يتحدث الدكتور " يوسف محمد " قائلاً : تشكل المشروعات الصغيرة في اي مجتمع اقتصادي دعامة كبيرة لهذا الاقتصاد ونحن في مصر نحتاج بشدة الى تلك المشروعات حيث لها فائدة كبيرة للحد من البطالة بين الشباب ، وهناك مشروعات ضخمة تتم الان في ارض مصر مثل محور قناة السويس الجديدة والتي سينتج عنه انشاء مدن جديدة تستطيع ان تستوعب الاف من الايدي العاملة الشابة ، وبداية لابد ان نعرف اولاً ماهي المشروعات الصغيرة حيث تكثر التعريفات من دولة الى اخرى ومن اقتصاد الى اخر كما يوجد مايعرف بالمشروعات المتناهية الصغر ، ومن بين هذه التعريفات الخاصة بالمشروعات الصغيرة انه يعرفة بنسبة العمالة الموجودة فيه حيث تعرف بعض الدول المشروعات الصغيرة بانها تلك المشروعات التي تبدأ بعشرين عامل او اقل من هذا العدد ، وهناك بعض الدول عرفت المشروعات الصغيرة بحسب رأس المال المشارك فيها ، وفي مصر هناك تعريفات عديدة للمشروعات الصغيرة نستخدمها في مصر تجمع بين معظم التعريفات العالفمية للمشروعات الصغيرة .
اما بالنسبة للمشروعات المتناهية الصغر فهي التي تتعلق بعمل فرد واحد يعمل في منزله وقد يساعده شخص اخر في مشروعه الصغير . وهناك نوع ثالث خاص بالمشروعات المتوسطة وهي التي يعمل بها نحو 200 عامل ورأس ماله نحو 10 ملايين جنية على سبيل المثال ، لذا فالمشروعات الضغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر تختلف من دولة الى اخرى ومن بيئة اقتصادية الى بيئة اقتصادية اخرى بل تختلف في مستوى معيشة افراد المجتمع " س " عن مستوى معيشة افراد المجتمع " ص " ، وللاسف تواجة المشروعات الصغيرة في مصر مشاكل عديدة اغلبها في عدم التخطيط الجيد للمشروع وافتقار الكفاءة الادارية ولو نتذكر منذ سنوات تم منح العديد من الشباب منح وقروض مالية صغيرة لعمل مشروعات صغيرة مثل شراء عربات لتوزيع انابيب الغاز او لفتح اكشاك لبيع الاكسسوارات او غير ذلك من تلك المشروعات التي بعد مرور عدة سنوات بسيطة فشلت تلك المشروعات ولم يكسب هؤلاء الشباب او كبرت مشروعاتهم الصغيرة والسبب الرئيسي من وجهة نظري لهذا الفشل هو افتقار هؤلاء الشباب للخبرة الادارية في ادارة مشروعاتهم الصغيرة ، لذلك اطالب وزارة الشباب او غيرها من مؤسسات الدولة المعنية كالمحليات او غيرها ، ولقد اقترحت في سنة من السنين ان يعمل كل حي او منطقة سكنية على انشاء مول تجاري في المنطقة يقسم الى كيانات تجارية صغيرة توزع على شباب المنطقة لكي يقوموا بانتاج مشروعاتهم الصغيرة والمتناهية الصغر ، وتعطى الاجهزة المعنية بالحي سنة كاملة لهؤلاء الشباب هذه الكيانات التجارية والانتاجية والورش بدون اجر نقدي على ان تحصل منهم ايجار تلك الكيانات في العام التالي لبدء مشروعاتهم تشجيعاً منهم لهؤلاء الشباب على العمل في مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر تقضي على نسب البطالة المنتشرة بينهم ، واذا نجح المشروع في محافظة القاهرة على سبيل المثال نحاول ان نعمم تلك التجربة في محافظات اخرى وفي القرى والاماكن البعيدة فالهدف من مساهمة الدولة هو انجاح تلك المشروعات الصغيرة والمتوسطة .
