CRI Online

الصين تدخل تدريجيا مرحلة "قلة الإنجاب وزيادة الشيخوخة"

cri       (GMT+08:00) 2011-11-10 15:45:19






أسامة: أعزائي المستمعين، السلام عليكم ومرحبا بكم. يسعدنا أن يتجدد لقاؤنا بكم في حلقة جديدة من برنامجنا الأسبوعي ((صور من المجتمع)). تشمل الحلقة اليوم ثلاثة أجزاء، وأولا نتحدث عن ((المدونات الصغيرة)) التي تتزايد شعبيتها بشكل سريع في الصين ونحلل تأثيرات هذه خدمة الانترنت الجديدة على المجتمع الصيني، ثم نقدم لكم تقريرا تحت عنوان: ، وهي القضية التي تعد نقطة ساخنة اجتماعية في الصين، وأخيرا نسافر سويا إلى منطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم شمالي الصين ونتعرف على الحياة السعيدة لأبناء القوميات المختلفة هناك.

هارون: أصدر مركز معلومات شبكة الانترنت الصينية ((تقريرا إحصائيا لأحوال تطور شبكة الانترنت الصينية)) مشيرا إلى أن عدد مستخدمي المدونات الصغيرة الصينيين ازداد من 63.11 مليون في العام الماضي إلى 195 مليونا في النصف الأول من هذا العام بزيادة 132 مليونا خلال نصف عام، أي بنسبة نمو تجاوزت 200 بالمائة.

وأشار محللون إلى أن مستخدمي المدونات الصغيرة الذين ازداد عددهم بشكل متسارع في فترة قصيرة يحولون توجهات الرأي العام على شبكة الانترنت، وتؤثر أقوال المدونات الصغيرة التي لا يتجاوز عدد كلماتها مائة كلمة تأثيرا عميقا في المجتمع الصيني.

أسامة: تسو تشيانغ، يعمل في الوسائط الإعلامية التي تتمثل في المدونات الصغيرة. سجل تسو حسابات عديدة على المدونات الصغيرة في مختلف المواقع العنكبوتية ومن عادته أن يهتم بما تنشره المدونات الصغيرة ويعمل على تجديدها كل فترة قصيرة. وما أن يغلق تسو الكمبيوتر حتى يفتح هاتفه المحمول فورا لتسكين مدوناته الصغيرة.

قال تسو إن المدونات الصغيرة أصبحت منصة جديدة تساعده في التعرف على الأحداث الاجتماعية وتبادل الأفكار والالتقاء بالأصدقاء. وأصبح لديه العديد من الأصدقاء المسجلين في تلك المدونات الصغيرة أيضا.

هارون: أظهر تقرير صادر عن مركز معلومات شبكة الانترنت الصينية أن نسبة استخدام المدونات الصغيرة بين مستخدمي شبكة الانترنت ارتفعت من 13.8 بالمائة إلى 40.2 بالمائة حتى نهاية يونيو 2011. وارتفعت نسبة استخدام المدونات الصغيرة بين مستخدمي شبكة الانترنت على الهاتف المحمول من 15.5 بالمائة في نهاية عام 2010 إلى 34 بالمائة في نهاية يونيو 2011 .

وأشار التقرير إلى أن خصائص المدونات الصغيرة هي تبسيط الشكل وتعزيز الوظيفة، كما أنها تدعم النص والصورة والتردد المرئي ومعلومات الوسائط المتعددة، لذا تجذب المدونات الصغيرة عددا كبيرا من الهواة في زمن قصير. ومن خلال الاهتمام المتبادل على المدونات الصغيرة تتشكل شبكة ضخمة للتبادل، مما يساعد على انتشار وتوسيع المعلومات في وقت قصير وعلى نطاق واسع، من هنا أصبحت المدونات الصغيرة وسائط ذات تقادم قوي وقوة تأثيرية كبيرة على نحو سريع.

أسامة: ووفقا للإحصاءات الواردة من مركز بحوث الرأي العام على الشبكة فإن المدونات الصغيرة قد أصبحت ثاني أكبر مصدر للرأي العام في الصين بعد وسائل الإعلام.

وقال نائب وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات ليو لي هوا، إنه حتى نهاية عام 2010، نشر 295 مليون مواطن معلومات ووجهات نظر من خلال المدونات في الصين. وازداد عدد المواطنين الذين يحصلون على المعلومات واستغلالها عبر المدونات الصغيرة لتحقيق التبادلات الشخصية. لذا أصبحت المدونات الصغيرة منصة مهمة حاليا للرأي العام الاجتماعي وتعميم المنتجات ونشر الأنباء.

وأفاد نائب مدير كلية الإعلام والنشر لجامعة تسينغهوا تشن تشانغ فونغ أن استخدام المدونات الصغيرة يساعد الجماهير الشعبية العامة في الحصول على معلومات أوفر ويوسع آفاقهم.

الجدير بالذكر أن المدونات الصغيرة تقدم منصة لهم للتعبير عن الرأي، وهذا يجعل الناس يشعرون بأنهم يؤدون دورا رئيسيا في المجتمع.

وقال تشن، إنه في الوقت نفسه، تساعد المدونات الصغيرة الناس في تحليل المعلومات التي كانت مهملة فيما قبل نظرا لخصائصها المتسارعة، وتشكل مصدرا للموضوعات الساخنة وحركة الجماهير الشعبية العامة، كما أنها تدفع تطور وسائل الإعلام والمجتمع وترفع مستواها بشكل قوى.

هارون: إلى جانب ذلك تمثل المدونات الصغيرة قناة جديدة ومهمة للتبادلات بين الحكومة والجماهير. وقد تم تسجيل عدد كبير من المدونات الصغيرة الحكومية في النصف الأول من عام 2011. وحتى نهاية عام 2010 بلغ عدد المدونات الصغيرة التابعة للهيئات الحكومية أكثر من 600 على موقع ((سينا)) وارتفع إلى أكثر من خمسة آلاف في يوليو 2011 وتجاوز عدد المدونات الصغيرة لموظفي الحكومة ثلاثة آلاف.

أشار تشن تشانغ فونغ إلى أن تأثيرات المدونات الصغيرة تزداد على المواطنين إلى أعلى مستوى. وأن اهتمام الهيئات الحكومية بالمدونات الصغيرة لا يتمثل في اهتمامها بالرأي العام على الشبكة فقط بل يساعدها في فتح طريق جديد للشؤون السياسية من خلال تلك المدونات.

وأضاف أنه "يثق بأنه إذا تم استخدام المدونات الصغيرة بشكل صحيح فستصبح قناة جيدة لإدراك متطلبات الجماهير والاستجابة لشكواهم ومعالجة مشاكلهم".

أسامة: وبالإضافة إلى دورها الإعلامي، أدت مواقع المدونات الصغيرة دورا كبيرا في مساعدة الجماعات الصينية المحرومة. حيث تلقت تجربة شيانغ شيانغ (6 سنوات) المرة اهتماما كثيرا من قبل مواقع المدونات الصينية الصغيرة. وتبرع مستخدمو الإنترنت بأكثر من 600 ألف يوان في شهر واحد لحل مشكلة تكاليف عملية هذا الطفل الجميل.

وترجع قصة شيانغ شيانغ الذي يعيش في مقاطعة شانشي إلى شتاء عام 2010 عندما أصيب بحروق خطيرة شوهت وجهه، وبترت أربعة أصابع ليده اليساري. وبالرغم من الحفاظ على حياته إلا أن هذا الطفل المسكين يضطر إلى قناع أبيض، مما أطلق عليه اسم "طفل القناع". ولأن والديه غير القادرين على دفع تكاليف العملية الجراحية، بقي الطفل الجميل يحمل تشوهاته طيلة الفترة السابقة قبل أن يعرف مستخدمو المدونات الصغيرة قصته ومساعدته وإحياء أمل الحياة في نفسه البريئة.

ومع التنمية السريعة لهذه خدمة الانترنت في البلاد، يمكن أن نشاهد عمليات لمساعدة الجماعات المحرومة على مختلف مواقع المدونات الصغيرة المعروفة كل يوم، مما يجسد الحب النبيل مرة بعد مرة.

هارون: لكن مع تكوين المدونات الصغيرة قناة لنشر المعلومات بسهولة، أصبحت بعض مواقع المدونات الصغيرة مغمورة بالمعلومات الخاطئة، ومن الصعب أن نميز بين الحقيقي والزائف. وأصبح مستخدمو الانترنت يشعرون بالخداع والغضب.

قال البروفستر يو جيان رونغ في مكتب بحوث التنمية الريفية للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية إن ظهور مساعدة خيرية عن طريق المدونات الصغيرة يكشف الثغرات وأوجه القصور في الأعمال الخيرية الصينية. وأدت مواقع المدونات الصغيرة دورا مهما في إظهار حب الجماهير وتقديم المساعدات.

واعتقد الأستاذ تشنغ تشى وو أن نطاق مساعدة المدونات الصغيرة محدود، ولكن يمكننا أن نستخدم مواقع المدونات الصغيرة لتحسين نظام المساعدة الاجتماعية، لذلك ستؤدي مساعدة المدونات الصغيرة دورا أكبر.

أسامة: مستمعينا الأعزاء، قدمنا لكم في الدقائق السابقة تقريرا حول التنمية السريعة لخدمة المدونات الصغيرة في الصين، وفي الجزء التالي للحلقة اليوم سنعرفكم على الأوضاع الجديدة في مجال الإنجاب والشيخوخة في المجتمع الصيني.

هارون: وقع تشنغ شيانغ (31 عاما وزوجته)، وهما من سكان مدينة شيجياتشوانغ حاضرة مقاطعة خهبي شمال الصين، وقعا مؤخرا في أسى "سعيد": لينافسا والداهما في العيش مع ابنهما (سنتان من العمر).

قال تشنغ شيانغ إن "الصين تتمتع بعادات وتقاليد قديمة، تتمثل في إقامة الآباء مع الأبناء بسعادة تماثل تناول الحلوى، ويرغب الآباء في الإقامة مع الأبناء في منازلهم."

أسامة: في عام 1978 اعتبر "تنظيم الأسرة" من سياسات الدولة الأساسية في الصين مع استمرارها حتى الوقت الراهن حيث شهد هيكل العائلات في المدن الكبيرة الصينية نموذج "4-2-1" أي 4 من الأجداد و2 من الأزواج وطفل واحد.

أوضحت بيانات ((تعداد السكان السادس)) الصيني الصادرة في أغسطس هذا العام أن الصين لا توجد بها أية مقاطعة تبلغ نسبة عدد الشباب والمراهقين فيها 30 بالمائة، بل يوجد بها 10 مقاطعات فقط تتجاوز تلك النسبة 20 بالمائة، وتبلغ النسبة في 18 مقاطعة من هذا النوع ما يتراوح بين 10 و20 بالمائة، وهناك 3 مقاطعات تقل هذه النسبة فيها عن 10 بالمائة .

هارون: ووفقا لمعيار الإحصاء الديموغرافي، ينتمي مجتمع تقل نسبة سكانه بين الصفر و14 سنة في إجمالي السكان عن 15 بالمائة، إلى الانخفاض الشديد في الإنجاب، وإلى الانخفاض النسبي للإنجاب بنسبة بين 15 و18 بالمائة، والى قلة الإنجاب بنسبة بين 18 و20 بالمائة.

وبموجب هذا المعيار يوجد في الصين حاليا 21 مقاطعة تنتمي إلى حدود قلة الإنجاب، و11 مقاطعة تنتمي إلى الانخفاض النسبي للإنجاب، وبما في ذلك تعد نسبة بلديتي بكين (العاصمة) وشانغهاى (أكبر مركز صناعي وتجاري) أكثر انخفاضا في الإجمالي الوطني من السكان الشباب والمراهقين، ويعني ذلك أقل من 10 بالمائة.

وبأخذ موارد التعليم في الاعتبار، أشار وانغ قوانغ تشو الباحث في معهد البحوث الاقتصادية للسكان والعمل لأكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية أشار إلى أن بكين كان بها 6000 مدرسة قبل 20 سنة، وتبقى حاليا 3000 فقط.

أسامة: وعلى العكس من ذلك، أوضحت معلومات ((تعداد السكان السادس)) أن الصين بها حاليا 26 مقاطعة تجاوزت نسبة مسنيها (فوق 65 سنة) في إجمالي السكان 7 بالمائة. وبموجب الأعراف الدولية يعنى بلوغ نسبة المسنين 65 سنة فما فوق في إجمالي السكان 7 بالمائة دخول مجتمع الشيخوخة.

ونظرا لذلك أكد وانغ جين ينغ رئيس كلية الاقتصاد لجامعة خهبي أن الصين تدخل حاليا مرحلة "قلة الإنجاب وزيادة الشيخوخة".

هارون: وتماشيا مع التطور السريع في المجتمع الصيني، وبالنسبة للشباب داخل الصين وخارجها، لم يعد الإنجاب شيئا منطقيا منذ زمن طويل. فقد تزوجت شيوى ينغ، وهي الشابة البالغة 29 عاما من مدينة شيجياتشوانغ، تزوجت قبل سنتين، وأعربت عن عدم رغبتها في الإنجاب في وقت مبكر قائلة إنها تشعر بأنها ما زلت طفلة ترغب في التمتع بالحياة بشكل جيد، ولا يناسب عملها المرهق الإنجاب.

وأوضح استطلاع بشأن سبب اختيار العائلات "عدم الإنجاب" صدر مؤخرا عن موقع "بايدو" الشبكي أن نسبة القلقين من عدم قدرتهم على تربية الأبناء أو عدم تربيتهم بصورة جيدة شكلت 48.7 بالمائة، وشكلت نسبة الراغبين في التمتع بالحياة 33.5 بالمائة، وشكلت نسبة الراغبين في تحقيق القيمة الذاتية 13.2 بالمائة.

أسامة: وأعرب وانغ جين ينغ بأن "التعزيز المستمر لدور المرأة في العمل والمشاركة الاجتماعية في المجتمع حاليا، أدى إلى انخفاض نسبة الإنجاب في المجتمع قاطبة إلى حد ما، في حين أن زيادة ثقة الناس بأنفسهم، تؤدي أحيانا إلى تدني اهتمامهم بأولادهم بعض الشيء."

هارون: لكن العديد من الخبراء يعتبرون أن العوامل الرئيسية لظاهرة "قلة الإنجاب" الصينية صورة طبيعية لاضطراب تعداد السكان. وقال قاو يوان شيانغ البروفيسور في معهد البحوث الديموغرافية لجامعة خهبى للمعلمين إن "معظم النساء في سن الإنجاب في الوقت الراهن ولدن في ثمانينات القرن الماضي، وهن أقل من نظيراتهن اللاتي ولدن في الخمسينات والستينات بسبب التأثيرات الناجمة عن سياسة تنظيم الأسرة." وأن ذلك يعتبر من أسباب ظهور الشيخوخة الحالية في المجتمع الصيني أيضا.

أسامة: وأشارت بيانات ((تعداد السكان العام السادس)) الذي شمل مختلف المقاطعات الصينية إلى أنه في 6 مقاطعات بلغت نسبة المسنين ( 65 سنة فما فوق ) في إجمالي السكان 10 بالمائة بزيادة 5 مقاطعات عما كان في تعداد السكان الوطني الخامس في عام 2000، وبلغ عدد المقاطعات التي تجاوزت "الخط الأحمر" أي 7 بالمائة، بلغ 26 مقاطعة بزيادة 13 مقاطعة عن "الخط الأحمر" قبل عشر سنوات. أما عددها المنخفض عن "الخط الأحمر" فبلغ 5 مقاطعات فقط.

وألمح وانغ جين ينغ أنه "إذا كانت المشكلة تكمن فقط في قلة الإنجاب فهي ليست معقدة، ولكنها إذا كانت مع زيادة الشيخوخة في آن واحد فهي معقدة بشكل كبير، إذ يؤدى ذلك لأن تواجه الأيدي العاملة انخفاضا في المستقبل مع مواجهة إعادة تخطيط وتصميم موارد التعليم، وظهور تغيرات كبيرة للغاية في نسبة الإعالة الاجتماعية.

هارون: قال قاو يوان شيانغ إن الصين عرفت مقولة "الإنجاب للوقاية من الشيخوخة" منذ العصور القديمة، وكان الناس يعتمدون في العادة على إعالة كثير من الناس لمسن واحد في ظل عدم الشعور بالسلامة النظامية في الماضي، أما الآن فيدفع ظهور قلة الإنجاب وزيادة الشيخوخة الحكومة إلى استكمال وتحسين نظام ضمان الإعالة الاجتماعية للمسنين أيضا."

أسامة: وعلى صعيد السياسة التي تسمح بإنجاب الابن الثاني، ترى كثير من المقاطعات والبلديات في الصين "ضرورة تحديد فترة فاصلة بأربع سنوات للإنجاب مرة ثانية". وفي عام 2009 ألغت مقاطعات قوانغدونغ وجيانغشي وشانشي وهوبى هذا التحديد، ما يعني أنه يمكن للزوجين المتوافقين مع ظروف الإنجاب تحديد وقت الإنجاب مرة ثانية بشكل ذاتي.

هارون: وبالنسبة لتشنغ شيانغ، القاطن في مدينة شيجياتشوانغ، يكون "تنافس أربعة مسنين في الحياة على حفيد واحد" نوعا من السعادة أيضا، ويدل ذلك على الأقل أن المسنين لا يمكنهم رعاية أنفسهم فحسب بل أيضا يساعدون أبناءهم على رعاية الأحفاد. وقال تشنغ شيانغ إنه وزوجته يرغبان في الإنجاب مرة ثانية، وقررا إنجاب ولد آخر آخذين في الاعتبار الضغوط المتراكمة عليهما في إعالة المسنين، ويعني ذلك خفض الضغوط على الجيل القادم في إعالة المسنين.

أسامة: مستمعينا الأعزاء، إلى هنا تنتهي التقرير (("قلة الإنجاب وزيادة الشيخوخة"))، وفي الدقائق التالية للحلقة سنسافر إلى إحدى مدينة في منطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم شمال الصين يقطنها أبناء قوميات مختلفة.

هارون: تقع مدينة آرقونا في منطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم شمالي الصين، ويعيش فيها أبناء قوميات عديدة مثل قومية هان وقومية أوينك والقومية المنغولية والقومية الروسية. وقام مراسلنا مؤخرا بزيارة بلدة منغوشيوي سومو هناك حيث شعر بالجو المنسجم بين مختلف القوميات هناك.

هارون: تجذب بلدة منغوشيوي سومو السياح من أنحاء الصين لأنها تلقب بموطن القومية المنغولية في الأساطير القديمة. ومن أجل دفع التنمية الاقتصادية ونشر الثقافة القومية الخاصة هناك، تعمل الحكومة المحلية حاليا على بناء حديقة الثقافة المنغولية غرب البلدة، وقد تم بناء المنشآت التحتية للحديقة عندما وصل مراسلنا. وقال مدير مصلحة السياحة بالبلدة السيد سونغ ين قانغ:

"ننشأ هذه الحديقة بهدف عرض مصدر ثقافة القومية المنغولية، وسنبنى متحفا، وشقق منغولية قديمة، ونماذج للقرى القبلية، إضافة إلى فنادق فاخرة حديثة لسد احتياجات السياح."

أسامة: وقال أمين فرع الحزب الشيوعي بالبلدة السيد يان لي شين لمراسلنا إن بلدة منغوشيويسومو لا يعيش فيها أبناء القومية المنغولية فحسب، بل يعيش فيها أيضا أبناء القومية الروسية وقومية هان وقومية داوور، وقومية آونكه. وتشمل قيادة البلدة أعضاء من مختلف القوميات، الأمر الذي جعل علاقتها مع السكان المحليين وثيقة وحميمة، حيث قال:

"رئيس حكومة بلدة منغوشيوي سومو، نائب أمين فرع الحزب الشيوعي الصيني بالبلدة هو من القومية المنغولية، وكبير نواب الشعب للبلدة هو من قومية مان، وفي الفرع الحزبي بعض أبناء القومية الروسية أيضا، مما يسهل اتصالاتنا مع السكان المحليين."

هارون: السيدة أورنا من أصل قومية أوينك التي تعيش على مرج برهو، وتزوجت من أحد أفراد أسر قومية هان قبل 18 سنة ونقلت إلى بلدة شيوي، والآن تقوم بترويض الحصان المنغولي باستغلال خبرة القومية البدوية، وتقدم خدمة ركوب الخيل على المرج للسياح، ها هي تقول:

"نحن نستفيد من عملية تنمية قطاع السياحة، حيث تحسنت حياتنا وازداد دخلنا. وعلى سبيل المثال، كسبت حولي ثلاثة آلاف يوان من السياح شهريا، وذلك يكفي لنفقات العائلة."

أسامة: توجد الكثير من العائلات في مدينة آرقونا التي تشكلها أبناء القوميات المختلفة، والسيد تشيوي ده شين المسن يعيش في بلدة آنخه التي تعد البلدة الذاتية الحكم الوحيدة للمدينة، وقال لمراسلنا إن أسرته تشمل أفرادا من أصل قومية هان والقومية الروسية، والآن يتطلع الشباب في البلدة إلى حياة حرة مثل أجدادهم، ها هو يقول:

"في بلدتنا أبناء سبع قوميات مثل القومية المنغولية والأوينك وقومية مان وقومية هوي والقومية الروسية. ولن نطلب من الشباب الزواج من البنات من نفس القومية، ابنتي ستتزوج مؤخرا وخطيبها من أصل قومية هان، ونؤيد قرارها لأنها تحبه."

أسامة: وقال تشيوي ده شين إن أبناء القومية الروسية يهتمون بالحفاظ على ثقافتهم الخاصة، وأنشأوا متحفا لتقاليد القومية الروسية، وفي الوقت نفسه تتأثر ثقافة التقليدية الصينية بثقافة القومية الروسية، وقال تشيوي لمراسلنا:

"نحتفل بكل الأعياد الروسية والصينية مثل عيد القيامة وعيد الميلاد، وكذلك عيد الربيع وعيد قوارب التنين."

أسامة: وأكد تشيوي ده شين أن جميع سكان البلدة من أصل القوميات المختلفة يعيشون في جو منسجم ويساعدون بعضهم البعض في الحياة اليومية وعمليات التنمية الاقتصادية، حيث قال:

"في بلدتنا السكان من سبع قوميات مختلفة، ولم تحدث أية النزاعات بسبب القومية والعرق، ظللنا نعيش في جو من التضامن الوثيق."

هارون: مستمعينا الأعزاء، إلى هنا تنتهي حلقة اليوم من برنامج ((صور من المجتمع)) والتي قدمنا لكم فيها ثلاثة تقارير اجتماعية حول المدونات الصغيرة، وقضية الإنجاب والشيخوخة في المجتمع الصيني، كما زرنا مدينة آرقونا بمنغوليا الداخلية الصينية التي يعيش فيها أبناء القوميات المختلفة عيشة سعيدة. وللمزيد من برامجنا يمكنكم زيارة موقعنا الالكتروني على شبكة الانترنت على العنوان التالي: ، شكرا على حسن متابعتكم وإلى اللقاء في الحلقة الجديدة من البرنامج ((صور من المجتمع)) ولكم أطيب تهنئة من عدنان الإعداد، وأسامة مختار وهارون التقديم.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي