CRI Online

الصين تركز في تنميتها على إسعاد شعبها في ال5 سنوات المقبلة

arabic.news.cn       (GMT+08:00) 2011-03-07 15:15:01






مستمعينا الأعزاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته! طابت أوقاتكم بكل خير! وهذه أجمل تحية لكم من إذاعة الصين الدولية. ومرحبا بكم في حلقة جديدة من برنامجنا الأسبوعي: اقتصاد وتجارة. وفي حلقة اليوم، نقدم لحضراتكم تقريرا بعنوان:

الصين تركز في تنميتها على إسعاد شعبها في ال5 سنوات المقبلة

بكين 2 مارس 2011 (شينخوا) تولي الحكومات على مختلف المستويات في عموم الصين اهتماما بالغا بإسعاد المواطنين من خلال استفادتهم من التنمية الاقتصادية والاجتماعية السريعة، وذلك بتحديد خطط وأهداف التنمية في السنوات الخمس المقبلة التي تعد مرحلة حرجة لتنمية الصين الاقتصادية والاجتماعية وتحولاتها .

وفي ظل التضخم وارتفاع أسعار السلع داخل السوق المحلية الصينية في الوقت الراهن، يشعر بعض الناس بعبء ثقيل في حياتهم اليومية ويشكون من التباطؤ في رفع الرواتب تماشيا مع زيادة حجم الاقتصاد، حتى قال بعضهم بلهجة مازحة " إنني ساكون سعيدا إذا ارتفع راتبي مثلما ينمو الناتج المحلي الإجمالي للمدينة."

ولقد اهتمت الحكومة الصينية اهتماما كبيرا بقضايا معيشة الشعب خلال العشر سنوات الأولى من القرن الراهن، سعيا وراء تحسين مستوى حياة الشعب ليستفيد من منجازات التنمية والإصلاحات في الضرائب الزراعية والرسوم المدرسية ونظام الضمان الاجتماعي بالإضافة لنظام الصحة، الأمر الذي لقي ترحيبا اجتماعيا واسعا.

ويرى الخبراء أنه قد حان الوقت بالنسبة لصين من أجل حل تلك المسائل التي تهم الشعب بكل جدية مع وصول اقتصاد البلاد إلى مرحلة معينة، مشيرين إلى أن الصعوبات ستزداد فيما يخص تحسين الهيكل الاقتصادي وتوازن البنية الاجتماعية في المرحلة التي ينمو فيها نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي من 3000 دولار أمريكي إلى 10000 دولار أمريكي وفقا لخبرات الدول الأخرى .

وفي هذا المنعطف، يشرع الشعب الصيني بطلب ارتقاء مستوى الحياة وتحسين جودتها، ولتلبية هذه المتطلبات، أكدت حكومة الصين تكرارا على أهمية زيادة شعور الشعب بالسعادة، ووضعت تحسين معيشة الشعب في موقع مهم للغاية في السنوات الخمس المقبلة لتبعث رسالة ايجابية تعبر عن عزم الحكومة المركزية في الارتقاء بمستوى التنمية وتنويع مجالاتها .

وعلى الصعيد ذاته ستُعقد الدورة السنوية لكل من المجلس الوطني لنواب الشعب والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، في يومي 3 و 5 مارس هذا العام على التوالي، حيث سيجتمع آلاف من نواب الشعب وممثلي الأحزاب ليناقشون موضوعات متنوعة متعلقة بالتشريع والاقتصاد ومعيشة الشعب. وكانت مؤتمرات محلية قد عقدت مؤخرا بصورة متعاقبة في عموم البلاد من أجل الاستعداد لذلك .

وفي البيانات الصادرة عن هذه المؤتمرات، استخدم مصطلح "السعادة" بكثافة، إذ تعتزم معظم الحكومات المحلية على بث الشعور بالسعادة لدى الشعب وتحسين الظروف المعيشية فضلا عن رفع دخل المواطنين لتحقيق التوازن بين ذلك وبين نمو اقتصاد البلاد.

وعلى سبيل المثال صار إنشاء مدينة سعيدة ورفع مؤشر سعادة المواطنين من الأهداف الأولى لحكومات المدن كمدينتي ووهان في وسط البلاد وتشونغتشينغ في غربها ومقاطعتي قوانغدونغ في الجنوب وشاندونغ في الشرق.

ومن جهتها حققت مدينة ووهان -- باعتبارها إحدى المدن الكبرى بوسط الصين -- نموا كبيرا، إذ ارتفع حجم اقتصادها من 300 مليار يوان إلى 500 مليار يوان (من 45.51 مليار الى 75.85 مليار دولار أمريكي) خلال السنوات الخمس الماضية، ولكن المشكلات والصعوبات في الإسكان والتوظيف والموارد التعليمية والصحية وغيرها لا زالت قائمة وبعيدة من أن تنال رضى الشعب، إذ من شأنها أن تبقى عائقا أمام رفاهية وسعادة الشعب.

ويشير المسح الذي أجرته حكومة ووهان والذي شارك فيه نحو 40 ألف شخص من مواطنى المقاطعة إلى أن رفع الدخل وتسهيل السفر والمواصلات إضافة إلى تحيسن الإسكان قد أصبح من أهم مطالب المواطنين الملحة والرئيسية.

وتنوي مدينة ووهان تحقيق مضاعفة إجمالي الإنتاج المحلي إبان فترة الخطة الخمسية الثانية عشرة الجارية (2011-2015) تزامنا مع تحقيق تغيرات كبيرة لمعيشة الشعب في كافة المجالات.

وقال تانغ ليانغ تشي عمدة ووهان بالنيابة إن المدينة ستركز على خدمة الشعب وإنشاء مدينة شعبية سعيدة انطلاقا من ضمان معيشة الشعب وتحسينها، مؤكدا على إدراج بناء "ووهان السعيدة" ضمن الأهداف الرئيسية في فترة الخطة الخمسية الجارية حاليا.

وأكد روان تشنغ فا أمين لجنة الحزب الشيوعي في المدينة قائلا " نستهدف تلبية رغبات الشعب في الحياة السعيدة وإمدادهم بالمرافق العامة وجعلهم يشعرون بالأمان والطمأنينة والضمان حتى يحصلون على السعادة والحرية والكرامة بجهودنا وعزمنا ."

وإلى جانب ووهان، يُطرح شعار بناء "مدينة سعيدة" من قبل عدة حكومات محلية وينتشر في مختلف وسائل الإعلام والمواقع على شبكة الإنترنت، وهو ما جذب أنظار الجماهير على نطاق واسع في البلاد .

ومن جانبها أعلنت مقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين أن "تحسين معيشة الشعب بصورة ملحوظة " هو أحد الأهداف الرئيسية في السنوات الخمس المقبلة، ويشمل ذلك رفع دخل السكان في المدن والأرياف وخفض معدل البطالة واكمال نظام الضمان الاجتماعي وإقامة المزيد من المرافق العامة فضلا عن تسهيل مختلف الوسائل لتحقيق مطالب الشعب.

ووعد وانغ يانغ أمين لجنة الحزب الشيوعي بالمقاطعة أن حكومة المقاطعة ستشكل آلية خاصة من أجل خدمة الشعب بصورة حقيقية، "و سيشعر الشعب بالسعادة والدفء فعليا إذا عملنا من أجله ".

أما في مقاطعة شاندونغ بشرق الصين، خفضت الحكومة المحلية الهدف المحدد لنمو الناتج المحلي الإجمالي للأعوام الخمسة المقبلة إلى 9% من 13.1% للسنوات الخمس المنصرمة، بينما رفعت الهدف لزيادة الدخل القابل للصرف لسكان المدن والدخل الصافي لسكان الأرياف بـ10% سنويا، وقد يزداد الدخل لسكان الأرياف على نطاق أكبر، ما يعتبر التوقع الأعلى في هذا الصدد في السنوات الأخيرة.

وأعرب جيانغ دا مينغ حاكم المقاطعة في تقرير عن الأعمال الحكومية أنه يعتزم على تعزيز توزيع الدخل الاجتماعي ويسعى من أجل أن تتماشى زيادة دخل السكان مع تنمية الاقتصاد ويتزامن رفع الأجر مع رفع نسبة الإنتاج في غضون الخمس السنوات القادمة.

وأضاف أن زيادة دخل السكان لم يكن مجرد أمر مطلوب من قبل الحكومة المركزية فقط، بل هو يحقق أيضا آمال الشعب لمستقبل مشرق وحياة سعيدة، مؤكدا أن "تحقيق هذه الأهداف ليس أمرا سهلا ويتطلب من الحكومات المحلية بذل جهود كبيرة وتنفيذ إجراءات قوية على مختلف المستويات ".

وفي جنوب غربي الصين، تعهدت حكومة مدينة تشونغ تشينغ بأن تكون المدينة واحدة من المناطق التي يشعر فيها مواطنوها بأكبر قدر من السعادة والاستقرار خلال خمس السنوات المقبلة، وفي ظل ذلك، تخطط المدينة أن ترفع الدخل الفردي للفلاحين بمقدار الضعف ودخل المواطنين الحضريين بنسبة 75% بحلول عام 2015، وأدرجت المدينة مهمة تعديل معامل جيني للتفاوت في الثروة الذي يقيم الهوة بين الأغنياء والفقراء ضمن خطة الحكومة، وجعلت نتيجة تضييق هذه الهوة عنصرا مهما في تقييم أداء مسؤولي الحكومات المحلية، ما يعد التجربة الأولى من نوعها بين مدن البلاد .

أعزائي المستمعين إلى هنا تنتهي حلقة اليوم من البرنامج الاسبوعي (اقتصاد وتجارة) كان في الإعداد والتقديم أنور الصبري، شكرا على حسن المتابعة وإلى لقاء متجدد معكم في حلقة جديدة الاسبوع القادم لكم منا أرق التحيات وأطيب المنى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي