بدأ الناقد والباحث السورى " محمد غازى " حديثة عن تأثير الشعر العامى على اللغة العربية الفصحى وعلى مسيرة الادب العربى ، فقال ان هناك 80 % من الشعراء يكتبون شعر العامية وبقدر ما هى ظاهره جيدة ، فهى خطيرة ايضاً ، لان هذا يرسخ قيمة العامية على حساب النص الفصيح ، وافاد انه ممن يحبون الشعر باللغة العربية الفصيحة ، ويرتاح عندما يسمع احداً من الشعراء يقول نصاً جيداً باللغة الفصيحة ، ويطمئن ان هذا النوع من الشعر مازال بخير ، ولاكن طغيان العامية ما هو الا ما يسمى بالغربال ، فسيأتى يوماً يضع النقاد هؤلاء الشعراء على الغربال ، وسوف يسقط من هذا الغربال كثرا ولا يبقى غير الشعراء الذين يشتغلون على مصطلح شعرى معروف قديماً ومصطلح جيد ، ولكن لا شىء يقف فى وجه اللغة العربية الفصحى ، مهما قامو بكتابه العامية ومهما ابدعو فيها ، فستظل اللغة العربية الفصحى حيه ، ومتجددة ، ، وخالدة ، ومحفوظة بكتاب الله ، ولها قدسيتها ، ولا يمكن ان يأثر عليها شىء ، فالذائقة الابداعية والنقدية متواجدة ، ولها ادواتها التى تميز دائماً بين الجيد والردئ .
واوضح الشاعر السورى الكبير " محمد غازى " ما سبب اتجاه الشعراء الى شعر العامية ، فقال ان الشعر والشعراء فى حاله ولادة مستمرة ، ولاكن بعضٍ من الشعراء الشباب الجدد يستسهلون اللغة العامية لسهولتها وسرعه كتابتها بدقائق ، وتقليد كبار شعراء العامية لسهولة شعره ، ولوجود اللغة العامية فى الحياه ، وان هى اللغة الدارجة بين الناس وهى الذى يقوم شاعر العامية بسماعها فى المقاهى والميادين من الفاظ وتعابير كثيرة ، فيقوم بأستخدامها بشعرة ، ويبدأ فى تحويل هذة الملفوظات الى قصائد ، وقد بدأو بالأتجاة للقيمة الجديدة للكلمة العامية ، لكن لاغنى عن اللغة العربية الفصحى فهي اللغة التي كُتبت بها معظم النصوص العربية ، فهناك اسباب كثيرة لعبت دوراً فى انتشار هذا الفن وانتشار هذا النوع من الشعر ، و لما يوجد ايضاً من تقصير في التربية والمدارس وتنمية مواهب الطفل ، فالمنزل والمدرسة يلعبون دوراً مهماً وكبيراً فى تنشئة الطفل ، فيجب على الأسرة والاباء تعليم اولادهم وتربيتهم وتعويدهم على القراءة ، ويجب على رب الاسرة شراء الكتب والصحف والمجلات لتعويد الابناء على القراءة والأطلاع فى جميع المجلات ويجب ان يتعلمون ويشتغلون ايضاً على اللغة العربية الفصيحة لما يوجد بها من شفافية ، فالطفل يتأثر بالثقافة التي يعيش فيها داخل المنزل ، لان الطفل قبل دخوله المدرسة يعيش فترة التساؤل ، وحب الاستطلاع ، فيكتسب اللغة والتقاليد والعادات وطريقة الكلام ، وهذه الخبرات المبكرة لها أهمية كبيرة في حياته ولها تأثير على شخصيته ، والوالدان لهما دور فعال في غرس حب القراءة في نفوس الأبناء ، لذلك فللأسرة دوراً هاماً لما يقع عليهم من مسئولية فى تطوير عقول ابنائهم وتربيتهم على القراءة والاطلاع .
واوضح ايضاً الشاعر الكبير " محمد غازى " فى نهاية حديثة ان الندوات لها اهمية كبيرة ودوراً كبيراً ايضاً فى تشجيع الشباب واستمرار الكبار وتنقلهم من ندوة الى ندوة لنشر الثقافة وتنشيط الحركه الشعرية وتنشيط الحكى الابداعى ، فقصور الثقافة لم تكن مقصرة فى هذا المجال ، فهناك ندوات كثيرة تقام بالقاهرة يومياً ، مما ادى الى انتشار ووتتطوير وتنشيط الشعر فى جميع المناطق .
