CRI Online

قضاء عيد الربيع في الدول الأجنبية صار موضة لدى الشعب الصيني

cri       (GMT+08:00) 2012-02-21 16:44:49








مضى عيد الربيع لعام التنين حسب التقويم القمري الصيني، فعادت حياة الشعب الصيني إلى مجراها الطبيعي. وتفاوتت أراء الجمهور الصيني حول كيفية قضاء أيام العيد التقليدي، حيث اختار الكثير من الصينيين هذا العام السفر إلى بلدان أجنبية لكسب تجارب مميزة.

ووفقاً لآخر قرار صادر عن المكتب الوطني للأعياد، فإن عدد الصينيين المتجهين إلى بلدان أجنبية خلال أيام عيد الربيع شهد ازدياداً ملحوظاً، مما شكل بؤرة اهتمام لهذا العيد التقليدي الأهم بالنسبة للشعب الصيني.

في هذا الشأن، قالت وانغ جوه لي مديرة قسم إدارة الماركة التابع لشركة كايسر للسياحة إن أعياد الربيع خلال كل عام تعتبر أهم مواسم السياحة في البلاد، وشهد سوق السياحة الصيني اختلافاً كبيراً هذا العام مقارنة مع الأعوام الماضية، حيث صارت البلدان الأجنبية خياراً مفضلاً للشعب الصيني خلال أيام عيد الربيع. وبصورة عامة، ارتفع عدد السياح المسجلين لدى شركة كايسر للسياحة هذا العام بنسبة تراوحت بين 20% و30%، وكانت من أحب المقاصد لديهم بلدان أوروبا وجنوب شرق آسيا.

في عام 2010، بدأت أعمال الاستشارة والتسجيل للسياح الصينيين عند شركات السياحة منذ شهر نوفمبر، أما في عام 2011، فبدأت هذه الأعمال منذ شهر أكتوبر. واختار الكثير منهم اليوم الثاني من الشهر الأول حسب التقويم القمري كأول يوم لرحلاتهم، فصار هذا اليوم أكثر زحاماً خلال أيام عيد الربيع التي تسمى بالأسبوع الذهبي. من جهة أخرى، يزداد عدد الأسر الكاملة للسياحة هذا العام بسبب أن أيام العيد تزامنت مع أيام العطلة الشتوية للطلبة بكثير.

وأفاد آخر الإحصائيات الصادرة عن شركة هاينان للطيران أن نسبة شغل المقاعد للرحلات إلى الدول الأوروبية بلغت حوالي 80%، لتسجل زيادة بنسبة 9% عما كان عليه في العام الماضي؛ ونسبة شغل المقاعد للرحلات إلى القارة الأمريكية بلغت 90%، لتسجل زيادة بنسبة 15%؛ ونسبة شغل المقاعد للرحلات إلى الدول الآسيوية بلغت 80%، لتحافظ على مستوى العام الماضي؛ ونسبة شغل المقاعد للرحلات إلى أستراليا 80%، مما شكل زيادة ملحوظة.

سياو تشن طالب ماجستير في أستراليا، عاد إلى مدينة تاييوان في مقاطعة شانسي خلال أيام عيد الربيع هذا العام، وقام بزيارة سياحية مع والديه إلى ماكاو في الفترة ما بين يومي الخامس والثامن من الشهر الأول حسب التقويم القمري.

قضيت الأيام الخمسة الأولى للعيد مع أفراد أسرتي في مدينة تاييوان، وانطلقنا أنا ووالداي في الخامس من الشهر الأول حسب التقويم القمري إلى ماكاو لتجنب الزحام في الطريق. أيام والديّ كانت مليئة بالأعمال خلال العام، فنادراً ما كنت أقوم بالسياحة معهما. ونظراً لأن فرص السياحة السوية ستكون أقل بعد تخرجي من الجامعة العام المقبل، فتركت مسقط رأسي هذا العام واخترت قضاء أيام العيد معهما في ماكاو.

انتهزت شركات السياحة فرصة أيام العيد لإقامة أنشطة الترويج لجذب المزيد من السياح المحليين، مع ازدهار سوق السياحة في هذه الفترة الزمنية. ومنها شركة هاينان للطيران التي قامت بتحسين تجربة الركاب على متن رحلاتها عن طريق تقديم أدوات أكل فاخرة مصنوعة من الصينية البيضاء. وقالت وانغ جوه لي مديرة قسم إدارة الماركة التابع لشركة كايسر للسياحة:

تختلف مقاصد السياح الصينيين خلال أيام عطلة عيد الربيع، ونظراً لعادتهم التقليدية لقضاء عشية عيد الربيع، أعد زملاء شركتنا مأدبة عشاء لهم تشمل مأكولات صينية لذيذة في هذه المناسبة المباركة. كما عبر مرشد السياحة عن أجمل تحياته وأحلى تمنياته لأفراد وفده السياحي، آملا في توفير بيئة طيبة خلال أيام العيد.

ويهتم السياح بالعناصر المتعلقة بالمواصلات أثناء اختيار المقاصد. واختار سياو تشن ماكاو كمقصد أسرته للسياحة، بسبب وجود رحلة مباشرة بين المنطقتين، حيث قال:

قبل سنوات عدة، كان من الضروري أن نصل إلى ماكاو عبر جمرك مدينة تشوهاي لعمل سلسلة الإجراءات المعقدة. أما الآن فتم تنظيم رحلة مباشرة بين مدينة تاييوان وماكاو، مما وفر لنا أوقاتاً كثيرة في الطريق.

خلال أيام عيد الربيع، صارت الرحلات الجوية والفنادق مليئة بالسياح المتدفقين، الذين قد تواجههم مشكلة، إذا لم يؤدوا الأعمال التحضيرية بصورة جيدة، حيث واصل ساو تشن قائلا:

صديق والدي حجز لنا فندقاً في ماكاو، غير أننا اكتشفنا بعد وصولنا إلى الفندق أنه لم يوفق في الحجز بسبب تدفق السياح. فمشينا ونحن بجر الشنط على الشوارع حتى وجدنا فندقاً بتكلفة غالية جداً، وبعد قضاء الليلة الأولى، انتقلنا إلى فندق مريح.

في السنوات الأخيرة، صار التسوق في الدول الأجنبية سائداً بين الشعب الصيني. وحسب التقرير الصادر عن الاتحاد العالمي للترف الذي يحمل عنوان ((إحصائيات تسوق الصينيين في الدول الأجنبية خلال أيام عيد الربيع))، فإن قيمة استهلاكهم في الفترة ما بين أول يناير حتى أول فبراير هذا العام بلغت 7.2 مليار دولار أمريكي، مسجلة رقماً قياسياً جديداً.

أنفقنا أكثر من 30 ألف دولار هونغ كونغي خلال هذه الجولة، ليست مجرد نفقات سفر وإقامة، بل شملت أيضاً بعض الترف من الماركات العالمية الكبرى، لأن أسعارها منخفضة مقارنة مع نظيراتها في بر الصين الرئيسي لأسباب تتعلق بالضرائب الجمركية.

في هذا السياق، قالت وانغ جوه لي مديرة قسم إدارة الماركة التابع لشركة كايسر للسياحة:

صارت رغبة السياح الصينيين في التسوق نشيطة خلال أيام إجازة عيد الربيع، فمن المرجح أن تنفقوا أموالاً كثيرة في التسوق، مع أن هذه الأيام لا تتزامن مع موسم الخصم في الدول الأجنبية.

وبموجب آخر التوقعات التي طرحتها مصلحة الدولة للسياحة، فإنه بحلول عام 2015، سيبلغ عدد السياح الصينيين إلى الدول الأجنبية 88 مليون سائح، ليشكل زيادة سنوية بنسبة 9%، حين يستكشف السياح مزيداً من المقاصد السياحية.

بدأت المقاصد الأقل صيتاً تلقى إقبالاً من قبل السياح الصينيين، ومنها جزيرة تاهيتي جنوبي المحيط الهادئ. ويتوق السياح الصينيون للسياحة في هذه المقاصد النادرة، حيث قمنا بأعمال الاستشارة لكثير من السياح، ونجحنا في تكوين وفود سياحية كثيرة. ويفضل السياح تجربة أساليب جديدة لقضاء أيام في الدول الأجنبية، على سبيل المثال، يحبون رحلات متبحرة تتعلق بالتمتع بالموسيقى أو تذوق الخمر في بعض البلدان الأوروبية. وصارت الجولة على متن باخرة فاخرة أكثر إقبالاً من قبل السياح الصينيين.

ونبهت وانغ جوه لي مديرة قسم إدارة الماركة التابع لشركة كايسر للسياحة السياح الصينيين إلى الاستهلاك العقلاني خلال الرحلات، حيث قالت:

هناك طبعاً بعض المشاكل التي تواجه السوق السياحية الصينية، وأعتقد أن السوق تمر الآن بمرحلة تنموية مهمة، فأنبه السياح الصينيين إلى التسوق العقلاني في المقاصد السياحية، لتفادي العناصر السلبية الموجودة في السوق.

تدفق السياح الصينيين إلى الدول الأجنبية يدل على أن مستوى معيشتهم ارتفع في السنوات المنصرمة، حيث كثرت رواتبهم وتنوعت وسائلهم لقضاء أيام الإجازة، وذلك بفضل الأوضاع الاقتصادية المستقرة في الصين. مع أن عيد الربيع يعتبر أهم الأعياد بالنسبة للصينيين، تتفاوت وسائلهم لقضاء أيام العيد. ومن المتوقع أن تشهد سوق السياحة إلى الدول الأجنبية مزيداً من التطور في السنوات المقبلة.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي