CRI Online

الصين تبني أكبر شبكة للقطارات عالية السرعة في العالم

cri       (GMT+08:00) 2011-04-27 16:35:53






مستمعينا الأعزاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته! طابت أوقاتكم بكل خير! وهذه أجمل تحية لكم من إذاعة الصين الدولية. ومرحبا بكم في حلقة جديدة من برنامجنا الأسبوعي: اقتصاد وتجارة. وفي حلقة اليوم، نقدم لحضراتكم تقريرا بعنوان:

الصين تبني أكبر شبكة للقطارات عالية السرعة في العالم

لقد أصبحت خطوط السكك الحديدية السريعة واحدة من طرق النقل الجديدة بالنسبة للمجتمع الحديث، حيث أنها تتفوق بشكل واضح في العديد من الجوانب منها الجانب الأمني والاقتصادي والبيئي وغير ذلك. ومع بداية القرن الجديد، ومن أجل مواكبة سرعة التنمية الاقتصادية قررت خطوط السكك الحديدية السريعة في الصين بأن يصبح تحقيق التنمية للنقل السريع أحد اتجاهاتها الرئيسية لتحقيق التحديثات.

وعبر الابتكار المستقل ظهرت السكك الحديدية العالية السرعة إلى حيز الوجود في البلاد، وعلى مدى أكثر من عشر سنوات من بناء وإنشاء الخطوط السريعة الجديدة واصلاح ما هو على أرض الواقع، أصبحت الصين في الوقت الراهن تمتلك أكبر وأسرع شبكة لخطوط السكك الحديدية السريعة على مستوى العالم.

ومع اتمام العمل في خطوط السكك الحديدية التي تصل العاصمة بكين بمدينة شنغهاي في العام الجاري، سيتجاوز مجموع العمليات الإنشائية لخطوط السكك الحديدية السريعة إلى 13000 ألف كيلو متر.

تتمتع الصين بأقاليم شاسعة وممتدة، بالإضافة إلى كثافة سكانية كبيرة، ولهذا فالتنمية الاقتصادية لهذه الأقاليم ليست متوازنة، وكوسيلة رئيسية للمواصلات في الصين واجهت حركة النقل بالسكك الحديدية ضغوطا هائلة، حيث أن الصين وخلال العشرين سنة الماضية أو لمدة أطول من ذلك، فقد تأخرت نوعا ما في تنمية القطارات السريعة مقارنة مع الدول المتقدمة في العالم.

وفي شهر يناير 2004، أصدر مجلس الدولة الصيني ما يسمى "خطة متوسطة بعيدة المدى لشبكة السكك الحديدية السريعة"، وهي الخطة الأولى من نوعها في تاريخ تنمية السكك الحديدية في البلاد، والتي حددت هدف تنمية السكك الحديدية ليصل إجمالي خط سير القطارات في الصين إلى 100,000 كيلو متر في عام 2020، حيث أن 12000 كيلو متر من مجموع هذه المسافة معدة للقطارات ذات سرعة 200 كيلو متر في الساعة، من جانبه أعرب كبير المهندسين في وزارة السكك الحديدية الصينية السيد (خه هوا وو) أن الخطة أدرجت مشروع بناء السكك الحديدية الفائقة السرعة بين المدن الصينية ضمن أولويات مهام البناء في عام 2004، وبعد أربع سنوات تحول هذا المشروع إلى حقيقة واقعة.

"يجب أن نستمر في تركيز الجهود على تقديم أعمال كبيرة، فنحن في فترة قصيرة استطعنا أن نكمل تخزين احتياطاتنا، كما استطعنا أن ندخل أحدث التقنيات، وبعد إعادة الابتكار يمكن لنا وفي أسرع وقت أن نبني خط سكة حديد عالية السرعة على المستوى العالمي من الدرجة الأولى، ونعتبر خط بكين – تيانجين مثالا لذلك"

يعتبر خط بكين – تيانجين أول خط سكة حديدية عالية السرعة في البلاد من حيث فترة تشييده وتدشينه، يبلغ طوله ما يقارب من 120 كيلو مترا، وهو يقوم بربط العاصمة بكين بمدينة تيانجين. وقد تم استخدام نظام متكامل ومعد بأحدث وأعلى التقنيات لهذا الخط، بدأ مباشرة العمل فيه في الرابع من شهر يوليو 2005، وتم افتتاحه بالكامل في الخامس عشر من ديسمبر عام 2007، وفي الأول من شهر أغسطس 2008 تم بدأ تشغيله بشكل فعلي.

يعتبر خط السكك الحديدية هذا أحد الابتكارات المستقلة للصين كما أنه الخط الأولى على مستوى العالم والذي تصل سرعته العملية القصوى إلى 350 كيلو متر في الساعة، وهذا يشير إلى أن التكنولوجيا الصينية في مجال القطارات السريعة قد وصلت إلى مستوى عالمي من الدرجة الأولى، كما يمكن وصف الانتهاء من خط بكين – تيانجين بأنه قفزة نوعية في تاريخ السكك الحديدية في الصين.

رئيس مصلحة النقل والمواصلات بوزارة السكك الحديدية الصينية السيد (تشانغ شو جوانغ) يعتقد أن الوزارة قامت بدراسة جدوى هذا المشروع الضخم مرارا وتكرارا، ومن ثم تم الإقرار بأن خط سكة الحديد هذا يجب أن يقوم على سواعد أبناء الصين أنفسهم.

"إنه بالإعتماد على إدخال التكنولوجيا لوحدها فقط، فإنه من المستحيل على أي دولة تساعدنا على بناء مثل هذا النظام، كما أنه لا يمكن لدولة أخرى أن تساعدنا في بناء خطوط السكك الحديدية فائقة السرعة التي تتناسب مع ظروف الصين، وبما أن السكك الحديدية فائقة السرعة واحدة من أكبر سلاسل الصناعات في البلاد، فإنها سوف تساهم بشكل كبير في رفع قيمة الإنتاج وتعزيز الاقتصاد، لذلك لا يمكن لنا أن نتجاهل مثل هذه السوق، بل لابد للصينيين أن يعملوا بأنفسهم في هذا المجال"

في عام 2010، تم افتتاح خطوط سكك الحديد المتمثلة بالقطارات ذات السرعة 350 كيلو مترا في الساعة من تشانغ تشو إلى شي آن، ومن شانغهاي إلى نينبو وهانتشو، بالإضافة إلى القطارات ذات السرعة 250 والتي تنطلق من فوجيان إلى شيا من ومن نان تشانغ إلى جيوجيانغ ومن تشانغ تشون إلى جيلين على التوالي، بالإضافة إلى خط بكين شانغهاي، وقد وصلت السرعة التجريبية عند بدء التشغيل في هذه القطارات إلى 486.1 كيلو متر في الساعة وهو ما جعلها من أسرع الخطوط السريعة في العالم

حيث أصبحت هذه الأحداثيات الجديدة للشركة الصينية هي الأولى عالميا في مجال تكنولوجيا السكك الحديدية عالية السرعة.

ومع نهاية عام 2010، وخلال الدورة السابعة لمؤتمر خطوط سكك الحديدية عالية السرعة العالمي والذي أقيم في بكين،

أعرب السيد (لو بينو) المدير العام للاتحاد الدولي للسكك الحديدية عن تقديره العميق لخطوط السكك الحديدة في الصين، حيث قال:

"لقد تمكنت الصين بالفعل من امتلاك أكبر شبكة لخطوط السكك الحديدية العالية السرعة في العالم، كما أن هذه الشبكة سوف تتوسع في العشر إلى عشرين سنة قادمة نحو ما يقارب الضعفين أو الثلاثة أضعاف، إن خطوط السكك الحديدية الصينية سوف تبقى بالمقدمة في العالم"

ووفقا لما ورد، فإن إجمالي خط السير بالقطارات في الصين بحلول عام 2012 ستصل إلى أكثر من 110,000 كيلو متر، وسيتم إنشاء قواعد لأربع مجموعات للسكك الحديدية أفقية وعمودية، كما سيتم فتح الخطوط الجديدة في كل من المناطق الساحلية المطلة على بحر بوهاي، وأحواض نهر اليانغستي ونهر اللؤلؤ، والمناطق الشمال شرقية، والمناطق الوسطى ومناطق مدينة ووهان وغيرها من المناطق المكتظة بالسكان والأقاليم المتقدمة اقتصاديا، وخلال فترة الخطة الخمسية الحادية عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية تطورت الصين تدريجيا لتصبح دولة متقدمة عالميا في مجال السكك الحديدية العالية السرعة، حيث تتمتع بأكمل نظام تكنولوجي، وأقوى قدرة تكاملية، وأطول خط وأقصى سرعة تشغيل، وأكبر نطاق إنشائي بالعالم.

لقد غيرت القطارات عالية السرعة هيكل المواصلات في الصين، فلم تقتصر محاسنها على توفير الطاقة وحماية البيئة في حركة النقل والشحن، بل تسهم في تحفيز تنمية سلسلة من الصناعات ذات الصلة، وقد أصبحت واحدة من النقاط المهمة في التنمية المستقبلية في الصين، ها هو نائب رئيس مجلس الدولة الصيني السيد (تشانغ ده جيانغ) يتحدث قائلا:

"إن التنمية المتسارعة التي يشهدها قطاع القطارات السريعة في الصين، قد عملت على الرفع من مستوى القطارات الحديثة، كما عززت القدرة على تأمين عملية الشحن بهذه القطارات، كما خففت بشكل فعال من القيود الناجمة عن الافتقار لقدرة الشحن بواسطة السكك الحديدية على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما كانت تساهم في تحفيز تنمية صناعة التجهيزات، وتعزيز بحث وتطوير المواد الجديدة، وتطوير قطاع الخدمات، كما لعبت دورا مهما في تطوير الابتكار التكنولوجي، ورفع مستوى الهيكل الاقتصادي، والتقليل من استخدام الاراضي، والتخفيض من استخدام موارد الطاقة، والتحسين من سبل العيش للمواطنين، والكثير من الجوانب التي حققت فوائد اقتصادية واجتماعية ممتازة"

أعزائي المستمعين إلى هنا تنتهي حلقة اليوم من البرنامج الاسبوعي (اقتصاد وتجارة) كان في الإعداد والتقديم أنور الصبري، شكرا على حسن المتابعة وإلى لقاء متجدد معكم في حلقة جديدة الاسبوع القادم لكم منا أرق التحيات وأطيب المنى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي