تتحدث الاستاذة " عبير ابو ضيف " قائلة : في البداية احب ان اؤكد على حبي الشديد الى التاريخ والى الحضارة المصرية القديمة وفضولي الشديد اثناء الدراسة وكان هناك مرحلة بحث عن المعلومات ثم تأتي مرحلة الاحتراف فالحديث مع السائح الاجنبي القادم من بلاد بعيدة لديه رغبة عارمة في معرفة تاريخ الحضارة المصرية وغالباً ماينتهي اللقاء بتساؤل يوجهه الى بصفتي مرشدته السياحية مفاده : كيف استطاع المصريين القدماء ان يبنوا تلك الحضارة العظيمة والخالدة ثم وصلتم كمصريين محدثين الى ان تكونوا من الدول النامية ؟ وهو سؤال كان يضايقني كثيراً وعندما جاءت ثورة 25 يناير وماتلاها من احداث اثرت بشكل كبير على الرواج السياحي في مصر ومعدلاته اخترت انا ومجموعة من زملائي ان نستكمل دراستنا العليا ونحصل على دبلوم في التاريخ والآثار القبطية المصرية ، حاولنا في هذه الدراسة ان نزيل كافة الفجوات الموجودة داخل نسيج المجتمع المصري ، الى جانب زيادة الوعي الجمالى بالكنائس والعمارة القبطية ولكن اكتشفنا ان لدينا وعي ضئيل بحضارتنا الفرعونية والتي هي اقدم من الحضارة القبطية فبدأت انا ومجموعة من زملائي المرشدين السياحيين نكون مجموعة اسميناها " ايب ان كميت " وهي باللغة االهيروغلوفية بمعنى ايب وهي معناها قلب او ضمير وان كميت اي ضمير مصر او الارض السوداء فكميت هي مصر وان ضمير اي قلب مصر او ضمير مصر وهي بداية رسالة من العنوان نفسه وكان هدفنا ان نبدأ من السن الصغيرة وبالفعل بدأ التعاون مع المركز الفرنسيسكاني والذي قدم لنا فرص رائعة وفتح لنا مجموعة من المدارس التابعة للفرنسيسكان وبدأنا معهم وقراءنا المناهج الدراسية الخاصة بالتاريخ المصري القديم واكتشفنا ان مايقدم لهم من معلومات عن التاريخ المصري القديم يكاد يكون ضئيل والمعلومة مبتورة غير مكتملة ، وليست المعلومة مكتوبة في سياق شيق بل هي معلومة جافة لاتبقى في ذهن الطفل فترة طويلة ، وبدأنا نضع في اعتبارنا ان الطفل لن يستطيع الصبر على محاضرة طويلة او حصة طويلة عن التاريخ المصري القديم فبدأنا ندرس له في فترة لاتتجاوز العشرين دقيقة ، في شرح مبسط عن بداية الحياة في ارض مصر وبالتدريج وعلى شكل خطوات معلوماتية منذ العصر الحجري وكيف بدأ الانسان رحلته في الحياة وكيف كانت حياته شاقة وكيف كافح وقدر قيمة الوقت من خلال حكايات مبسطة ولكنها تغرس عنده مجموعة قيم عن الكفاح واستخدام العقل وغيرها الى ان نصل الى بدايات تاريخ الانسان المصري القديم ، مع العلم اننا لم نرفض ان نقدم لاطفال اقل سناً من الذين قمنا لهم بالشرح التاريخي المبسط حكاية مصر وحضارتها ولدينا افكار على شكل انشطة وحكايات مصورة والعاب مجسمة تحكي نفس التاريخ المبسط عن الحضارة المصرية القديمة لهؤلاء الاطفال الاقل سناً ، ايضاً قمنا بمحاولة تعليم الاطفال الارتباط بالوطن الام وهي هنا مصر وكيف ان الانتماء شئ اساسي في حياتهم ثم تأتي الخطوة الثانية وهي حب الوطن يأتي على شكل الحفاظ على تراث هذا الوطن وآثاره ومن هنا يكبر وعي الاطفال وحبهم لوطنهم مصر .
