تكلم فى البداية الاستاذ الدكتور " محمود كحيله " عن دور الفن فى حياة الشعوب و قال ان قضية الفن شغلته على مدار سنوات عمره بحكم عمله داخل المسرح و اضاف ان السؤال الذى شغله سنوات عديدة هل الفن له هدف و له قيمة داخل ام المجتمع ام لا ، فكان الموضوع تحدى حول هذه الرؤية و خصوصا عندما تخصصت بمجال المسرح ، و كان السؤال متى عرفنا الدراما ، فالدراما نشأت و عرفت منذ القدماء و تحديدا فى عصر الاغريق عندما كان المبدعين ان ذاك يقوموا بتأليف الاشعار الدرامية و القصص ، و التى منها قصص حقيقة تمثل الواقع و اخرى من وحى الخيال او الاساطير كما اطلق عليها بعد ذلك ، و كان الهدف الرئيسى من هذه القصص و الحكايات هى الوعظ بمعنى ان ترشد الناس داخل المجتمع القديم الى فعل الصواب و الى المعاملة الحسنة و الاخلاق الجيدة ، و انهم ينتموا الى بلادهم و وطنهم ، و الاغريق منذ قديم الزمان معروف ان هناك عدو لهم و هم الفرس كانوا دائما ما يتعدوا عليهم لكى ينهبوا الاموال و الخيرات التى تعب الاغريق فيها على مدار الفصل فى جمعها و الغريب فى هذا الامر ان الشعب الاغريقى فى هذا الوقت كان شبه مستسلم للفرس و لا يدافع او يخشى على ارضه و عرضه ، حتى ظهرت هذه القصص و التى عرفت باسم الإلياذة و الأوديسا و التى برع فيها المبدعون ، فكانت هذه القصص الراويات تحث الاغريق على مفاهيم كثيرة ايجابية مثل قيمة الوطن و الانتماء الى المجتمع الذى يعيش فيه ، و الغريب فى الامر انه عندما عاد الفرس مرة اخرى فى الهجوم على الاغريق وجدوا انهم يدافعون عن ارضهم بشكل كبير و بحماسة غير متوقعة لدرجة انهم هزموا شر هزيمة على يد هؤلاء المعتدين ، فاحتار المؤلفين فى هذا الامر و ذلوا يبحثوا عن السبب الحقيقى ، الذى جعل الاغريق يدافعون عن ارضهم لهذه السنوات الطويلة بعض عرض هذه القصص عليهم ، و وجدوا ان هذه القصص التى ابدع فيها المؤرخون كانت تحث الاغريق دائما عن الدفاع عن الوطن ؟، و العرض و الشرف ، لان الوطن هو الباقى و الاشخاص هم الراحلون ، و بالنظر الى اهمية الدراما من هذه الواقعة نجد ان الدراما هنا رصدت حالة من الواقع و لعبت دور كبير فى التأثير على هذا الشعب و هم الاغريق اذن الدراما عنصر هام جدا من عناصر التحفيز ، و اضاف الاستاذ الدكتور " محمود كحيله " انه بعد قراءته لهذه الرواية و وعيه بأهمية الدراما و مدى تأثيرها على الشعوب ظل يفكر و يفكر حتى اتخذ القرار النهائى بانه يتجه الى الدراما الايجابية التى تؤثر بشكل صحيح و ترسخ المفاهيم الجيدة داخل الشعوب ، و اضاف ان المسرح يلعب هذا الدور الكبير ، ولكن للأسف فى هذا الوقت اصبح دور المسرح غائب عن الشارع العربى ، فلا يوجد دعم حقيقى من الدولة الى المسرح .
