CRI Online

"المصنع العالمي"يسعى إلى إعادة الهيكلة ورفع مستواه الذاتي

cri       (GMT+08:00) 2013-06-04 16:45:05

تعتبر مدينة دونغقوان بمقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين المكان الأول للإصلاح والانفتاح، فخلال أكثر من ثلاثين سنة، تغيرت مدينة دونغقوان من محافظة زراعية متخلفة إلى مدينة صناعية ناشئة مشهورة بالتصنيع والانتاج دوليا، وتسمى ب"المصنع العالمي"، في الوقت نفسه، تعتبر منصة هامة لمعرفة مستوى التنمية الاقتصادية الصينية.

إن شركة دونغشينغ المحدودة لمنتجات كشمير هي أول شركة اختبارية للإصلاح لمجموعة أردوس، والسيد لي شنغلي مديرها العام.

"منذ وقوع الأزمة المالية، أصبحت التكاليف تتزايد باستمرار وعدد استمارات طلبات البضائع تتناقص بينما تزايدت أسعار البضائع في الانخفاض، في ظل هذه الحالة، وجدنا أنه لا بد لنا من أن نخلق علامة تجارية خاصة لنا إذا أردنا إيجاد موطئ قدم في السوق."

خلافا عن شركات المنسوجات المحلية الأخرى التي تقوم بالتصنيع، قرر لي شنغلي أن يسير على طريق جديد، أى صنع المنتجات حسب طلب المستهلكين. عندما قدم هذه الخطة، عارضه الكثير من الأشخاص، وحول ذلك، قال لي:

"يعتقدون أن خطتي غير معقولة. كنا لا نقبل استمارة الطلب لتصنيع 10 آلاف قطعة ملابس في الماضي، والآن، نقوم بتصنيع الملابس المختلفة حسب الطلب من كل المستهلكين. طبعا، هذا صعب بالنسبة إلى عملية الإنتاج، لذلك، كانت آراء الآخرين مختلفة في البداية."

رغم وجود أصوات معارضة، ما زال يتمسك لي شنغلي بالقيام بها. عام 2008، أنشأت الشركة العلامة التجارية "المروج الانطباعية"، وبدأت تقدم منتجات كشمير حسب طلب المستهلكين. قال لي شنغلي:

"يمكن للمستهلكين أن يختاروا مختلف الألوان الوفيرة إضافة إلى اللون الأصلي، ويمكنهم أن يختاروا الزينة على الملابس أيضا."

في السنة الأولى لتطبيق هذه الخطة، حصل لي شنغلي على حوالي 6 آلاف استمارة طلب فقط، وما زال العمل الرئيسي للشركة في التصنيع التقليدي للعلامات التجارية الأخرى، ولكن لي شنغلي متفائل جدا لآفاق تصنيع المنتجات حسب طلب المستهلكين، وقال:

"إن صناعة النسيج صناعة تقليدية، يمكننا أن نقول إن القدرة المحلية على الإنتاج فائضة، خاصة في مجال منتجات كشمير. أعتقد أن هذا النمط لا يلبي المطالب الشخصية للمستهلكين فحسب، بل يطلق العنان لمزايا شركتنا أيضا."

بعد ذلك، ازدادت مبيعات المنتجات بعلامة "المروج الانطباعية" التجارية ب30% إلى 50% سنويا، وقد بلغت المبيعات السنوية للشركة أكثر من 20 مليون يوان صيني في الوقت الحالي، واحتلت العلامة الخاصة بها 60% من المبيعات الإجمالية. هناك أكثر من ثلاثمائة متجر لها في أرجاء البلاد وتنتشر في مختلف الفنادق ذات 5 نجوم ومواقع الاستهلاك العالية المستوى الأخرى.

إن السيد ما هونغ مؤسس شركة سويوتي المحدودة للملابس، واختياره مختلف عن لي شنغلي. عام 2006، قرر ما هونغ إقامة شركة خاصة له وخلق علامة تجارية تواكب موضة الشباب، قبل ذلك، كان يعمل في بيع الملابس. في ذلك الوقت، اهتمت معظم مؤسسات الملابس بالأسواق الدولية أو الأسواق في المدن الصينية الكبيرة، أما ما هونغ، فحدد سوقه في الأرياف، حيث كان الكثير من الأشخاص لا يعتبرون فكرته جيدة، حول ذلك، قال ما هونغ:

"في البداية، لم يوافق الكثير من الأشخاص على فكرتي، وقالوا إن قدرة الاستهلاك في المدن الكبيرة عالية نسبيا ويصعب علينا أن نكسب الأموال في الأرياف."

لكن لي هونغ تمسك بقراره، وظل يركز انتباهه على الأسواق في الأرياف والمحافظات. لقد حافظت شركته على أكثر من 50% من معدل النمو السنوي لمدة 6 سنوات، في عام 2011، بلغت مبيعات الشركة مليارا و200 مليون يوان صيني، وفي عام 2012، تجاوز عدد متاجرها 1700 متجر.

لم نجد أثر المصنع في شركة سويوتي، لا يوجد فيها إلا مراكز العرض والبيع والتصميم للمنتجات. قال ما هونغ لنا إن هناك أكثر من 3000 نوع من الملابس تنتج هنا سنويا.

"إن قدرة الإنتاج لقطاع صناعة الملابس الصيني كبيرة جدا، لكن المؤسسات التقليدية تركز على التصنيع. تهتم شركتنا بالبحوث والتطوير والتصميم للمنتجات من جهة، ومن جهة أخرى، تهتم بتسويق وتعميم العلامة التجارية وبناء مكانتها على الانترنت والإدارة، أما إنتاج المنتجات، فندعو المصانع الأخرى لتتعهده."

بصفتها مصنعا عالميا، جمعت مدينة دونغقوان عددا كبيرا من مؤسسات التصنيع والانتاج اعتمادا على ميزتها الجغرافية منذ تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، لكن مع تغيرات البيئة الاقتصادية داخل البلاد وخارجها، تعرض النمط الاقتصادي الذي يعتمد على التصنيع والانتاج التقليدي والسوق الخارجي لأثارها، وبدأت تنخفض سرعة النمو الاقتصادي. عام 2012، كان معدل النمو لإجمالي الناتج المحلي بمدينة دونغقوان 6.1%، وأقل من المعدل المتوقع ب8%، عام 2013، خفضت حكومة المدينة توقعات النمو الاقتصادي. إذن، كيف يمكن لمدينة دونغقوان أن تحافظ على حيويتها الاقتصادية في حالة انخفاض النمو الاقتصادي؟

بنيت حديقة سونغشانهو للصناعة العلمية والتكنولوجية بمدينة دونغقوان في عام 2001، وأصبحت منطقة التنمية للصناعة الحديثة والعالية التكنولوجيا على مستوى وطني في عام 2010. يعتقد المسؤول لمدينة دونغقوان شو جيانهوا أن التكنولوجيا عامل مهم لقيادة قطاع التصنيع بمدينة دونغقوان إلى رفع مستواه الذاتي.

عام 2007، تعاونت جامعة هواتشونغ للعلم والتكنولوجيا مع مدينة دونغقوان وأقامت معهد البحوث لهندسة التصنيع، وحول تعاون الجانبين، قال نائب رئيس المعهد تشانغ قوهجون:

"نعرف أن مدينة دونغقوان مشهورة بالتصنيع لكن يصعب عليها تحويل الهيكل ورفع مستوى الصناعة، لذلك، تريد مساعدتنا. وبالنسبة إلى جامعتنا، نحتاج إلى تحويل نتائج بحوثنا إلى قدرة الانتاج الواقعية."

كان هذا التعاون المشترك المنفعة لا يسهل تحويل الهيكل وارتفاع المستوى للمؤسسات فحسب، بل يفيد معهد البحوث. عام 2008، بلغت الدخول الإجمالية للمعهد 3 ملايين يوان صيني فقط، وفي عام 2012، تجاوزت مائة مليون يوان صيني.

خلال عملية التعاون مع المؤسسات، يقوم معهد البحوث بالبحث والتطوير لمختلف الأنواع من المنتجات حسب حاجاتها الخاصة، وقد قدم المنتجات والخدمات لأكثر من 3000 مؤسسة منذ بنائه. في السنتين الأخيرتين، خصص المعهد 120 مليون يوان صيني لبناء حديقة تفريخ الصناعة وخطط تقديم المنتجات والخدمات للمزيد من المؤسسات.

خلال عملية الإبداع العلمي والتكنولوجي وارتفاع المستوى للصناعة، طرحت حكومة مدينة دونغقوان فكرة إخراج المؤسسات التي لا توجد آفاق التنمية لها ودعم المؤسسات العالية الفوائد والخفيفة التلويث. في السنوات الأخيرة، بدأت الكثير من المؤسسات التي كانت تعمل على التجارة الخارجية تطور السوق الصينية، وبفضل الدور المتزايد لحديقة صناعة العلوم والتكنولوجيا العالية، شهدت مدينة دونغقوان تطورا في مجال تحويل الهيكل وارتفاع المستوى للصناعة.

إن تحويل الهيكل وارتفاع المستوى هو الاختيار القاسي الذي تواجهه الصين بصفتها دولة كبيرة في الصناعة الانتاجية، كانت المؤسسات الصينية مزدهرة في ظل البيئة البسيطة لتجارة التصنيع والتصدير في الماضي، وحصلت الصين بذلك على لقب "المصنع العالمي". لكن هذه المؤسسات وجدت تدريجيا أن الاعتماد فقط على كسب الأرباح من التصنيع الرخيص لا يكفي للحفاظ على تنمية الصناعة، لأن التكاليف تزداد باستمرار. كانت الأزمة المالية العالمية التي حدثت في عام 2008 والركود الاقتصادي العالمي المستمر بعدها جعلت الكثير من المؤسسات تدرك أنها ستموت بالتأكيد إذا استمرت في الاعتماد على استمارات طلب البضائع من الآخرين ولم تغير تكتيكاتها. ونثق بأن تحويل الهيكل وارتفاع المستوى للمؤسسات الصينية سيقدم فرصة جديدة للتنمية والازدهار للاقتصاد الصيني والعالمي.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي