بدأ الكاتب والناقد " عصام طلعت الرفاعى " حديثة عن النقد الادبى ، فقال ان النقد الادبى ليس حرب تشن ضد الاديب ، ومن يعتقد ان الناقد ما هو الا ناقم على المبدع فهو مخطأ ، ان لم يكن الناقد محباً للأدباء والمبدعين فسيحكم علية بالفشل ، وقال انه حينما يقع بين يديه وليد نبض لشاعر ينتابه الفرحه والسعادة ، وهذه الفرحه تولد له من كلمات الشعر والهام الشاعر ، فالمبدع ليس مثله احد من العالمين ، فالمبدع اختصه الله بهذه الموهبة ، فعندما يعبر الشاعر عن نفسه وعن ما فى نفوس الاخرين نجد ما يُسلج الصدر ، وما يُطرب الاذن ، وهذا ما يجعله يفتح النافذه على عالم من الجمال ، فالنقد هو عبارة عن نظره حيادية وتجرد الى منتج ادبى من اجل التقويم والتوجية من خلال اسس واطارات محددة يستطيع ان يحكم بها على المنتج الادبى حينما يصل اليه ، فلابد من الموضوعية فى النقد وعدم الذاتيه فلا يجب ابداً ان تظهر الذاتيه مع الناقد حتى لا يُتهم بالخيانه ، فالناقد هو من يضع ويسلط ضوئه على الجمال ، ويحاول ان يزيل ما اعترى المرآة من غبار ، فليست مهمه الناقد ان يكشف العيوب بقدر ما يضع يديه على جمال ما ابُدع .
وافاد الناقد الكبير " عصام طلعت الرفاعى " ان النقد ليس مهمه يقوم بها الانسان ، فلابد ان يكون الناقد يتسم ويتصف بمعايير مختلفة ، واولها ان يكون مُلماً باللغه العربية واصولها وادابها وعلومها من البلاغة والمعانى والبيان والبديع ، ثم النحو والصرف ، ويكون على معرفه بتاريخ الادب ، وعلم العروض والقافية وموسيقى الشعر ، ويجب ان يكون قارئ جيد ، وقارئ لأدب الجاهلية بمرور العصور الاسلامية والعباسية والأمويه ، وقارئ ايضاً للأدب الغربى ، ويكون على دراية بكل مدراس الادب القديمة والحديثة ، ويجب على الناقد ان تتوافر فيه بعض الشروط التى تأهلة للنظر على منتج ادبى ، ويجب ان يكون صاحب زائقة ، وصاحب ادب وان لم يكن مبدعاً .
وافاد الشاعر " عصام طلعت " ان كل ما يحزنه فى النص الشعرى عندما يقع تحت يديه منتج شعرى او قصيدة عمودية وبها غلطات املائية ونحوية او خطأ فى علامات الترقيم ، حينها يترك النص ولا يكمل قرائته .
وافاد ايضاً ان قبول النقد ما هو الا عملية نفسيه فى البداية ، فالنفس البشرية يوجد بها شئ من العظمه والكبرياء ، مما يُحزن الانسان حين يُقال له اخفقت فى شئ ، فيجب على المبدع ان يكون مبدعاً حتى فى تقبله للنقد فعندما يتقبل الاديب والشاعر النقد هذا يعنى انه مبدعاً ، وتوجيه النقد ايضاً يجب ان يكون بطرقاً مقبوله ، فالناقد يعرف جيداً ان ما بين يديه لمبدع وله الاحترام والتقديم ولكن على سبيل المثال يقال له لم تُصب فى هذا ، فيجب على الناقد ان لا تأخذه العزة والكبرياء وان يكن شيخاً يرتادة الاخرون ، ويجب على المبدع ان لا يتكبر على ان يقوم بتوجيهُ احد ويتواضع ويذهب الى مربياً له ، حينها ستكتمل العملية الابداعية .
