CRI Online

تحول القاهرة كمحمية سياحية

cri       (GMT+08:00) 2015-12-25 15:34:03

يتحدث الاستاذ " احمد محمد دسوقي " قائلاً  : في البداية لابد ان نعترف بالجهود المبذولة من قبل الآثريين لكي يكون هناك اهتمام وطني بجعل الكثير من المدن والمناطق المصرية محميات اثرية وسياحية ولعل مصر هي الدولة الوحيدة في العالم التي لديها وزارة للآثار ، والمنطقة العربية بوجة عام تمتلك من القصور والتكايا والآسبلة وغيرها من الآثار مالايحصى عده الى جانب ان هذا الزخم الآثري الموجود بالقاهرة كمدينة اثرية استثنائية هو ماجعلنا نطالب ان تتحول القاهرة كمحمية ثقافية واثرية ، ويتم تفريغ ماامكن من سكانها لان هذا التكدس السكاني يعيق الفكرة ويحعلها صعبة التحقق ، فعلى سبيل المثال لواتخذنا قصر القبة نموذج سياحي رائع للاسف يحيط به تكدس سكاني رهيب على الرغم من ان قصر القبة يقع بمنطقة سراي القبة بالقاهرة، وهو أكبر القصور في مصر، وهو يستخدم حالياً كمقر لنزول الضيوف الأجانب من رؤساء وغيرهم. بناه الخديوي إسماعيل ويبعد عدة كيلومترات شمال وسط القاهرة، وكانت تحيط به الحقول الزراعية والقرى الريفية. ويمتد من محطة مترو سراي القبة حتى محطة كوبري القبة. وقد تحول إلى أحد قصور رئاسة الجمهورية بعد ثورة 23 يوليو 1952.

في فترة حكم الخديوي توفيق صار القصر الذي ولد فيه محلاً لأفخم الاحتفالات وحفلات الزفاف الملكية، وكمكان يعبر فيه زائروه عن شديد إعجابهم بحدائقه الغناء.

وخلال فترة حكم عباس حلمي الثاني (من 1892 إلى 1914) صار القصر وحدائقه مضاهيا لقصر عابدين الرسمي.

وعندما اعتلى فؤاد الأول عرش مصر في 1917 صار القصر مقر الإقامة الملكية الرسمي، وخلال فترة إقامته فيه أمر بعدة تغييرات على القصر، حيث أمر بإضافة سور بارتفاع 6 أمتار حول 75 إكرا من الأراضي وبوابة جديدة وحديقة خارجية، كما أضيفت محطة سكة حديد خاصة بالقطار الملكي حيث كان الزوار يأتون مباشرة سواء من الإسكندرية أو من محطة مصر المركزية للقطارات في القاهرة. وتوفي فؤاد الأول في هذا القصر.

وقام الملك فاروق بالقاء أولى خطبه عبر الإذاعة المصرية في 8 مايو 1936 من هذا القصر وذلك إثر وفاة والده فؤاد الأول. واحتفظ الملك فاروق بمجموعاته الخاصة في ذلك القصر، حيث ضمت مجموعات نادرة من الطوابع والساعات والمجوهرات منها بيضة فيبرجيه والتي كانت تخص آخر قياصرة روسيا إضافة لعديد التحف الأخرى، ومعظم هذه الأشياء بيعت في مزاد علني في عام 1954 حضره الكثير من المهتمين بينهم مندوبون عن الملكة إليزابيث الثانية وأمير موناكو.

بعد ثورة يوليو 1952 وما تلاها من إعلان الجمهورية صار القصر أحد القصور الرئاسية الثلاث الرئيسية في مصر والقصران الآخران كانا قصر عابدين في وسط القاهرة وقصر رأس التين في الإسكندرية، وقد كان الرئيس جمال عبد الناصر يستقبل الزوار الرسميين في هذا القصر، كما سجي جثمانه هناك بعد وفاته انتظاراً لجنازته في تاريخ 1 أكتوبر 1970. ولا يزال القصر مقراً رسمياً لإقامة الزوار الرسميين لمصر. كل هذا يبرهن على اهمية القصور الرئاسية التي لوتحولت لمزارات سياحية بطريقة معينة تحافظ على رونقها وعدم المساس ببهائها المعماري فسوف تجذب تلك القصور الملكية المصرية ملايين السياح كل عام لرؤيتها .

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي