CRI Online

مفهوم الاقتصاد الريعي والاقتصاد الانتاجي

cri       (GMT+08:00) 2015-12-11 16:07:45

يتحدث الدكتور  " خالد عبد الفتاح " قائلاً : بين الاقتصاد الريعي والاقتصاد الإنتاجي مساحة من آلية العمل وذهنية الإنتاج التي تختلف بين الإثنين، فإذا كان الاقتصاد الريعي يعتمد كثيرا على ما تنتجه الأرض فإن الاقتصاد الإنتاجي يعتمد على ما ينتجه الإنسان. هنا فوارق بين أن تعتمد على أرضك وخيراتها، وبين أن تعتمد على يدك وإنتاجها. الفكر الاقتصادي التقليدي يقوم على الأول في حين يقوم الاقتصاد الحديث على الثاني.الإشكالية في الاقتصاد الريعي أنه يعتمد على منتَج منتهٍ؛ حتى لو بعد أزمان طويلة، كما يعزز ثقافة الاتكال على الأرض أكثر من الاتكال على اليد والعمل، وعلى ذلك كانت إشكاليات الاقتصاد الخراجي نافعة في العصور القديمة، كونها تؤخذ من نتاج الآخر أيا كان هذا الآخر، لكنها ليست نافعة في العصر الحديث إلا مرحليا.

يُبرز نوعية هذا الاقتصاد مشكلة الاتكالية على الرِّيع، مما يعني أقل إنتاجية في العمل، مما يعزز من قيم سلبية في المجتمع الذي ينشأ فيه. هذه السلبية يمكن لها أن تفرز المجتمع إلى طبقات عليا ودنيا مما يجعل الفرص تقل أمام الطبقات الدنيا؛ في تغوُّل الطبقات العليا في الاقتصاديات، ومع استخدام العمل البيروقراطي تتغوّل الدولة أكثر في تفاصيل الحياة اليومية، فتكون هي المُنجية أو هي المُفسدة، وتعتمد في ذلك على صلاح الأفراد أو فسادهم.

 هذا يظهر جليا في أكثرية الدول العربية التي لا تزال تتأسس ذهنيتها الاقتصادية على هذا النوع..الإنتاج الريعي هو في الأخير عمل يتسم باستغلال الموارد الطبيعية دون البشرية، وهذا ما جعل الدول المعتمدة عليه أقل بكثير من دول ليست لها تلك الموارد؛ بل بعضها شبه معدومة، ومع ذلك فقد استطاعت أن تكون أكثر تقدمية من دول اقتصاد الريع. لكن اهم تجليات دول الريع تتمثل في انهيار الجانب القيمي..ففي غياب احترام قيمة الانتاج تكون الافضلية لمن يتقنون مهارات الشطارة والتسلق واقتناص الفرص. .في هذا المناخ تتضاءل قيمة العلم والكفاءة والابداع لانها تصبح عملات لا قيمة لها، وتصبح القيمة الوحيدة هي القدرة علی اقتناص نصيبك من الريع. أن التحول من الاقتصاد الريعي الزبائني الى الاقتصاد الانتاجي التنافسي؛ يحتاج الى تحويل سوق العمل من توظيف قسري في القطاع العام (تهميش) الى تشغيل انتاجي؛ الى جانب  تحويل العنصر البشري من انسان مذعن الى انسان خلاق مبدع؛ وتحويل العدالة الاجتماعية من سوء توزيع الريع الى توزيع الدخل والحماية الاجتماعية؛ واخيرا من تشرذم سيادي عربي الى تكتل سيادي عربي. لذلك نرى ان الثورات العربية قد وضعت الامة على اعتاب عقد اجتماعي عربي جديد وهذا يشمل دول الخليج. كم من الزمن سوف يستغرق الى ان يستقر هذا العقد وتكتمل فصوله؟ وكم من المعاناة والصراع سوف تتعرض له الدول والشعوب؟ هذا يعتمد على وعي وادراك السلطات والقوى السياسية وطليعة المجتمعات بحتمية التغيير، ومدى استعدادها للنزول عند مقتضياته واستحقاقاته. أن المفاهيم الحديثة للتنمية الاقتصادية ترتكز في تعريفاتها على تحسين إنتاجية الفرد من خلال تمليكه القدرات الأساسية للإنتاج وتحقيق الذات. وبصورة عامة، فإن العمل هو عنصر أساسي من عناصر الإنتاج، وبالتالي التنمية الاقتصادية.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي