CRI Online

الوقاية من ترقق العظام وعلاجه

cri       (GMT+08:00) 2011-01-21 15:20:25






انتشر خلال السنوات الأخيرة مرض جديد لا تقل أضراره عن الأمراض الصعبة الأخرى مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان، ألا وهو ترقق العظام الذي يطلق عليه "المرض الشائع الهادئ والساكن". لماذا نقول إنه مرض هادئ وساكن؟ لأنه من الصعب اكتشافه، ولا يمكن اكتشافه إلا بعد الإصابة بكسر العظام، فإن الجمهور لا يعرفونه بشكل جيد. ولذلك، إن أعمال تعميم معلومات ترقق العظام مهملة أيضا. ومن أجل رفع وعي الجمهور بهذا المرض وتعميم معلومات الوقاية منه وعلاجه، ندعو في حلقة اليوم الدكتور وانغ ليانغ بمستشفى رقم 309 للجيش الصيني ليتحدث حول المعلومات المتعلقة في هذا المجال.

معظم المصابين بترقق العظام هم متوسطو العمر والمسنون. وتتجسد أعراضه السريرية في الألم وانحناء الظهر وتقصر القامة وكسر العظام. وأكثر من نصف المصابين بترقق العظام يشعرون بالألم، خاصة في الخصر والظهر أو في المفاصل مثل العنق والمعصم والكاحل. وبشكل عام، من الصعب على المصابين توضيح أسباب الألم، لأنه قد يحدث في أي وقت سواء عند الجلوس أو الوقوف أو الاستلقاء، وقد يكون الألم شديدا أو خفيفا. والأهم أن أعراض ترقق العظام في المراحل الأولية ليست واضحة، ومع تقدم السن، استمر فقدان المواد المعدنية في العظام حتى تظهر الأعراض الواضحة، حيث قد تم فقدان أكثر من 50% من المواد المعدنية. لذا، فمن الصعب كبح المرض بعد اكتشافه خلال مدة قصيرة.

والآن، أصبح معدل الإصابة بترقق العظام كبيرا على المستوى العالمي. وذكر الدكتور وانغ ليانغ للمراسل أحوال هذا المرض في الصين، حيث قال:

"معدل الإصابة بترقق العظام مرتفع عند المسنين. يحتل عدد المسنين في الصين المرتبة الأولى من دول العالم، ومنهم 90 ألف مصاب بترقق العظام مشكلين 7.1% من سكان الصين. ومع تقدم عملية الشيخوخة، يرتفع معدل الإصابة بترقق العظام أيضا، ومن المتوقع أن يصل عدد المصابين بهذا المرض بحلول عام 2050 أكثر من 200 مليون شخص. تتمثل الأعراض الرئيسية لترقق العظام في الألم وانحناء الظهر وتقصر القامة وكسر العظام وما إلى ذلك، الأمر الذي يزعج المسنين لمدة طويلة ويشكل صعوبات كبيرة لمعيشتهم."

رغم أنه لم يتم التأكد على أسباب ترقق العظام حتى الآن بشكل كامل، إلا أن الأطباء يتفقون على أن المرض يتعلق بعناصر عديدة منها الإفراز الداخلي والوراثة والغذاء والأدوية والأمراض الأخرى. وبسبب معقد أسباب ترقق العظام، فيجب اتخاذ سبل العلاج الشاملة للمصابين حسب مراحل المرض والخصائص الجسمانية ودرجة شدة المرض، ويشمل العلاج الشامل سبل الغذاء والرياضة والدواء، إضافة إلى العلاج التدخلي. وفي الوقت نفسه، يجب على المصابين الحفاظ على مزاج جيد وترك عادات معيشية غير صحية.

وليست هناك حتى الآن وسيلة فعالة لعلاج ترقق العظام، بينما يمكن الوقاية منه وتخفيف أعراضه فقط، خاصة إجراءات الوقاية على ثلاثة مستويات. وأكد الدكتور وانغ ليانغ أن الوقاية على الدرجة الأولى مهمة جدا، ويجب تطبيق هذه الوقاية على المراهقين:

"يجب الاهتمام بالوقاية من ترقق العظام منذ فترة الطفولة والمراهقة، حيث يجب على الأطفال والمراهقين تناول الأغذية بشكل شامل، وخاصة الأطعمة التي تشمل مواد الكلسيوم والفسفور بما فيها الأطعمة البحرية واللبن والبيضة والفل والسمسم والخضروات. بالإضافة إلى ذلك، يجب الحفاظ على العادات المعيشية الصحية التي تتمثل في التمسك بالرياضة البدنية وقبول أشعة الشمس والابتعاد عن التدخين وعدم شرب الخمر والشاي الكثيف."

يحب بعض الشباب الآن تخفيف الوزن ويعتقدون أن التحكم على تناول الأطعمة هو أفضل طريقة لذلك. ولكن، هذا قد يكون سببا خفيا للإصابة بترقق العظام في المستقبل. لأن الشباب الذين يخففون الوزن لا يجرؤون شرب اللبن ويتناولون أنواعا محدودة فقط من الأطعمة وذلك يؤدي إلى عدم كفاية الغذاء للجسم ونقص تغذية الكلسيوم له. ومن جانب آخر، إن مادة الهرمون ستنخفض أيضا مع انخفاض الدهن في الجسم مما يسرع فقدان الكلسيوم في العظام.

وبالنسبة لقضية تناول الكلسيوم، يرى كثير من المسنين أن الجسم سيمتص كافة الكلسيوم الذي يتناولونه. لكن هذا هو خطأ شائع. لأنه بالنسبة للمسنين فوق 60 سنة من العمر، إن الحد الأقصى لكمية الكلسيوم التي يقدر الجسم على امتصاصها هو 800 ميليغرام. إذا تم تناول مادة الكلسيوم أكثر من اللازم، لا يمكن للجسم هضمها تماما، فيتم إصرافها عبر تداول الدم مما يسبب ارتفاع معدل الكلسيوم في الدم وكذلك أمراض الكلى والأوعية الدموية أيضا.

وأظهر الكتاب الأبيض الصيني لمرض ترقق العظام عام 2009 أن عدد المصابين بمرض ترقق العظام من بين المسنين فوق 50 عاما من العمر بلغ حوالي 70 مليون شخص عام 2006. كما أشار بيان آخر صادر عن صندوق مكافحة ترقق العظام إلى أن عدد المصابين بهذا المرض سيصل إلى 286 مليون شخص بحلول عام 2020 و500 مليون في عام 2050. وبذلك، سترتفع النفقاط الطبيعة لعلاج المرض إلى 85 مليار يوان صيني.

وبشكل عام، إنه من الصعب اكتشاف مرض ترقق العظام في حينه، فيجب علينا الاهتمام بأسلوب الحياة وتناول الأغذية بشكل شامل والحفاظ على عادات معيشية جيدة بهدف الوقاية من المرض بقدر استطاعتنا.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي