات العلمية إلى أن كثيرا من الأمراض تتعلق بجودة النوم وعددها يبلغ 70 أو 80 مرضا، خاصة الأمراض المتعلقة بالقلب."

وجدير بالذكر أن أسباب الأرق كثيرة. مثلا، يأكل بعض الناس أطعمة أكثر من اللازم قبل النوم، أو يتناولون أدوية غير مناسبة. وبعض الحالات من الأرق هي نتيجة العادات المعيشية غير الجيدة، مثلا التدخين قبل النوم وشرب الشاي الكثيف أو ممارسة الرياضة الشديدة. فإن الأسباب النفسية هي أسباب رئيسية للأرق، حيث سيسفر السرور القائق أو الحزن أو الاضطرابات النفسية عن الأرق. وذكر الدكتور وانغ وي دونغ أنه إذا أصاب شخص بالأرق مرة واحدة أو عدة مرات فقط بسبب الاضطرابات النفسية، فليس من الضرورة زيارة الطبيب. لأنه بعد أن تختفي هذه الاضطرابات النفسية، سيتحسن الأرق أو يختفي تماما. ولكن، إذا استمر الأرق لمدة طويلة، مثلا أكثر من أسبوعين، ويعاني المصاب من صعوبة النوم بشكل شديد، فيجب عليه زيارة الطبيب:

"هناك بعض الناس لا ينامون جيدا إذ سوف يقومون بشيء مهم في اليوم الثاني، فهذا نوع من الأرق يعتبر أرقا مؤقتا. ولكن إذا ترك الأرق انطباعا عميقا في ذهنه، فسوف تحدث أعراض مشابهة إذا واجه نفس المشكلات في المرة الثانية. فإن هذه العناصر النفسية هي أسباب حقيقية للأرق. لأن الاضطرابات النفسية قبل النوم ستقلق حالة النوم، وإذا استمر ذلك لمدة طويلة، سيتشكل الانعكاس المشروط مما يؤدي إلى الأرق المزمن."

إن الأرق الناجم عن الأسباب النفسية فقط يطلق عليه الأرق البسيط. بعض الحالات الأخرى من الأرق سببها مرض الاكتئاب النفسي. وبشكل أساسي، إن الاكتئاب دائما ما يصاحب الأرق، ويؤثر بعضهما على الآخر. وبالنسبة للطبيب، يجب عليه التفريق بين هاذين النوعين من الأرق من أجل إجراء العلاج المناسب.

ويقول بعض الناس إنهم يحلمون كثيرا خلال فترة النوم، ولذلك فإن حالة النوم تكون غير جيدة. وإزاء هذا الأمر، أشار الدكتور وانغ وي دونغ إلى أن الأحلام الكثيرة لا تعني بالتأكيد الإصابة بالمرض. وفي الحقيقة، إن النوم بدون أحلام ليس أمرا جيدا. لأن كل شخص سيحلم خلال النوم، إلا أن بعض الناس ربما ينسون الحلم بعد الاستيقاط من النوم. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الحلم مفيد لصحة المخ:

"ينقسم النوم إلى فترة الحلم والفترة الخالية من الحلم. وتشكل فترة الحلم ربع فترة النوم. ويجب أن نعرف أن الحلم هو دليل أيضا على النوم. إن الأحلام العادية ليست أمرا سيئا، بل هي تفيد صحة المخ وحيويته."

وأكد الدكتور وانغ أن وقت النوم يختلف كثيرا من شخص إلى آخر، ولا يمكن أن نهتم فقط بكم من الوقت يستمر النوم. إذا شعر شخص بالراحة والحيوية بعد قيامه من النوم، فيعني ذلك أن النوم جيد وفعال، ولا داعي لإيلاء الاهتمام المفرط لوقت النوم.

ويرى كثير من الناس أنهم إذا لم يناموا جيدا بالليل، فيمكنهم مواصلة النوم لمدة معينة في نهار اليوم الثاني. ولكن ذلك ليس صحيحا. وذكر الدكتور وانغ وي دونغ أن النوم في النهار سيزيد من شدة الأرق بالليل، فيجب القيام بالأعمال العادية في النهار لئلا يؤثر على جودة النوم بالليل.

واقترح الدكتور وانغ أنه إذا استمر الأرق لأكثر من أسبوعين ويواجه المصاب بالأرق صعوبات كثيرة في النوم، فيجب عليه اللجوء إلى الطبيب. وفي الوقت نفسه، يمكن للمصابين بالأرق اتخاذ بعض الطرق لإجراء التعديلات النفسية لأنفسهم. وقال الدكتور وانغ:

"هناك عدة طرق للقيام بالتعديل الذاتي. مثلا، يمكن الاستماع إلى الموسيقى الخفيفة، أو ممارسمة اليوغا، أو تناول بعض الأدوية العشبية، إضافة إلى قبول علاج الإبرة والتدليك أو ممارسة ملاكمة التاجي أو التمرينات التنفسية. كل هذه الطرق مفيدة لإزالة الأرق."

كما أشار الدكتور وانغ إلى أن الأرق ليست مشكلة مخيفة جدا وأن الخوف نفسه من الأرق مشكلة أكبر. كلما يزيد القلق إزاء جودة النوم، كلما يزيد احتمال الأرق. فإذا أصيب شخص بالأرق، فيجب التعاون مع الطبيب أولا لإيجاد سبب الأرق، وفي الوقت نفسه، يجب على المصاب رفع ثقته في تحسين جودة النوم من أجل إحداث الانعكاس النفسي الجيد وإزالة الأرق بسرعة وبشكل نهائي.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي