CRI Online

التعاون العربي المشترك

cri       (GMT+08:00) 2015-12-21 14:20:20

يتحدث الاستاذ " احمد المليحي " قائلاً : بشكل فعال طرحت العديد من المبادرات والعديد من الاصوات التي تنادي بالوحدة العربية وتفعيل السوق العربية المشتركة ، ولكن دعنا نأخذ الامور بمزيد من الواقعية فعلينا ان نمعن النظر في واقع الحال داخل البلدان العربية لاننا ببساطة سنكتشف ان الدول العربية واقعها الاقتصادي غير مؤهل لمثل هذه التكتلات الاقتصادية او تفعيل سبل التعاون المشترك في مجال الاقتصاد ، فكل دولة عربية منشغلة بما لديها من مشكلات سياسية واجتماعية وصراعات قد تكون للاسف عربية عربية وبالتالي كل دولة غارقة في مشكلاتها الداخلية محاولة بشكل مضني ان تجد حلول لها ، اذن الدول العربية غير مؤهلة لهذا التعاون الاقتصادي المشترك .

ويضيف الاستاذ " احمد المليحي " قائلاً : لقد كان لدينا نموذج للتعاون الاقتصادي المذهل للعالم كله بين البلدان العربية بعضها البعض عام 1973 حينما بدأت الدول العربية تتحد فيما بينها وتستخدم اسلحتها الاستراتيجية وعلى قمتها سلاح البترول في فرض قرارها وحققت انتصار عسكري ابهر العالم كله نتيجة لاصطفاف جميع الدول العربية وراء قائد واحد وهو رئيس مصر في ذلك الوقت ، اذن هذا السلاح الاستراتيجي المتمثل في البترول يعد سلاح فعال ومرئي للعالم كله ، وممكن يكون تأثير الدول العربية قوي جداً اذا تم اتحاد بين الدول العربية وكان هناك وحدة عربية حقيقية ، اما اذا تحدثنا عن توقف هذا النموذج الناجح للوحدة العربية مرة اخرى اقول ان هناك اسباب متعددة منها فترات الاستعمار الطويلة التي عاشتها معظم الدول العربية الى جانب امتداد هذا الاستعمار حتى الان في بعض الدول العربية ولكن باشكال وصور مختلفة ، وهو استعمار فكري خطير والعالم كله يعرف ان اذا تم اعادة نموذج الوحدة العربية الرائع عام 1973 مرة اخري لان العالم العربي يمتلك كل المقومات والموارد الاستراتيجية التي تنجح هذه الوحدة سوف تتغير خريطة العالم وموازين القوة بها ، والعالم لايريد تلك الوحدة العربية ان تكتمل او تتم ، ونحن نعلم جيداً ان نجاح اي دولة وسر قوتها الاقتصادية هو التعليم بالدرجة الاولي وبشكل مباشر ، وبشكل شخصي وعن تجربة خاصة لقد  سبق وسافرت الى العديد من الدول الاوربية وشاهدت عن قرب طرق ومدارس التعليم المختلفة والمشرفة في نفس الوقت وقابلت عدد كبير من الشباب العربي النابغ في الدراسة في تلك الدول الغربية ، وكانت انجازتهم محل ابهار واعجاز لتلك الدول الغربية ويكفي ان نذكر ونؤكد على فائدة التعليم وقدرته على الارتقاء باقتصاد اي دولة ان نذكر تجربة محمد على في مصر منذ عام 1805 الى انتهاء حكم الاسرة العلوية عام 1952 في التعليم وتحقيق العديد من الانجازات بارسال البعثات العلمية ومئات الطلبة والدارسين لكي ينهلوا من احدث العلوم ثم يعودوا الى وطنهم مصر مرة اخرى بعد سنوات الدراسة لكي تستفيد مصر من خبرتهم وعلمهم ، وكانت مصر اقتصادها من اقوى الاقتصاديات في العالم .

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي